الجزائر: النيابة تلتمس الإعدام لـ74 متهماً بقتل جمال بن إسماعيل

الجزائر: النيابة العامة تلتمس الإعدام لـ74 متهماً بقتل جمال بن إسماعيل

19 نوفمبر 2022
قتل جمال خلال الحرائق المهولة التي شهدتها منطقة القبائل شرقي الجزائر (فيسبوك)
+ الخط -

طالبت النيابة العامة في محكمة جزائرية بإصدار أحكام بالإعدام في حق 74 متهما بالتورط في جريمة قتل وحرق الشاب جمال بن إسماعيل في أغسطس/آب 2021، والتي تعرف بجريمة "الأربعاء الأسود"، خلال الحرائق المهولة التي شهدتها منطقة القبائل شرقي الجزائر.

والتمست النيابة العامة بمحكمة الجنايات بالدار البيضاء في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، تسليط عقوبة الإعدام في حق 74 متهما، وعشر سنوات سجنا نافذا في حق 23 متهما آخرين حضروا في مكان الجريمة دون إنكارها.

ويبلغ مجموع المتهمين في القضية، 102 متهم، 95 منهم موقوفون في السجن، بينهم ثلاث نساء، إضافة إلى سبعة متهمين قيد الرقابة القضائية، ووجه القضاء 24 تهمة إلى المتهمين، تخص القتل العمد والتنكيل بالجثة وحرقها، والتحريض على القتل، والاعتداء على مركز شرطة والانتماء إلى منظمة إرهابية وأعمال تخريب تمس أمن الدولة، والمساس باستقرار المؤسسات وسيرها العادي عن طريق بث الرعب في أوساط السكان، والقيام بأفعال إرهابية وتخريبية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية.

وخلال جلسة المحاكمة واجه القاضي المتهمين للمرة الأولى بتسجيلات فيديو تظهر كامل أطوار الجريمة، من توقيف سيارة الضحية إلى غاية قتله وحرق الجثة، وتسمع في التسجيلات مطالبات بفصل رأس الضحية عن الجسد، وعبارات عنصرية ضد المكون العربي.

وأقر ثلاثة من المتهمين بصلتهم بحركة "الماك" الانفصالية والتي تطالب من باريس بانفصال منطقة القبائل، وتصنفها السلطات الجزائرية منذ مايو/أيار 2021 كتنظيم إرهابي، لكن عددا من المتهمين أنكروا وجود أية دوافع عرقية وعنصرية من قبل السكان الأمازيغ ضد العرب في الجريمة.

واستدعت هيئة المحكمة عناصر الشرطة الذين كانوا في عين المكان، عند هجوم المجموعة الغاضبة من السكان على سيارة الشرطة التي كان الضحية جمال بن إسماعيل بداخلها، حيث قدموا إفادات ضد المتهمين، عدا إفادة واحدة من عون شرطة لصالح أحد المتهمين في القضية، قال بشأنه الشرطي إنه حاول مساعدة الشرطيين وتهدئة الجموع.

وتعود وقائع القضية إلى 11 أغسطس/آب 2021، عندما أخرجت مجموعة من الشباب الغاضبين، في منطقة "الأربعاء ناث إيراثن"، بولاية تيزي وزو في منطقة القبائل شرقي الجزائر، الشاب جمال بن اسماعيل، وهو فنان هاوٍ، من داخل سيارة شرطة، للاشتباه الخطأ في تورطه في إشعال حرائق مهولة كانت مشتعلة في غابات المنطقة، على الرغم من أنه قدم إلى المنطقة للمساعدة في الإطفاء وتقديم يد العون، وقتلته المجوعة الغاضبة بطريقة وحشية، وأحرقت جثته في الشارع، وهو ما أثار استياءً كبيرا في الجزائر وغضبا شعبيا عارما.

وتحولت القضية إلى قضية رأي عام، وخلفت في تلك الفترة استياء كبيرا وفتنة بين المكون العربي والأمازيغي في الجزائر، لولا تدخل والد الضحية، نور الدين بن إسماعيل، وهو شقيق رئيس التنسيقية الجزائرية لمناهضة التطبيع الصهيوني، الذي دعا إلى التهدئة، قبل أن يتوجه وفد من سكان منطقة القبائل برئاسة رجل الدين الشيخ سعيد بويزري، إلى عائلة الضحية في منطقة عين الدفلى، لتقديم واجب العزاء ودية مالية تقدر بـ220 ألف دولار جمعها سكان القبائل، للمساهمة في إطفاء الفتنة.