الصحة العالمية تحثّ الصين من جديد على التعاون لكشف منشأ كوفيد-19
ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، اليوم الأحد، أنّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس يحثّ الصين على تقديم مزيد من المعلومات بخصوص منشأ كوفيد-19.
ونقلت الصحيفة عن غيبريسوس أنّ منظمة الصحة العالمية مستعدّة لإرسال فريق ثانٍ إلى بكين من أجل التحقيق في منشأ فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2)، لا سيّما أنّ المتغيّرات الفرعية من متحوّر أوميكرون من الفيروس ترفع من جديد أعداد الإصابات بكوفيد-19.
وقال غيبريسوس للصحيفة البريطانية: "نضغط على الصين لمنحنا وصولاً كاملاً، ونطلب من الدول إثارة الأمر في اجتماعاتهما الثنائية، لحثّ بكين على التعاون".
يُذكر أنّ المجتمع الدولي لم يتمكّن حتى الآن من تحديد منشأ كوفيد-19 بشكل دقيق، على الرغم من أنّ منظمة الصحة العالمية سبق أن راسلت الصين طالبة "إعطاءنا المعلومات" في هذا الخصوص، بحسب غيبريسوس.
وتأتي تصريحات المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في وقت تتسابق فيه السلطات الصحية وشركات الأدوية حول العالم لتحديث اللقاحات المضادة لكوفيد-19، حتى تتمكّن من مكافحة متحوّرات كورونا ومتغيّراتها الفرعية التي تتفشّى اليوم.
ويضغط غيبريسوس منذ مدة طويلة على الصين من أجل الحصول على المعلومات التي بحوزتها حول أصول الفيروس الذي يؤرّق العالم منذ نحو أربعة أعوام، قائلا إنّ كلّ الافتراضات تبقى قائمة إلى أن تقوم بكين بهذه الخطوة.
وكان فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) قد رُصد للمرّة الأولى في مدينة ووهان وسط الصين، في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2019، ويشتبه كثيرون في انتشاره في سوق حيوانات حيّة بالمدينة قبل اجتيازه الحدود وانتقاله إلى أنحاء العالم كلّه وتسبّبه في وفاة نحو سبعة ملايين شخص بحسب البيانات المتوفّرة.
وقد طُرحت نظريتان منذ راح الفيروس يتفشّى انطلاقاً من ووهان؛ إمّا تسرّبه من أحد مختبرات المدينة حيث تُدرس الفيروسات، وإمّا انتقاله من حيوان إلى البشر في سوق محلية.
وعمد فريق من الخبراء، تقوده منظمة الصحة العالمية ويرافقه علماء صينيون، إلى إجراء تحقيق في الصين مطلع عام 2021. وفي تقرير مشترك، رجّح الطرفان أن يكون الفيروس قد نُقله بواسطة حيوان وسيط من وطواط إلى الإنسان، ربّما في سوق ووهان للحيوانات الحيّة.
وقال غيبريسوس، بعد ذلك، إنّ كلّ الخيارات ما زالت مطروحة. ومنذ التحقيق السابق، لم يتمكّن فريق منظمة الصحة العالمية من العودة إلى الصين، على الرغم من طلبات متكرّرة في هذا الإطار.
وكرّر غيبريسوس التأكيد أنّ المنظمة لن تتخلّى عن التحقيق في منشأ كوفيد-19، ودعا بكين إلى اعتماد الشفافية في تشارك المعطيات والتحقيقات والنتائج.
(رويترز، فرانس برس)
