الداخلية الأفغانية تطلق حملة واسعة لضبط مدمني المخدرات في كابول

الداخلية الأفغانية تطلق حملة واسعة لضبط مدمني المخدرات في كابول

10 مايو 2022
تتزايد أعداد مدمني المخدّرات المشرّدين في أفغانستان (بلال غولر/ الأناضول)
+ الخط -

أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية إطلاق حملة في العاصمة الأفغانية كابول لرصد مدمني المخدّرات وتوقيفهم وتوفير علاج لهم في المستشفيات الخاصة، وذلك في حين يشكو سكان كابول من كثرة أعداد المدمنين الذين يقدمون كذلك على السرقة وجرائم أخرى.

وقال المتحدث باسم الداخلية عبد النافع تكور، في بيان، إنّ الوزارة أتت في الأيام الأخيرة بخطوات جادة وفاعلة من أجل القضاء على إدمان المخدّرات، موضحاً أنّ من بين تلك الخطوات تنظيم حملة شاملة لتوقيف المدمنين في العاصمة.

وذكر تكور أنّ قوات حركة طالبان تتوقّع إلقاء القبض على نحو 20 ألف مدمن وتحويلهم إلى مستشفيات خاصة لمعالجتهم في خلال الحملة، حتى يصيروا عناصر صالحين في المجتمع الأفغاني. أضاف أنّه سبق لحكومة حركة طالبان أن نفّذت حملة مماثلة إنّما أصغر حجماً مقارنة بالحملة الحالية، وقد عولج كثيرون بالفعل في مستشفيات خاصة، غير أنّه من المتوقّع أن تأتي هذه الحملة نوعية وشاملة.

وبحسب البيانات المتوفّرة، ثمّة ثلاثة ملايين شخص في أفغانستان يدمنون المخدّرات، في حين أنّ جهود الحكومة السابقة والحالية لم تتكلّل بالنجاح لاستئصال المشكلة من جذورها.

وكانت الحكومة الأفغانية السابقة، قبل سيطرة حركة طالبان على الحكم في أغسطس/ آب 2021، قد أعلنت إنشاء 100 مستشفى لمعالجة مدمني المخدّرات، 20 منها في العاصمة كابول. لكنّ الحكومة الحالية لم تتطرّق حتى الآن إلى وضع المستشفيات وسط الوضع الاقتصادي الحالي وفي ظلّ المستجدات الأمنية والسياسية التي شهدتها البلاد.

في سياق متصل، يحكي مواطنون أفغان ونشطاء في المجتمع المدني عن كثرة أعداد المدمنين في كابول وكذلك في مختلف المدن الأفغانية، وتوجّه أعداد كبيرة من الشباب نحو الإدمان وسط البطالة المستشرية والوضع الاقتصادي الهشّ.

مطيع الله زرمتي من بين زعامات القبائل في غرب العاصمة كابول، يقول لـ"العربي الجديد" إنّه يعرف "شباناً كثيرين توجّهوا صوب الإدمان تدريجياً، فبدأوا بالحشيش والأفيون ليصلوا إلى الهيرويين، وذلك بسبب ضغوطات الحياة المتزايدة والبطالة والوضع المعيشي الهشّ في البلاد بشكل عام".

يضيف زرمتي أنّه "مع وصول طالبان إلى كابول ازداد الوضع الاقتصادي والمعيشي سوءاً وما زال كذلك. فالحركة مشغولة بالملفات الهامشية، فيما تتّجه البلاد نحو كارثة إنسانية، وهو ما أثّر على أوضاع الشباب النفسية ومعنوياتهم، فظنّوا أنّ الإدمان أقصر طريق للتخلّص من أعباء الحياة".

من جهته، يقول المواطن محمد عابد وهو صاحب محلّ في منطقة شهر نو لـ"العربي الجديد" إنّ "المدمنين يتورّطون في الغالب في أعمال سرقة، فهم مستعدّون لسرقة كلّ ما يمكن بيعه من أجل الحصول على الهيرويين، ومن ذلك محتويات البلدية وسلال المهملات التي تضعها البلدية في الأسواق". يضيف عابد أنّ هؤلاء المدمنين "قد يتسبّبون كذلك في تفشّي أمراض مختلفة من خلال تشارك استخدام الإبر بين أشخاص عدّة"، على سبيل المثال.

المساهمون