الأمم المتحدة تعقد اجتماعاً طارئاً بشأن حملة "طالبان" على النساء

الأمم المتحدة تعقد اجتماعاً طارئاً بشأن حملة "طالبان" على النساء

13 مايو 2022
تشديد على مراجعة السياسات التي تُقيّد حقوق النساء والفتيات (جافيد تانفير/فرانس برس)
+ الخط -

عقد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة مشاورات مغلقة طارئة، الخميس، بشأن حملة طالبان الأخيرة على النساء الأفغانيات، إذ بحث إصدار بيان رئاسي يُعرب عن القلق العميق إزاء الحظر الجديد الذي فرضه حكام أفغانستان على مغادرة النساء منازلهن "بدون ضرورة" وارتداء ملابس تغطي أجسادهن من الرأس إلى أخمص القدمين عندما يخرجن إلى الأماكن العامة.

كما سيدعو البيان الذي صاغته النرويج إلى مراجعة السياسات التي تُقيّد حقوق النساء والفتيات.

حكام أفغانستان الحاليون ليست لديهم نية لتعزيز أو احترام أو دعم حقوق النساء والفتيات أو احترام الالتزامات المتعددة التي قطعوها على أنفسهم

أعاد متشددو طالبان، الذين وصلوا إلى السلطة في أغسطس/ آب الماضي، عقارب الساعة إلى الوراء في أفغانستان إلى فترة حكمهم القاسي من عام 1996 حتى ديسمبر/ كانون الأول 2001 عندما طردتهم القوات الأميركية من السلطة في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة، وكانوا يستهدفون بشكل رئيسي النساء والفتيات.

بالإضافة إلى الأمر الجديد الصادر يوم السبت بشأن مغادرة المنزل والملابس، يُحظر الآن على الفتيات الذهاب إلى المدرسة بعد الصف السادس، كما تُمنع النساء من تولي معظم الوظائف ومن الصعود على متن الطائرات إذا سافرن بدون مرافقة أحد الأقارب الذكور، ويمكن للرجال والنساء زيارة الحدائق العامة في أيام منفصلة فقط.

قالت نائبة سفير النرويج لدى الأمم المتحدة ترين هايميرباك، للصحافيين قبل اجتماع المجلس، إن سياسات طالبان تركز على قمع النساء والفتيات بدلا من معالجة "الوضع الاقتصادي والإنساني الكارثي" في البلاد، والذي حذرت من أنه قد يؤدي إلى "العنف والتطرف".

بعثت أيرلندا والمكسيك، الرئيستان المشاركتان لمجموعة الخبراء غير الرسمية التابعة لمجلس الأمن المعنية بالمرأة والسلام والأمن، برسالة إلى أعضاء المجلس، يوم الخميس، وصفتا فيها قرار طالبان الأخير بأنه مُروّع.

وأكدت الرسالة أن حكام أفغانستان الحاليين "ليست لديهم نية لتعزيز أو احترام أو دعم حقوق النساء والفتيات، أو احترام الالتزامات المتعددة التي قطعوها على أنفسهم تجاه الأفغانيات والمجتمع الدولي في الأشهر الأخيرة"، على حد وصف أيرلندا والمكسيك.

بالإضافة إلى ذلك، قالت الدولتان إن قرار طالبان "يظهر تجاهلاً تاماً لرسالة المجلس الواضحة بأن المرأة يجب أن تلعب دورا كاملا ومتساويا وهادفا في جميع جوانب الحياة العامة والسياسية في أفغانستان".

وصرحت سفيرة أيرلندا لدى الأمم المتحدة جيرالدين بيرن ناسون، للصحافيين، بأن النساء والفتيات "يواجهن الآن بعضا من أشد القيود التي يمكن تخيلها"، وأن على المجتمع الدولي ومجلس الأمن "مسؤولية أخلاقية للتصرف (بشأن هذا الوضع)" وإدانة سياسات طالبان التي تسعى إلى استبعاد نصف سكان أفغانستان.

وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد إنه على مدار العشرين عاما الماضية، حظيت النساء بفرص التعليم والعمل واتخاذ قرار بشأن مستقبلهن وأن يصبحن جزءا من "بيئة ثقافية مزدهرة"، وأضافت أنه قبل تولي طالبان زمام الأمور، كانت هناك 3.6 ملايين فتاة في المدارس، وشغلت النساء ربع المقاعد في البرلمان، و20 بالمائة من القوة العاملة.

وتابعت وودوارد: "والآن تسعى طالبان إلى نزع كل ذلك"، مشددة على أنه لا ينبغي على النساء قبول "حياة منبوذة على الهامش".

وأكدت للصحافيين بعد اجتماع المجلس المغلق، يوم الخميس، إن السفراء ناقشوا أنشطة البعثة السياسية للأمم المتحدة في أفغانستان، "لكنهم يركزون في الواقع على وضع النساء والفتيات".

ردا على سؤال حول احتمالات موافقة مجلس الأمن على البيان الرئاسي، قالت وودوارد: "آمل بشدة أن نتمكن في القريب العاجل من الاتفاق على صيغة تعبر عن اتفاقنا الجماعي وقلقنا بشأن هذه التطورات الأخيرة".

(أسوشييتد برس)

المساهمون