استمرار عودة المهجرين إلى قراهم المدمرة في سيناء

استمرار عودة المهجرين إلى قراهم المدمرة في سيناء

16 يناير 2022
بدء المرحلة الثانية من إعادة المهجرين قسرياً إلى قراهم بمحافظة شمال سيناء (فيسبوك)
+ الخط -

بدأت المرحلة الثانية من إعادة المهجرين قسرياً من المواطنين المصريين الذين أجبروا على ترك قراهم في نطاق مدن محافظة شمال سيناء، شرقي البلاد، بقرار من الجيش المصري ومسانديه في اتحاد قبائل سيناء، وهو "تجمّع من أبناء القبائل المتعاونة مع السلطات المصرية في العمليات الأمنية بشمال سيناء يقوده رجل الأعمال، إبراهيم العرجاني المقرب من دوائر الاستخبارات المصرية"، بيد أن المهجرين يعودون إلى قرى لا تشبه القرى التي تركوها، بعد أن حل الدمار في كل شبر منها، واستوطن الخراب جنباتها، كما أن حربا ضروسا قد مرت من هنا.

أهالي سيناء يعودون لقرى مدمرة (فيسبوك)

وعاد خلال الأيام القليلة الماضية مئات المهجرين إلى تجمعات قرية الغراء، على أن تستكمل المرحلة الثانية بعودة المهجرين إلى تجمعات الخروبة، وهذه المناطق تقع جنوب غرب مدينة الشيخ زويد، بعد أن تركزت المرحلة الأولى على مناطق جنوب شرق المدينة، لتتبقى المرحلة الثالثة قرى شمال المدينة القريبة من البحر، والقرى القريبة من مدينة رفح المهجرة، بينما صدم المواطنون فور وصولهم لقراهم بحجم الدمار الذي أصاب منازلهم ومزارعهم، ومحالهم التجارية، وسياراتهم التي تركوها تحت أزيز الرصاص قبل سبع سنوات، ولم يقبل الجيش المصري منذ ذلك الحين بأن تطأ قدم أي مواطن مصري تلك المناطق، بحجة ملاحقة تنظيم ولاية سيناء الموالي لتنظيم داعش الإرهابي.

وكان "العربي الجديد" قد تابع عودة مئات المهجرين نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلى قراهم في الشيخ زويد، فيما حصل على مشاهد حصرية لدخول المواطنين إلى البيوت المهدمة والمزارع القاحلة، وسط صدمة وفزع من الأهالي من هول المشاهد التي رأوها فور دخولهم، واليوم أيضًا حصل "العربي الجديد" على صور جديدة لتجمعات الغراء التي عاد إليها أصحابها الجمعة الماضية، تظهر أنه لم يتبقّ منزل قائم على حاله في المنطقة، ولا أي مصلحة تجارية او اقتصادية أو أرض زراعية، ما جعل الحزن يخيم على وجوه سكان المنطقة، بعد فرحة منقوصة أصلًا بالعودة بعد غياب سبع سنوات.

وفي التعقيب على ذلك، قال محمد أبو عيطة الصحافي من الشيخ زويد عبر صحفته على فيسبوك: "العودة للحياة بقرى الشيخ زويد بسيناء، بعد اكتمال تطهيرها من الإرهاب، بحاجة لسند قوي للأهالي الذين صبروا وعادوا لمساكنهم، وقد وجدوها فى حال لا يصلح للمعيشة فيها، أمام الجهاز التنفيذي لمحافظة شمال سيناء، تحدى قوى فى تنفيذ توجيهات الدولة بسرعة إعمار هذه القرى، والوصول لكل شخص يحتاج خدمة، ومنطقة فقدت خدمات وتحديد الأولويات، وأن يكون الأهالي أنفسهم شركاء فى تحديد كل احتياج".

فيما كتب صلاح أبو رقيبة من سكان مدينة رفح ويعمل مديراً في شؤون التموين بشمال سيناء: "إرجاع الناس على (اللاشيء) إمعان في كسر المزيد من النفوس، وكأنه لم يكفِ هذه النفوس الصابرة المحتسبة ما لاقته من قسوة يرق لها قلب الحجر".

المساهمون