الاحتلال يحول "الفحص الأمني" للأسرى الفلسطينيين إلى محطة تعذيب

الاحتلال يحول "الفحص الأمني" للأسرى الفلسطينيين إلى محطة تعذيب

20 فبراير 2024
يتعمد الاحتلال إذلال الأسرى الفلسطينيين (Getty)
+ الخط -

أكد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الاثنين، أن قضية العدد، المعروفة أيضاً بـ"الفحص الأمني"، أصبحت محطة للتعذيب والاعتداء على الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بشكل مستمر بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي بيان صحافي، أشار نادي الأسير إلى أن ذلك يأتي استناداً إلى العديد من الشّهادات التي جرى توثيقها على مدار الفترة الماضية من الأسرى المفرج عنهم، وكذلك عبر زيارات الطواقم القانونية التي تمت.

ووفقًا لشهادات الأسرى التي رصدها النادي الفلسطيني، فإن عملية "العدد" أو "الفحص الأمني" تتم عبر وحدات خاصة مسلحة، حيث يُطلب من الأسير الجلوس على ركبتيه مع وضع وجهه على الحائط وتجاه الأرض. وفي حالة التأخر أو التحرك أو التعبير عن أي اعتراض، يُعتبر ذلك مبرراً للاعتداء الجسدي عليه بالضرب والتنكيل، بالإضافة إلى استخدام الكلاب البوليسية في تلك العمليات داخل زنزانات الأسرى.


في شهادة أحد المحررين الذين تم الإفراج عنهم من سجن النقب بخصوص عملية "العدد"، أكد أن سجن النقب أصبح موقعاً للتعذيب والتنكيل بالأسرى، خاصة من خلال عمليات الضرب العنيفة.

وأشار المحرر إلى أن السجانين ووحدات القمع الخاصة، بما في ذلك وحدة "كيتر"، يسعون إلى إذلال الأسرى لاستفزازهم وإثارة ردود فعل تبرر الاعتداء عليهم بالضرب العنيف.

وكانت عملية "العدد" تجرى ثلاث مرات يومياً قبل السابع من أكتوبر، حيث كان يُطلب من الأسرى الوقوف. لكن بعد السابع من أكتوبر، تغيّرت الإجراءات، فأوضح المحرر المفرج عنه أن الأسرى يجبرون على الجلوس على ركبهم، مع وضع أيديهم خلف ظهورهم، ووجوههم مواجهة للحائط، وهذا يحدث في الصباح، أما في عملية "العدد" المسائية، فيجب على الأسرى أن يواجهوا السجانين مع وجوههم موجهة نحوهم، وعلى كل أسير أن يردد عدد المساء ويقول "حاضر سيدي" للسجان أو "حاضر سيدتي" إذا كانت السجانة. وشهد العديد من الأسرى اعتداءات بالضرب خلال عملية "العدد"، خصوصاً بعد الفترة الأولى من الحرب، من دون استثناء للمرضى أو كبار السن أو الجرحى.

,أشار نادي الأسير الفلسطيني إلى أنّ قضية الشهيد ثائر أبو عصب، الذي استشهد في 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تعد واحدة من أبرز الحالات المرتبطة بعملية "العدد". وفي التفاصيل أنه بعد إجراء عملية "العدد" المسائية في ذلك التاريخ، طلب الشهيد أبو عصب من أحد السجانين معرفة ما إذا كانت هناك "هدنة"، فأجاب السجان بأنه سيعلمه لاحقاً، لكن مفاجأة الأسرى كانت دخول وحدة "الكيتر" المسلحة بعد ذلك.

ووفقًا لشهادات الأسرى، فإنهم جلسوا كما يفعلون في كل عملية "عدد"، على ركبهم وأيديهم مربوطة خلف ظهورهم، وهناك وثيقة لاعتداء وحدة "الكيتر" عليهم بالضرب العنيف، وقد تعرض الشهيد ثائر أبو عصب مباشرة لضربة في رأسه، واستشهد لاحقاً جراء تلك الإصابة الخطيرة.

وشكّلت قضية استشهاد الأسير أبو عصب جرّاء الضرب والتّعذيب أبرز القضايا بعد السابع من أكتوبر، وكشفت عن مستوى الجرائم المروّعة التي نفّذت في سجن (النقب)، وغالبية السّجون.

ويواجه أكثر من 9000 آلاف أسير وأسيرة في سجون الاحتلال هذا الإجراء بطريقته الحالية، كسياسة ممنهجة، إلى جانب جملة سياسات التّعذيب والتّنكيل غير المسبوقة.

سجون سرية

من جانب آخر ، بعث رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس نداءً الى المجتمع الدولي بمؤسساته وتشكيلاته، يحثه فيه على الخروج من صمته، والتحرك الفوري للكشف عن السجون والمعتقلات السرية التي أنشئت بعد السابع من أكتوبر الماضي.

وقال فارس في تصريح صحافي: "إن التقرير الذي نشرته القناة (13) الإسرائيلية حول صنوف التعذيب، المفروضة على مقاتلي فصائل المقاومة الذين اعتقلوا في السابع من أكتوبر أو طيلة أيام الحرب، يثبت أن دولة الاحتلال تمارس التعذيب والتنكيل المحرم دولياً، وأصبحنا نعيش من جديد واقع سجني (أبو غريب وغوانتانامو)، وربما ما تقوم به إسرائيل تجاوز ذلك.

وأطلق فارس تساؤلات قائلاً: "ماذا ينتظر المجتمع الدولي؟ ألا يكفي كل هذا العنف والإجرام بحق مناضلي الشعب الفلسطيني في سجون الاحتلال؟" وفي إشارة واضحة إلى قلقه على الأسرى، حذّر من فاجعة قد تكون غير مسبوقة في تاريخ البشرية، مشدداً على أن هذه التساؤلات تعكس غضباً شديداً يوجهه نحو مدعي العدالة والإنسانية.

وأدان فارس بشدة أساليب التعذيب التي يتعرض لها الأسرى في السجون الإسرائيلية، معبّراً عن استيائه من تخلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن أسرى قطاع غزة، وعدم قيامها بزيارتهم أو تقديم أي بيانات حول ظروف اعتقالهم، كما وعدت في لقاءات سابقة.

وأكد فارس أن تقرير القناة الإسرائيلية "13" كشف بوضوح عن تعرض مقاتلي فصائل المقاومة لأشكال متعددة من التعذيب، بما في ذلك الاحتجاز في زنازين صغيرة، وتعريضهم للجوع والبرد، واستخدام الأسِرّة الحديدية من دون أغطية، بالإضافة إلى تشغيل أغاني باللغة العبرية واستخدام الكلاب البوليسية.

وختم فارس حديثه بإدانة صريحة لتلك الإجراءات، مشيراً إلى أنها تأتي استجابة لتعليمات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي دعا إلى احتجاز مقاتلي المقاومة في سجون تحت الأرض، مشيراً إلى وصفهم بأنهم لا يستحقون رؤية أشعة الشمس، وفق تصريحاته عبر موقع "تليغرام".

المساهمون