الآبار المكشوفة تسرق الأطفال من ذويهم في شمال شرقي سورية

الآبار المكشوفة تسرق الأطفال من ذويهم في شمال شرقي سورية

02 ابريل 2023
أطفال سورية معرضون دوماً للمخاطر في ظل نقص آليات النجدة و الإسعاف (ديليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

ساعات عصيبة عاشها ذوو الطفل صالح بعد أن سقط في إحدى الآبار المفتوحة في ريف مدينة القامشلي. إحدى عشرة ساعة من الأمل قضاها الأهل على أمل الوصول إلى الطفل العالق في البئر وإخراجه سالماً، إلا أن تلك المحاولات فشلت وتوفي الطفل وأخرج من البئر جثة هامدة.

وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي، أمس السبت، بقصة الطفل صالح الذي لم يتجاوز الثماني سنوات من عمره، وأمل المتابعون أن يتمكن رجال الإنقاذ من الوصول إليه إلا أنهم فشلوا في إخراجه وهو على قيد الحياة.

ويقول عبد الله السيد؛ أحد أبناء قرية ديهابان التي حصلت فيها الحادثة، لـ"العربي الجديد"، "سقط الطفل صالح في البئر أثناء لعبه مع أصحابه، ويتجاوز عمق البئر نحو مائة وعشرين متراً، وهو ما ضيّق الآمال في الوصول إليه قبل أن يفارق الحياة".


يضيف السيد أن الطفل صالح علق على مسافة قاربت الخمسين متراً، وتحرك الأهالي ورجال الإنقاذ لمحاولة مساعدته والوصول إليه قبل وفاته، إلا أن الوسائل البدائية التي كانت معهم وعمق البئر شكّلا عاملاً مؤخراً لعملية الإنقاذ التي استمرت 11 ساعة حتى تمكنوا من الوصول إلى الطفل، لكنه كان قد فارق الحياة.

بدوره، يقول سمير عبد الحي؛ أحد أهالي قرية ديها بان في مدينة القامشلي، إن القرية مليئة بالآبار المشابهة للبئر التي سقط فيها الطفل صالح، وهو أمر منتشر في مناطق شمال شرقي سورية، حيث يعتمد الأهالي على تلك الآبار في سقاية المواشي أو المزروعات، ويرفعون كل فترة أجهزة الضخ من بئر إلى بئر أخرى حتى تتجمع المياه في البئر الأولى وتُعاد المعدات إليها، وهو ما يترك تلك الآبار مكشوفة ويترك الأطفال عرضة لخطر الوقوع فيها، إذ تتكرر مثل هذه الحوادث وغالباً ما يفقد الأطفال حياتهم نتيجة نقص المعدات اللازمة لمثل هذه العمليات.

وكان أهالي إحدى قرى ريف رأس العين الشرقي قد تمكنوا في نهاية آذار الماضي من إنقاذ حياة طفل بعد سقوطه في إحدى الآبار الجوفية المجاورة لمنزله.

وقال مصدر مطلع من المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إن الأهالي في ريف رأس العين الشرقي تمكنوا من إنقاذ الطفل حسين محمد إسماعيل (8 سنوات) بعد سقوطه داخل إحدى الآبار المكشوفة أثناء لعبه في محيط منزل ذويه.

وأضاف أن الأهالي تمكّنوا بطرق وأدوات بدائية من إنقاذ حياة الطفل، بعد تطوع أحد شبان القرية بالنزول عبر حبل إلى قعر البئر التي يبلغ عمقها نحو 60 متراً وإخراج الطفل بعد ساعات عدة، وقد أُسعف الطفل إلى المستشفى للتأكد من سلامته الصحية وقد خرج بعد الانتهاء من إجراء الفحوصات الطبية اللازمة.

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويذكر أن ريف محافظة الحسكة شهد حالات عدة في وقت سابق انتهت معظمها بفقدان الأطفال داخل تلك الآبار نتيجة الإهمال وعدم اتخاذ إجراءات السلامة لدى بعض الفلاحين وترك الآبار مكشوفة دون أغطية.

المساهمون