إحياء أحد الشعانين في غزة: صلوات من أجل السلام

إحياء أحد الشعانين في غزة: صلوات من أجل السلام

24 مارس 2024
تجمّع عشرات الأشخاص من أطفال وبالغين وراهبات في أحد الشعانين (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- احتفلت الجالية الكاثوليكية في غزة بأحد الشعانين في كنيسة العائلة المقدسة، معبرين عن الأمل والتضامن في ظل الظروف الصعبة بسبب الحرب والدمار، حيث شارك عشرات من الأطفال والبالغين والراهبات بحمل أغصان الزيتون وترديد الأناشيد.
- شهدت الكنيسة حادثة مأساوية بمقتل امرأتين، مما دفع البابا فرنسيس لإدانة استهداف المدنيين، معبرًا عن الدور الهام للكنيسة كملاذ للعائلات المسيحية الفارة من ويلات الحرب.
- في القدس المحتلة، أحيا المصلون أحد الشعانين معبرين عن تضامنهم مع سكان غزة، وسط قيود إسرائيلية على تصاريح الدخول، مما يسلط الضوء على الرغبة في السلام والوحدة وأهمية الطقوس الدينية في تعزيز الأمل.

بوجوهٍ شاحبة وخطوات ثقيلة، شارك مصلّون في قدّاس أحد الشعانين في كنيسة العائلة المقدّسة للاتين، الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة.

وتجمّع عشرات الأشخاص من أطفال وبالغين وراهبات في أحد الشعانين الذي ينطلق معه أسبوع الآلام، في قطاع غزة الذي دمّرته الحرب الإسرائيلية.

تحت أشعة شمس ربيعية قُرعت الأجراس. وفي باحة الكنيسة التي ازدانت بسعف النخيل، شارك المصلون في الطواف التقليدي حول الكنيسة في حي الزيتون ورنّموا حاملين أغصان الزيتون.

وقال مدبّر الكنيسة "احتفالنا بأحد الشعانين هو لحظة رجاء من أجل الخير والسلام لنا وللعالم أجمع"، وشدّد على أنها مناسبة "لتنقية قلوبنا وملئها بالمحبة والكرم والسلام".

في الصف الأمامي وقف خدّام المذبح بزيّهم الأحمر والأبيض. ومن خلفهم مصلّون بملامح حزينة.

وقالت الراهبة نبيلة صالح، في تصريح لوكالة فرانس برس "في هذا العيد لا نحس بالأجواء. صحيح أننا زيّنا لأن لدينا شجرة نخيل لكننا لا نحس بالأجواء كما كل سنة".

في مركب واحد

وأضافت "كلنا في مركب واحد ونعاني من الصعوبات نفسها وويلات الحرب نفسها، ونتمنى أن تحمل السنة المقبلة الخير والسلام لوطننا الغالي فلسطين بكل ربوعه".

مبنى الكنيسة التي يضم مجمّعها مدرسة، لا يزال صامداً على الرغم من أنه لم يسلم من الحرب المستمرة على قطاع فزة.

وخلفت الحرب المستمرة على غزة، عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً في البنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

ولجأت عائلات مسيحية كثيرة في غزة إلى مجمّع الكنيسة هرباً من الحرب الإسرائيلية المدمرة.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، استشهدت في المجمّع امرأتان هما أم وابنتها، بعدما أصيبتا بطلقات لدى توجّههما نحو الدير.

وندّد حينها البابا فرنسيس بـ"استهداف مدنيين عزّل (...) بطلقات قنّاصة"، وقال إن الواقعة "حصلت داخل حرم رعية العائلة المقدسة، حيث لا يوجد إرهابيون بل عائلات أو أطفال أو مرضى أو (ذوو) إعاقة".

ووفق بيان للبطريركية اللاتينية في القدس المحتلة: "اغتال قناص من الجيش الإسرائيلي سيّدتين مسيحيتين داخل رعيّة العائلة المقدّسة في غزة".

ولفت البيان إلى أن "صاروخا أطلق من دبابة إسرائيليّة" كان قد استهدف "دير راهبات الأم تريزا (مرسلات المحبّة) الذي يؤوي أكثر من 54 شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة".

من جهته، نفى الجيش الإسرائيلي أي ضلوع له في الواقعة.

ولا ينفك البابا فرنسيس يدعو إلى وقف إطلاق النار، وهو التقى في هذا الصدد ممثلين لكل الديانات. في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول، اتّصل البابا هاتفياً بكاهن العائلة المقدّسة في غزة غابرييل رومانيلي، معرباً له عن "تضامنه"، ومبلغاً إياه بأنه "يصلّي" من أجل الرعية الكاثوليكية الصغيرة في القطاع.

وهناك نحو ألف مسيحي غالبيتهم من الأرثوذكس في قطاع غزة، حيث غالبية السكان البالغ عددهم الإجمالي 2.4 مليون نسمة من المسلمين.

أحد الشعانين في القدس.. صلوات من أجل غزة

في القدس المحتلة أيضاً، أحيا مصلّون أحد الشعانين الذي يحتفل به وفق تعاليم الإنجيل بدخول يسوع ملكاً إلى المدينة.

وأعرب حنا طمس، وهو مصمم رقصات فلسطيني يبلغ 30 عاماً، عن أسفه لأن العديد من أصدقائه في الضفة الغربية المحتلة لم يتمكنوا من المجيء للمشاركة في الطواف التقليدي الذي انطلق من جبل الزيتون، بسبب عدم منحهم تصاريح إسرائيلية.

وإذ لفت إلى أن "هذا الأمر يفطر القلب"، أسف لتعذّر مجيء "أبناء هذه الأرض" للاحتفال، آملاً الأفضل لسكان غزة ومتمنياً حضورهم "هنا معنا".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون