إحصاء جديد يؤشر لارتفاع كبير بعدد سكان العراق
كشفت وزارة التخطيط العراقية، أمس الإثنين، عن أرقام جديدة لعدد السكان الإجمالي في البلاد، تشير إلى ارتفاع كبير في عدد السكان بالتزامن مع أزمة السكن، وتراجع خدمات التعليم والصحة، وتعثر الحكومات المتعاقبة في إجراء تحديثات حقيقية للبنى التحتية.
وقالت الوزارة في بيان، إن "عدد سكان العراق تجاوز 41 مليون نسمة في عام 2021"، وأن عدد الذكور يشكل 51 في المائة، وعدد الإناث يشكل 49 في المائة من مجموع السكان، والتقديرات لعدد سكان المناطق الحضرية نسبتها 69.9 في المائة، وسكان المناطق الريفية 30.1 في المائة.
وأشار البيان إلى أن "التقديرات أظهرت أن العاصمة بغداد شكلت أعلى المحافظات في عدد السكان خلال 2021، وقُدّر عدد سكانها بـ8.7 ملايين نسمة، بنسبة 21.3 في المائة من مجموع سكان العراق، وكانت محافظة المثنى (جنوب)، أقل المحافظات سكانا بنحو 880 ألف نسمة، وبنسبة تبلغ 2.1 في المائة.
العاصمة بغداد شكلت أعلى المحافظات في عدد السكان خلال 2021، وقُدّر عدد سكانها بـ8.7 مليون نسمة، بنسبة 21.3 في المائة من مجموع سكان العراق
في السياق، قال الأكاديمي العراقي أحمد الحمداني، إن "البنى التحتية لن تكون قادرة على تلبية متطلبات السنوات القليلة المقبلة في حال لم يتم إدخال تحديثات كبيرة عليها"، موضحا لـ"العربي الجديد"، أن "استمرار ارتفاع عدد السكان أمر طبيعي، لكن المشكلة تكمن في عجز الحكومات عن تحقيق أي تقدم في البنى التحتية، وحل مشاكل متراكمة أبرزها السكن، والتعليم، والصحة، وخدمات المياه والكهرباء، وشبكات الصرف الصحي".
وأضاف الحمداني أن "الخدمات الحالية مصممة لتكفي 20 إلى 24 مليون نسمة، ومنذ عام 1998، لم تشهد البلاد أي مشاريع حقيقية في البنى التحتية، ولم تقم الدولة بما عليها في التطوير، وخصوصا شبكات المياه والكهرباء، وأزمة السكن متفاقمة، واتسعت معها العشوائيات".
وقال العضو السابق باللجنة الاستشارية في مجلس محافظة بغداد، أكرم العبيدي، إن "مؤشرات ارتفاع زيادة السكان الحالية تبقى تقديرات بسبب عدم اعتماد وزارة التخطيط على أرقام دقيقة، بل مجرد تخمينات، وتنظيم إحصاء سكاني علمي ودقيق سيسمح بمعرفة مدى إمكانية توزيع المشاريع الجديدة ووفقا للحاجة، والعراق لن يتمكن من حل أزمات الخدمات من دون التوجه إلى القطاع الخاص، خاصة في مجال الإسكان".
وفي توقعات سابقة، قالت وزارة التخطيط إن عدد السكان الإجمالي يتوقع أن يبلغ 50 مليون نسمة خلال السنوات العشر المقبلة، بزيادة سنوية معدلها 850 ألفاً إلى مليون نسمة، وأنه في عام 2050، سيقترب سكان العراق من 80 مليون نسمة.
والجمعة الماضية، تراجعت وزارة التخطيط عن تصريحات سابقة للوزير خالد البتال، تحدث فيها عن إعداد برنامج لتحديد عدد الولادات في العراق، وقال المتحدث باسم الوزارة، عبد الزهرة الهنداوي، للصحافيين، إن "البلاد غير مهيأة لإصدار قانون يحدد الانجاب بسبب القيم الاجتماعية التي تحكم الشارع العراقي، وإن هناك توجهات لدى الحكومة بشأن تنظيم الأسرة، وليس تحديد النسل، والذي يقصد منه التباعد بين الولادات لتقليل الإنجاب، بهدف ضمان حياة كريمة للأطفال، وضمان صحة المرأة".
