أمنيات السوريين لعام 2021

أمنيات السوريين لعام 2021

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
30 ديسمبر 2020
+ الخط -

يعلّق السوريون آمالاً كثيرة على سنة 2021، متطلّعين إلى نهاية الآلام والمآسي التي يعيشونها، مترقّبين أن يكون العام الجديد عاماً يضيء نوره ظلام السنوات السابقة. في بلاد اللّجوء والمنفى، وتحت الخيام وفي منازل يطوّقها برد الشتاء، تشاركوا الأمنية ذاتها، وهي أن يعمّ السلام سورية، وأن يزول حكم النظام، لتزول غمامة الظلم عنهم.

من خيمتها في ريف إدلب الشمالي شمال غربي سورية، تتطلّع عفراء عمر، التي أتمّت عامها الأربعين للأيام المقبلة بنظرة تفاؤل، وتقول لـ"العربي الجديد": "كان عام 2020 عاماً مأساوياً عليّ وعلى عائلتي. فقدت فيه ابني البكر، في قصف بريف إدلب، انفطر قلبي على فراقه، أتمنى أن تدمر كلّ طائرة عند النظام، وأن تحترق بمن فيها. كلّ ما أرجوه أن ينتهي عذابنا كسوريين، أن أعود إلى مدينتي وبلدتي، وأن أجتمع بولديّ المقيمين في إسطنبول في بيت واحد، أولادي هم الحياة بالنسبة إليّ".

الشاب إياد فاضل، النازح من مدينة سراقب والمقيم في إدلب، يوضح لـ"العربي الجديد" أنّ العودة إلى مدينته سراقب أسمى أمانيه في الوقت الحالي، ويقول: "هُجّرت أنا وأفراد عائلتي، وأهل المدينة والأصدقاء تفرّقوا. افتقدنا حتى اجتماع الأصدقاء، الذي كان أمراً مهماً بالنسبة إلينا، أمنيتي الوحيدة في العام الجديد أن أعود إلى مدينتي سراقب".

أما الثلاثينية، سلمى خليل (34 عاماً) من مدينة القامشلي، فتقول لـ"العربي الجديد" إنّها أدركت خلال عام 2020 مدى صعوبة العمل وتحوّل الإنسان إلى آلة، وتضيف: "أدركت معنى الحياة خلال هذا العام. واجهت الكثير من الصعوبات والكثير من الأمور التي كانت تسحقنا. نحن نعيش في أصعب بقاع الأرض وأقساها. فقدت الكثير من الأصدقاء بسبب النزوح واللّجوء والحرب، وتوصّلت إلى أنّ الصحة أهم شيء حظيت به في هذا العام".

وتابعت: "عشت الكثير من أوقات اليأس من هذه الحياة الكئيبة، وللحظات كنت أتمنى الموت لأنال السلام والراحة. لكن إرادة الحياة دائماً تتغلب على هذا الشعور، وتدفعني إلى الاستمرار والمضي في الحياة. وبالنسبة إلى العام الجديد، أنا أتمنى أن يكون عاماً أفضل، يحمل لنا الأمل في القامشلي ولكلّ السوريين على حدّ سواء، أتمناه عاماً خالياً من التهجير والألم والنزوح والمعاناة، عاماً نعيش فيه، ونشعل الشموع لننال بعض المشاعر الدافئة".

بدوره، مجاهد هامو، من مدينة إدلب، يقول لـ"العربي الجديد": "في العام الجديد، كلّ ما أتمناه سقوط النظام السوري، وعودة المهجّرين إلى مناطقهم التي سقطت عام 2020. شخصياً هناك الكثير من الأمنيات التي أتمناها وتدور في ذهني، منها أن أتابع دراستي، وأحقّق أحلامي التي لم أكن قادراً على تحقيقها من قبل، بسبب وجود النظام السوري".

وكذلك يتحدث محمد داكل لـ"العربي الجديد"، قائلاً إنّ "عام 2020 كان عاماً صعباً للغاية على السوريين بسبب وباء كورونا الذي واجهناه. كان عاماً صعباً، خسرنا فيه الكثير من المناطق، وشهدنا سوءاً في التعليم والصحة، وعدم توافر المواد اللازمة لمحاربة كورونا. نتمنى أن يكون عام 2021 عاماً ينتهي فيه وباء كورونا، ونستعيد فيه المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام في عام 2020".

ويتمنى محمد قرموز، في عام 2021، كما يقول لـ"العربي الجديد"، "أن يعود الأهالي إلى مناطقهم، وأن ننتهي من أزمة المخيمات، وأن تعود سورية بلداً سالماً، وأتمنى أن أجد جامعة معترفاً بها أتابع فيها دراستي، لأجد فرصة عمل جيدة أستطيع من خلالها تأمين مستقبلي".

للطفولة براءتها ونظرتها المختلفة للعام الجديد عن الكبار، فالطفلة ولاء خضر، من ريف معرة النعمان الشرقي، تسرد شيئاً من أمنياتها لـ"العربي الجديد"، وتقول: "نتمنى أن نعود إلى البلدة، الطيران قصف فيها بيتنا، ونحن اليوم نعيش في خيمة باردة جداً، ولا نستطيع اللعب في محيطها بسبب الطين، والماء يدلف من الخيمة دائماً. نجد، أنا وإخوتي، في الصباح، الملابس التي تغسلها أمي متجمدة، تدفئها كي نتمكن من ارتدائها، أريد العودة إلى مدرستي وأن يكون لي غرفة أعيش فيها، أرتب سريري، وأوضب ألعابي وأجلس قرب المدفأة في الشتاء".

 كان عاماً لا يخلو من الصعوبات والمشاكل والتحديات مع تفشي فيروس كورونا في الشمال السوري، بالنسبة إلى المهجّرين، إذ يقول الثلاثيني، عباس أبو أسامة، المهجّر من ريف حمص الشمالي لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه السنة كانت الثالثة في الغربة، وكان هناك أمل في العودة والحلّ والآمال معقودة عليه، لكن الوضع بدأ يزداد سوءاً، وخاصةً مع تفشي كورونا. كمهجّرين، آمالنا كانت مبنية على الحلّ، مصادر الدخل شحّت وفرص العمل تراجعت أيضاً، الوضع مزرٍ بالنسبة إلينا كمهجّرين، ويسبّب لنا معاناة كبيرة، سواء للمقيمين في الخيمة، أو المستأجرين في المدن، لكون إيجارات المنازل ترتفع مع الأيام. كنت آمل أن أعود إلى مدينتي في ريف حمص الشمالي، فأعود وألتقي بوالدي هناك، وأن أجتمع مع إخوتي ونعود للعيش كعائلة، ليس كلاجئين ومهجّرين ونازحين، عبر الدول والمحافظات السورية".

وتحدثت فاطمة إسماعيل، اللاجئة في مدينة غازي عنتاب، جنوبي تركيا لـ"العربي الجديد"، قائلةً إنّ "عام 2020 كان صعباً عليّ، من نواحٍ كثيرة، في مقدمتها رعاية أطفالي، إذ هم لم يعودوا قادرين على الالتحاق بالروضة بسبب تفشي فيروس كورونا، وطفلتي بلغت عامها الخامس، وأنا لا أتقن اللغة التركية. أتمنى في العام الجديد أن أتخطى هذا الحاجز وأتعلّم اللغة لأستطيع متابعة تدريس طفلتي وشقيقها الأصغر. أرجو أن يكون عام 2021 عاماً أفضل، تعود فيه المدارس للعمل. أتمنى أن تدخل طفلتي الصف الأول الابتدائي، كذلك أتمنى أن أكون قادرة على متابعة تعليمي خلال 2021، والالتحاق بالجامعة".

ذات صلة

الصورة
تهاني العيد في مخيم بالشمال السوري (العربي الجديد)

مجتمع

رغم الظروف الصعبة يبقى العيد حاضراً في حياة نازحي مخيمات الشمال السوري من خلال الحفاظ على تقاليده الموروثة، في حين ترافقهم الذكريات الحزينة عن فقدان الأحبة
الصورة
صلاة عيد الفطر في المسجد الكبير بمدينة إدلب (العربي الجديد)

مجتمع

أبدى مهجرون من أهالي مدينة حمص إلى إدلب، شمال غربي سورية، سعادتهم بعيد الفطر، وأطلقوا تمنيات بانتصار الثورة السورية وأيضاً أهل غزة على الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
مجزرة خان شيخون (عدنان الإمام)

مجتمع

مرّت سبعة أعوام على مجزرة الكيماوي التي ارتكبتها قوات النظام السوري في مدينة خان شيخون بريف إدلب شمال سورية، في الرابع من أبريل/ نسيان 2017..
الصورة

سياسة

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة استهدفت كتيبة عسكرية ومستودعات أسلحة في محيط مطار حلب الدولي، ما أسفر عن سقوط 42 قتيلاً.

المساهمون