"أوكسفام": إسرائيل تستخدم سياسة التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين في غزة

"أوكسفام": إسرائيل تستخدم سياسة التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين في غزة

25 أكتوبر 2023
أطفال فلسطينيون نازحون يحصلون على حصة طعام بين الخيام في خان يونس (مجدي فتحي/Getty)
+ الخط -

قالت منظمة "أوكسفام"، اليوم الأربعاء، إنّ سياسة التجويع تُستخدم كسلاح حرب ضد المدنيين في غزة، وجدّدت دعوتها للسماح بدخول الغذاء والماء والوقود وغيرها من الضروريات إلى القطاع.

وحثّت المنظمة الإغاثية العالمية، ومقرها المملكة المتحدة، في بيان أصدرته اليوم، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والدول الأعضاء في الأمم المتحدة على التحرّك الفوري لمنع تدهور الوضع بشكل أكبر، والوقف الفوري لإطلاق النار، وإتاحة الوصول العادل وغير المقيد إلى قطاع غزة بأكمله للحصول على المساعدات الإنسانية، وجميع الإمدادات الضرورية من الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود لتلبية احتياجات السكان.

وبحسب البيان، قامت "أوكسفام" بدراسة وتحليل بيانات الأمم المتحدة، ووجدت أن 2 بالمائة فقط من المواد الغذائية التي كان من المقرر تسليمها دخلت إلى غزة منذ فرض الحظر الشامل -الذي شدد الحصار القائم على القطاع- في 9 أكتوبر/ تشرين الأول. ورغم السماح بدخول كمية ضئيلة من المساعدات الغذائية، إلا أنه لم تُسلَّم أي سلع غذائية تجارية.

وأضافت: "أصبح الآن 2.2 مليون شخص في حاجة ماسة إلى الغذاء. على الرغم من السماح لـ62 شاحنة محملة بالمساعدات بالدخول إلى جنوب غزة عبر معبر رفح نهاية الأسبوع، إلا أن 30 شاحنة فقط كانت تحتوي على مواد غذائية، وفي بعض الحالات لم يكن ذلك حصرياً، وهذا يعادل شاحنة واحدة فقط كل ثلاث ساعات و12 دقيقة".

وقالت سالي أبي خليل، المديرة الإقليمية لمنظمة أوكسفام للشرق الأوسط: "الوضع مُروع للغاية. أين الإنسانية؟ إن الملايين من المدنيين يتعرضون للعقاب الجماعي على مرأى ومسمع من العالم، ولا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لاستخدام التجويع كسلاح في الحرب. ولا يمكن لزعماء العالم أن يستمروا في الجلوس والمراقبة، فهم ملزمون بالتحرك، والتحرك الآن".

وأضافت: "مع كل يوم يتفاقم الوضع. ويعاني الأطفال من صدمة شديدة بسبب القصف المستمر، كما أن مياه شربهم ملوثة أو مقننة، وقريباً قد لا تتمكن الأسر من إطعام أبنائها أيضاً. فكم من المتوقع أن يتحمل سكان غزة؟".

وأشارت إلى أنّ "القانون الإنساني الدولي يحظر بشكل صارم استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، وبصفتها القوة المحتلة في غزة، فإن إسرائيل ملزمة بالتزامات القانون الإنساني الدولي القاضي بتوفير احتياجات سكان غزة وحمايتهم. في عام 2018، اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار 2417، الذي دان بالإجماع استخدام التجويع ضد المدنيين كوسيلة من وسائل الحرب، وأعلن أن أي منع لوصول المساعدات الإنسانية يعد انتهاكاً للقانون الدولي".

وقالت منظمة "أوكسفام" إنه "أصبح من الواضح بشكل مؤلم أن الوضع الإنساني الذي يتكشف في غزة يطابق تماماً الحظر الذي دانه القرار". وتابعت: "لقد نفدت المياه النظيفة فعلياً الآن".

وتشير التقديرات إلى أنه لا يتوافر الآن سوى ثلاثة لترات من المياه النظيفة للشخص الواحد، وقالت الأمم المتحدة إن "ما لا يقل عن 15 لتراً يومياً كحد أدنى ضروري للأشخاص في حالات الطوارئ الإنسانية ذات الحدة العالية، وإن مخزون المياه المعبأة آخذ في النفاد، وقد ارتفعت تكلفة المياه المعبأة بالفعل إلى درجة أصبحت بعيدة عن متناول أسرة متوسطة في غزة، مع ارتفاع الأسعار إلى خمسة أضعاف في بعض الأماكن".

وأشار متحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى أن بعض المساعدات الغذائية المسموح بدخولها (الأرز والعدس) لا فائدة منها، لأن الناس لا يملكون المياه النظيفة أو الوقود لإعدادها.

وأدت سلسلة من الغارات الجوية إلى تدمير أو تضرر العديد من المخابز ومحلات السوبر ماركت، أما تلك التي لا تزال تعمل فلا يمكنها تلبية الطلب المحلي على الخبز الطازج، وهي معرضة لخطر الإغلاق بسبب نقص الضروريات، مثل الدقيق والوقود. وأصبحت مطحنة القمح الوحيدة العاملة في غزة غير ذات فائدة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وتقول السلطة الفلسطينية المسؤولة عن المياه إن إمداد المياه في غزة يبلغ الآن 5 في المائة فقط من إجمالي إنتاجه الطبيعي، ومن المتوقع أن ينخفض أكثر، ما لم تُزوَّد مرافق المياه والصرف الصحي بالكهرباء أو الوقود لاستئناف نشاطها.

وذكرت السلطة أن المواد الغذائية الأساسية، مثل الدقيق والزيت والسكر، لا يزال بعضها مخزناً في المستودعات التي لم تُدمَّر. ولكن بما أن العديد منها يقع في مدينة غزة، فمن الواضح أنّ من المستحيل فعلياً تسليم المواد بسبب نقص الوقود والطرق المتضررة والمخاطر الناجمة عن الغارات الجوية.

يشار إلى أن انقطاع الكهرباء أدى إلى تعطيل الإمدادات الغذائية من خلال التأثير بالتبريد وري المحاصيل وأجهزة حضانة المحاصيل. وقد فقد أكثر من 15 ألف مزارع إنتاج محاصيلهم، ولم يتمكن 10 آلاف من مربي الماشية من الحصول على العلف إلا قليلاً، وفقد العديد منهم ماشيتهم وحيواناتهم.

ووفقاً لأوكسفام، فإن الحصار، إلى جانب الضربات الجوية، أدى إلى شلّ صناعة صيد الأسماك، حيث فقد مئات الأشخاص الذين يعتمدون على صيد الأسماك إمكانية الوصول إلى البحر.

المساهمون