الجزائر: إصرار على تطبيق قرار التدريس المبكر للإنكليزية في المدارس

الجزائر: إصرار على تطبيق قرار التدريس المبكر للإنكليزية في المدارس

01 اغسطس 2022
تلاميذ الجزائر سيدرسون الإنكليزية خلال العام المقبل (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن قرار تدريس اللغة الإنكليزية في الطور الابتدائي "سيبدأ تطبيقه بداية من السنة الدراسية المقبلة"، رغم إقراره بإمكانية أن يواجه ذلك عوائق منها غياب العدد الكافي من المعلمين.

وقال تبون للتلفزيون الحكومي، الليلة الماضية، إن "قرار تدريس الإنكليزية في الطور الابتدائي سيطبق خلال العام الدراسي المقبل، وسيكون حسب الإمكانيات. لا أدري إن كانت لدينا الإمكانيات اللازمة لتدريس الإنكليزية، لكننا سنبدأ العام المقبل في تدريسها في الابتدائي".
واعتبر الرئيس الجزائري أن هناك حاجيات اقتصادية وعلمية باتت تفرض هذا القرار، وقال: "الفرنسية غنيمة حرب (من مخلفات الاستعمار)، لكن الإنكليزية هي لغة العلم ولغة الاقتصاد في الوقت الحالي".
وقرر مجلس الوزراء الجزائري، في 19 يونيو/حزيران الماضي، "اعتماد اللغة الإنكليزية بداية من الطور الابتدائي، بعد دراسة عميقة للخبراء والمختصين".

وجاء القرار استجابة لمطالبات مجتمعية وسياسية، بعد أكثر من سنتين من بدء التفكير في الإدراج المبكر لتعليم اللغة الإنكليزية، وبعد فتح وزارتي التربية والتعليم العالي ورشة لبحث الإجراءات الكفيلة بتعميم تدريس الإنكليزية في الطور الابتدائي، وذلك بالتزامن مع حراك شعبي رافض لهيمنة اللغة الفرنسية في الجزائر، واعتبارها استمرارا للوجود الثقافي الفرنسي.

وخلال العام الماضي، فتحت السلطات الجزائرية مدرسة عليا للرياضيات والذكاء الاصطناعي، وأقرت التدريس فيها باللغة الإنكليزية، وتقررت الاستعانة بكفاءات جزائرية مقيمة في الخارج وأجانب للتدريس فيها.
ويواجه تطبيق قرار تعليم اللغة الإنكليزية في المرحلة الأولى مشكلات بسبب عدم توفر العدد الكافي من الأساتذة، وهو ما يفرض على السلطات الاستعانة بمتخرجين من الجامعات من تخصصات أخرى، تتوفر لديهم معرفة اللغة، وكذا الاستعانة بالأساتذة المتقاعدين.

 وقال الناشط النقابي في قطاع التربية صادوق عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، إن "مسألة تدريس اللغة الإنكليزية تعد حاجة فرضتها العولمة، كما أنها مطلب للتخلص من مخلفات الاستعمار الفرنسي الثقافية، لكن الأمر كان يفترض أن يسبقه توفير العدد الكافي من المعلمين، كما يفرض التخطيط لتوجيه عدد كاف من الطلبة الحائزين على شهادة البكالوريا لدراسة الإنكليزية، بما يضمن تغطية حاجة المدارس خلال الأعوام المقبلة".    
وتحصي الجزائر أكثر من 50 ألف مدرسة توفر التعليم المجاني في المرحلة الابتدائية، ما يعني أن وزارة التربية مطالبة بتوفير 50 ألف معلم لغة إنكليزية في الحد الأدنى، بينما لا تملك في الوقت الحالي ربع هذا العدد، كما أن عدد خريجي المعاهد والجامعات من المتخصصين في اللغة الإنكليزية لا يتعدى 500 خريج سنويا.