لم تشفع ألعاب الطفلة الفلسطينية آلاء عبد الله قدوم (5 سنوات) لها أمام الصواريخ الإسرائيلية العمياء التي قتلتها خلال لهوها أمام منزلها في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، في اللحظات الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عصر الجمعة.
واستشهدت الطفلة قدوم مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أمس الجمعة، الذي راح ضحيته 11 شهيداً بالإضافة لـ 80 مصاباً، وذلك لحظة قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية، هدفاً قريباً منها دون أي سابق إنذار، وأصيبت بشظية.
ونُقلت الطفلة إلى جانب الجرحى والشهداء إلى مستشفى الشفاء الطبي، غربي مدينة غزة، إلا أنها فارقت الحياة سريعاً، متأثرة بإصابتها في القصف الذي خلف ثلاثة شهداء، إلى جانب إصابة والد الطفلة إصابة حرجة، وشيع العشرات جثمان الطفلة بعد أن كُفِنت بعلم فلسطين مساء الجمعة.
وارتسمت علامات الحزن على وجه جد الشهيدة الطفلة، رياض قدوم، الذي بدا في حيرة من أمره وهو يقول: "بأي ذنب تم قتل هذا الملاك الصغير، والتي كانت تتجهز للتسجيل في إحدى رياض الأطفال"، داعياً كل المؤسسات الحقوقية، وتحديداً التي تعنى بحقوق الطفل، إلى المُطالبة بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي وحماية الشعب الفلسطيني من ممارساته العدائية.
وخلّف استهداف الطفلة في اللحظات الأولى للعدوان الإسرائيلي حالة من الصدمة والذهول، أعادت إلى الأذهان الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني عموماً وبحق الأطفال والنساء والشيوخ على وجه التحديد.
ويقول عاطف شلح، وهو جار الطفلة آلاء قدوم، وشقيق الشهيد المسن عماد شلح الذي استشهد في ذات الحادثة، إنه مع حلول ساعات العصر، تجمع الأطفال للعب واللهو أمام بيوتهم في حي الشجاعية المكتظ بالأطفال وصاحب الكثافة السكانية العالية، وقد فوجئوا بالقصف الإسرائيلي بعد انتهاء صلاة العصر، الذي خلف في اللحظات الأولى عدداً من الشهداء والإصابات المختلفة.
ويوضح شلح لـ "العربي الجديد" أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تعر أي اهتمام لحقوق الأطفال، أو حتى حقوق الشعب بأكمله في الحياة، "خاصة أنه يمتلك الأجهزة الإلكترونية الحديثة، التي يمكنه من خلالها مُعاينة أي مكان يُقصَف والتأكد من خلو المدنيين والأطفال"، مستدركاً بالقول: "لكن الاحتلال يقصد إيقاع أكبر قدر من الضحايا، لحرق القلوب وإضعاف الروح المعنوية".
ويضيف شلح، وهو يتفقد مكان القصف الذي ظهرت به قطرات دم الطفلة على الجدران وعلى الأرض، أن قوات الاحتلال قصفت المنطقة السكنية بصاروخين متتاليين، على الرغم من اكتظاظها بالسكان، وأضاف متسائلاً: "ما الضرر أو الخطر الذي شكلته الطفلة آلاء قدوم على دولة الاحتلال المُدججة بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة والثقيلة".
وظهرت ملامح الدمار واضحة في المنطقة التي استُهدف فيها عدد من المواطنين، إذ تناثر زجاج النوافذ على جوانب الطريق، كذلك ظهرت آثار الشظايا على الأبواب الحديدية والجدران، ويظهر العدد الكبير للشظايا استخدام إسرائيل لصواريخ ذات شظايا مسمارية مهمتها إيقاع أكبر قدر ممكن من الإصابات والضحايا.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي منذ اللحظة الأولى لبدء التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة بالأخبار المتلاحقة، إلا أن خبر استشهاد الطفلة قدوم وجد تفاعلاً كبيراً بين النشطاء الذين نشروا صورتها مُرفقة بعبارات الرثاء الحزينة، وعبارات التحدي والصمود في وجه الممارسات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأطفاله.