أطلقت أجهزة الأمن المصرية سراح المتحدث باسم النقابة العامة للصيادلة، عضو مجلس نقابة صيادلة القاهرة، محفوظ رمزي، بعد يومين من إخفائه قسرياً في أحد مقرات جهاز الأمن الوطني، شرقي العاصمة القاهرة، وخضوعه لاستجواب مطول بشأن دعوته جموع الصيادلة، أخيراً، إلى إطفاء أنوار صيدلياتهم، لمدة خمس دقائق، احتجاجاً على حكم قضائي بمعاقبة صيدلانية بالحبس عامين، وفصلها من النقابة، وغلق الصيدلية المملوكة لها.
وأفاد مصدر في نقابة الصيادلة "العربي الجديد"، بأنّ رمزي ألقي القبض عليه من منزله مساء السبت الماضي، ولم يظهر إلا أمس الإثنين، إذ لم تكن تعرف أسرته أو محاميه مكان احتجازه، مضيفاً أنّ ضابط الأمن الوطني الذي حقق معه، طلب منه نشر فيديو عبر صفحته في "فيسبوك"، يزعم فيه أنّ غيابه كان بسبب انشغاله بالعمل في إحدى المطابع بمدينة العبور، وتحطُّم شاشة هاتفه المحمول.
وقوبل فيديو رمزي بسخرية واسعة من زملائه الصيادلة، الذين يعلمون حقيقة ما حدث جيداً، خصوصاً أنّ رواية اختفائه غير مقنعة على الإطلاق، وهو ما ظهر بوضوح في التعليقات على الفيديو، والتي كان أبرزها: "حمداً لله على سلامتك"، و"الرسالة وصلت إلينا جميعاً"، و"ربنا ما يكسر لك شاشة تاني، ويبعد عنك بتوع كسر الشاشات!".
ويشغل رمزي منصب رئيس لجنة التصنيع الدوائي في نقابة صيادلة القاهرة، ويتمتع بعلاقات جيدة مع قطاع عريض من الصيادلة، الذين تفاعلوا بصورة كبيرة مع نبأ القبض عليه عبر مواقع التواصل، لا سيما أنّ دعوته الصيدليات لإطفاء أنوارها تضامناً مع الصيدلانية المحبوسة هي دعوة مهنية في الأساس، باعتبار أن كل صيدلي معرّض لأن يكون مكانها.
وكانت نقابة الصيادلة قد أعلنت اعتزامها الطعن في حكم حبس الصيدلانية مها عويضة، الصادر عن محكمة جنايات الإسكندرية يوم الخميس الماضي، على خلفية اتهامها بحقن الطفلتين إيمان وسجدة في محافظة الإسكندرية بمضاد حيوي، من دون إجراء اختبار حساسية لهما، ما أفضى إلى موتهما.