الشرطة الأميركية تعتقل طلاباً ندّدوا بالإبادة الجماعية في غزة

الشرطة الأميركية تعتقل طلاباً ندّدوا بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة

23 مارس 2024
من عملية اعتقال طلاب جامعة "إيمرسون كولدج" الأميركية المناصرين لقطاع غزة (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في جامعة "إيمرسون كولدج" ببوسطن، اعتقلت الشرطة 13 طالبًا خلال احتجاجهم السلمي على العدوان الإسرائيلي على غزة، متزامنًا مع حفل تنصيب رئيس الجامعة، مما يعكس الضغوط على الطلاب الأميركيين عند التعبير عن آرائهم السياسية.
- "طلاب إيمرسون من أجل العدالة في فلسطين" جمعوا الأموال عبر "فينمو" لكفالات المعتقلين، متجاوزين المبلغ المطلوب في ساعتين، ما يظهر التضامن الواسع مع الطلاب وقضيتهم، وسط ردود فعل متباينة على التواصل الاجتماعي.
- حادثة "إيمرسون كولدج" لم تكن معزولة، فقد شهدت جامعة "يو ماس أمهيرست" اعتقال 57 طالبًا لمطالبتهم بقطع العلاقات مع شركات الأسلحة وإدانة العدوان الإسرائيلي، مبرزة التحديات في التعبير عن المواقف السياسية بالجامعات.

ما زال الطلاب في جامعات الولايات المتحدة الأميركية يتعرّضون لأنواع مختلفة من الضغوط، في إطار التضييق الحاصل على المندّدين بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمتضامين مع الفلسطينيين الذين يتعرّضون لحرب شاملة منذ نحو خمسة أشهر ونصف شهر.

وقد اعتقلت الشرطة الأميركية في مدينة بوسطن، الواقعة في ولاية ماساتشوستس شمالي البلاد، 13 طالباً من جامعة "إيمرسون كولدج" الخاصة، أمس الجمعة، قبل أن تخلي سبيلهم على دفعتَين في وقت لاحق، تحديداً بعد تسع ساعات من الاعتقال. وقد وقع ذلك بالتزامن مع حفل تنصيب رئيس الجامعة الجديد جيي إم برنهارت الذي أُقيم في مسرح "إيمرسون كاتلر مادجستيك" بالمدينة.

في هذا الإطار، لفت موقع "ماس لايف"، المتخصّص في أخبار المحلية في ولاية ماساتشوستس، إلى مفارقة. وجاء في تقرير تناول هذه الحادثة أنّ "في حين كانت جامعة إيمرسون كولدج تنصّب رئيسها الـ13 كانت الشرطة في الخارج تعتقل 13 طالباً".

وفي منشور على تطبيق "إنستغرام"، أوضح "طلاب إيمرسون من أجل العدالة في فلسطين" أنّ الذين اعتُقلوا كانوا ينظّمون احتجاجاً سلمياً أمام المسرح في بوسطن، دعماً للفلسطينيين وكذلك من أجل تسليط الضوء على قضية قمع الطلاب في جامعتهم هذه.

أضافت المجموعة الطالبية أنّ ذلك يأتي "في حين تلتزم إيمرسون كولدج بصمتها إزاء الإبادة الجماعية الواقعة في قطاع غزة، وفي حين أنّ المؤسسة (الجامعية) تمضي في تبخيس الطلاب".

ولا تُعَدّ "إيمرسون كولدج" الجامعة الوحيدة في ولاية ماساتشوستس الأميركية التي اعتُقل طلاب منها على خلفية احتجاجاتهم على الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ففي الأيام الأولى من الحرب، اعتُقل 57 طالباً (إلى جانب موظف واحد) من جامعة "يو ماس أمهيرست"، وهي الجامعة البحثية الرسمية الكبرى في المنطقة. وكان هؤلاء يشاركون في اعتصام نُظّم في المبنى الإداري التابع للجامعة، لمطالبة جامعتهم بقطع علاقاتها بالشركات المصنّعة للأسلحة وبإدانة المذبحة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وكذلك الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة.

وبالعودة إلى اعتقال طلاب جامعة "إيمرسون كولدج"، فقد أشار موقع "ماس لايف" إلى أنّ المجموعة الطالبية الداعمة للقضية الفلسطينية لجأت إلى تطبيق "فينمو" لجمع المال لسداد كفالات المعتقلين، مضيفاً أنّ التبرّعات في هذا الإطار تخطّت المبلغ المطلوب بعد ساعتَين فقط.

وفي سياق منشور آخر على تطبيق "إنستغرام" من توقيع رئيس "إيمرسون كولدج" جيي إم برنهارت يتناول برنامج النشاطات الخاصة بأسبوع التنصيب، كثرت التعليقات التي دوّنها طلاب وأشخاص آخرون دعماً للمعتقلين الـ13 وكذلك تعبيراً عن خيبة أمل إزاء رئاسة الجامعة. يُذكر أنّ برنهارت كان قد تسلّم مهامه في رئاسة الجامعة في الأول من يونيو/ حزيران 2023.

وكان رئيس "إيمرسون كولدج" الجديد قد بعث برسالة إلكترونية، أوّل من أمس خميس، إلى جميع المنتسبين إلى الجامعة، شدّد فيها على أنّ للجامعة سياساتها الخاصة المتعلقة بحرية التعبير والاحتجاج وأنّ تلك السياسات تسمح بالاحتجاج السلمي في خارج مبانيها والمساحات التابعة لها، بحسب ما بيّنت مراسلة "ماس لايف" جولييت شولمان-هول التي أعدّت التقرير مستندةً إلى نسخة الرسالة التي حصلت عليها.

المساهمون