إصابات خلال مواجهات بين الأمن ومهاجرين في العامرة التونسية

إصابات خلال مواجهات بين الأمن ومهاجرين في العامرة التونسية

24 نوفمبر 2023
17 ألف مهاجر أفريقي غير نظامي في صفاقس (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

عاد التوتر، اليوم الجمعة، إلى منطقة العامرة من محافظة صفاقس شرقي تونس، عقب مواجهات شهدتها منطقة "الحمايزية" بين قوات الأمن ومهاجرين من دول جنوب الصحراء أسفرت عن حرق مركبة أمنية وإصابة عناصر أمنية.
وقال المتحدث باسم المحكمة الابتدائية صفاقس 1 هشام بن عياد إن "منطقة الحمايزية شهدت، ظهر اليوم، مناوشات بين أمنيين من سلك الحرس كانوا يقومون بمهامهم في إطار مكافحة الهجرة السرية ومجموعة كبيرة من المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء قاطنين بمنطقة العامرة".
وأكد بن عياد لـ"العربي الجديد" أن "مجموعة من المهاجرين اعتدت على الدورية الأمنية مما أسفر عن حرق مركبة أمنية وإصابة 4 أعوان بإصابات مختلفة من بينهم إصابة حرجة"، مضيفاً أن" قوات الحرس كانت تقوم بمهامها في إطار مكافحة الهجرة والتصدي لشبكات الاتجار بالبشر التي تنشط في المنطقة التي يتركز فيها عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين".
وفي وقت سابق، قال الناشط بالمجتمع المدني بمدينة العامرة فؤاد لحول لـ"العربي الجديد" إن "حقول الزياتين الممتدة في منطقتي العامرة وجبنيانة تحولت إلى منصات لاستقبال المهاجرين الذين جرى نقلهم إلى المنطقة بعد إخلاء الساحات العامة في صفاقس المدينة".
وأكد لحول أن "العامرة المدينة الزراعية باتت تفيض بالمهاجرين حيث يستقر فيها ما يزيد عن 10 آلاف مهاجر من دول جنوب الصحراء الفارين من الملاحقات الأمنية في غياب الإمكانيات اللوجسيتة والتموينية الكافية لإعالتهم".
 وبحسب الناشط في المجتمع المدني فقد تحوّل المهاجرون إلى فريسة سهلة لشبكات الاتجار بالبشر التي تستغل هشاشة وضعهم لابتزازهم أو حتى سرقة أموالهم في رحلات الهجرة غير النظامية نحو السواحل الأوروبية.
وسابقاً، احتج أهالي العامرة ضد الوجود المكثف للمهاجرين مطالبين بحلول جذرية لملف المهاجرين السريين، بعيدا عن منطقتهم بعد أن تحوّلت حقولها الزراعية الواقعة على بعد 30 كيلومتر من مقر محافظة صفاقس إلى مقر جديد لآلاف الأفارقة الوافدين عليها هربا من الملاحقات الأمنية.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي أخلت قوات الأمن عدة ساحات عمومية بمحافظة صفاقس كان يتمركز بها عدد من مهاجري أفريقيا جنوب الصحراء، قبل أن تنقلهم إلى معتمدية العامرة التي تعدّ نقطة انطلاق لعمليات الهجرة، ما أثار موجة غضب في صفوف الأهالي الذين خرجوا في تحركات احتجاجية حينها.
وتمثّل صفاقس نقطة انطلاق الرئيسية للمهاجرين المحليين والأفارقة إلى إيطاليا، حيث غالبا ما يفد عليها المهاجرون من المنافذ الحدودية البرية أو عبر مسالك الجبلية قادمين من الجزائر أو ليبيا.
وفي وقت سابق قدّر وزير الداخلية التونسي، كمال الفقي، عدد المهاجرين غير النظاميين في صفاقس بنحو 17 ألف مهاجر أفريقي، من إجمالي 80 ألف مهاجر في البلاد.

وتتعرض تونس لضغوط قوية من إيطاليا والاتحاد الأوروبي، لصد مراكب الهجرة غير النظامية، بينما ترفض السلطات التونسية إحداث مراكز لإيواء المهاجرين على أراضيها.
واليوم الجمعة، ضبطت وحدات إقليم الحرس الوطني بصفاقس في عمليات استباقية 9 أشخاص مفتش عنهم بين منظمين ووسطاء، كما تم حجز 7 مراكب حديدية و 8 محركات بحرية وفق بلاغ للإدارة العامة للحرس الوطني.
كما تمكنت الوحدات العائمة التابعة لإقليم الحرس البحري بالوسط من إحباط 17 عملية اجتياز للحدود البحرية خلسة ونجدة وإنقاذ 470 شخصاً من جنسيات أفريقيا جنوب الصحراء .

المساهمون