الأمطار تُغرق مستشفيات في العراق

الأمطار تُغرق مستشفيات في العراق

17 فبراير 2024
شهدت البلاد تساقط أمطار غزيرة (إحسان محمد أحمد أحمد/ الأناضول)
+ الخط -

في مشهد بات يتكرر كثيراً في فصل الشتاء، حاصرت مياه الأمطار التي هطلت خلال اليومين الأخيرين في العراق المرضى داخل مستشفيات ومراكز صحية عدة في البلاد، ما يعكس استمرار الانهيار الخطير في البنى التحتية للبلاد، وسط انتقادات ومناشدات من ناشطين ومدونين بإيجاد الحلول. ولم تبد وزارة الصحة العراقية أي موقف حتى الآن.

وخلال اليومين الماضيين، شهدت البلاد هطولاً غزيراً للأمطار في عموم المحافظات، ما تسبب بغرق الشوارع وانهيار منازل ومدارس في عدد من المناطق، منها محافظة ديالى. واجتاحت مياه الأمطار المناطق السكنية ودخلت مئات المنازل خصوصاً في الأحياء السكنية القديمة، فضلاً عن دوائر ومؤسسات حكومية، منها المستشفيات.

ووصلت مياه الأمطار إلى ردهات مستشفى اليرموك في قلب العاصمة بغداد، التي تعد من المستشفيات الرئيسية في البلاد، واجتاحت ردهة الطوارئ وردهات أخرى مُحاصِرةً المرضى. أمرٌ استدعى تدخلاً من قبل أمانة بغداد التي أرسلت سيارات حوضية لسحب المياه من المستشفى، ما اضطر الكثير من ذوي المرضى إلى نقل مرضاهم إلى مستشفيات أخرى.

ولم تعلق وزارة الصحة العراقية على الأمر، إلا أن طبيباً في الوزارة أكد أن "المياه اجتاحت عدداً من المستشفيات والمراكز الصحية في البلاد. وقال لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن "المياه اجتاحت مستشفيات ومراكز صحية عدة في بغداد ومحافظات أخرى منها ديالى وواسط وغيرها، وقد تسببت بإرباك كبير وأثرت على الحالة الصحية للمرضى".

وقال إن "معظم المستشفيات والمستوصفات في البلاد قديمة ومتهالكة، ومستوى الخدمات فيها متراجع بشكل كبير، كما أن أعمال الصيانة ضعيفة جداً، وهو ما تسبب باجتياح المياه لها".

وتوقعت الهيئة العامة للأنواء والأرصاد الجوية استمرار هطول الأمطار، وحذر الراصد الجوي صادق عطية من غزارة هطول الأمطار في عدة محافظات، مؤكداً في بيان أن "نشاط السحب الرعدية يزداد في أجواء البلاد مع تقدم محور الأخدود في الطبقات العليا خلال الوقت الحالي والساعات القليلة المقبلة".

أضاف أنه "يلاحظ في صور الأقمار الصناعية تزايد نشاط السحب الرعدية وسط وغربي البلاد وشماليها وبعض مناطق الفرات الأوسط، مسببة هطولاً متفاوت الشدة الآن وخلال الوقت المقبل. ويشمل الهطول الرعدي أيضاً مناطق متفرقة من مدن الجنوب ومنها مدينة البصرة". وقال: "لا تزال تحذيراتنا من غزارة الهطول في ديالى والسليمانية وشرق أربيل وشرق الأنبار وشرق الكوت وصلاح الدين وكركوك تستوجب أخذ الاحتياطات".

وتحرج مياه الأمطار الحكومات العراقية المتعاقبة، التي فشلت على مدار سنوات في السيطرة عليها، علماً أن غالبية خطوط تصريف المياه باتت بحكم المعطلة إذ لم تُطوُر بما يتناسب مع الزيادات السكانية في العاصمة. 

واتخذت الجهات الخدماتية في بغداد والحكومات المحلية في المحافظات إجراءات عاجلة لتطويق أثر العواصف والأمطار الغزيرة التي أدت الى إغراق عدد من المناطق.

وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد مدونون وناشطون استمرار تراجع مستوى الخدمات في المستشفيات. وقال المدون محمد قاسم على منصة "إكس": "غرق مستشفى اليرموك بالعاصمة بغداد مع انهيار كامل لمنظومة الصرف الصحي في داخلها رغم إنفاق مئات الملايين عليها شهرياً تحت عنوان ترميم وإصلاحات"، مؤكداً أن "20 سنة صرفت مليارات على شبكات التصريف ولم نشاهد أي شيء ملموس غير الفيضان وغرق الشوارع والأماكن".

وتواجه الحكومات العراقية المتعاقبة بعد عام 2003 اتهامات كبيرة بإهمال ملف الخدمات، وعدم تطوير شبكات الصرف الصحي في بغداد والمحافظات، ما يتسبب بغرق الشوارع بمجرد تساقط الأمطار. 

 

المساهمون