أمطار غزيرة في الجزائر تقتل طفلَين وسط الفيضانات التي تسبّبت فيها

أمطار غزيرة في الجزائر تقتل طفلَين وسط الفيضانات التي تسبّبت فيها

25 مايو 2023
من أضرار الفيضانات في ولاية تيبازة الجزائرية (فيسبوك)
+ الخط -

 

أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية، مساء اليوم الخميس، مقتل طفل بسبب انهيار جدار ملعب ببلدة خميستي القريبة من العاصمة الجزائر، على خلفية الفيضانات التي تسبّبت فيها الأمطار التي تساقطت أخيراً. وكان الدفاع المدني قد أعلن، قبل ذلك بقليل، العثور على جثة طفلة مفقودة جرفتها السيول في منطقة قالمة شرقي الجزائر.

تشهد أحياء في العاصمة الجزائر ومدن وبلدات جزائرية مختلفة، منذ ليل أمس الأربعاء، أمطاراً طوفانية سبّبت فيضانات أغرقت منازل ومباني وسيارات وحقولاً زراعية، الأمر الذي استدعى تدخّل الدفاع المدني.

وتجري السلطات الجزائرية تقييماً أولياً للخسائر التي سبّبتها الأمطار الأخيرة التي فاضت على أثرها أنهر ومجاري مياه في عدد من ولايات البلاد. وقد أعلنت وزارة الداخلية تشكيل خلية أزمة طارئة لمتابعة ما خلفته الفيضانات، خصوصاً في ولاية تيبازة القريبة من العاصمة، فيما أقرّ بيان لوزارة الداخلية بأنّ المياه غمرت عدداً من المقار العمومية والمباني الخدمية التي توقّفت فيها الخدمة نتيجة الأمطار الطوفانية.

وعلى هامش جلسة استجواب في البرلمان في وقت سابق من اليوم الخميس، قال وزير الداخلية إبراهيم مراد للصحافيين إنّ أيّ خسائر في الأرواح لم تُسجّل (لم يكن قد أُعلن بعد عن الطفلَين المتوفيَين) في خلال الفيضانات الأخيرة، مشيراً إلى أنّه "جرى التحكّم بعدد من الخسائر المادية". وأوضح أنّ "الولايات المتضرّرة نسبياً من جرّاء التقلبات الجوية هي تيبازة (القريبة من العاصمة الجزائرية)، وتبسة (في أقصى شرق البلاد)".

وفي هذا الإطار، أعلنت مصالح الدفاع المدني، اليوم الخميس، تدخّلها لإجلاء 150 تلميذاً وعائلتَين من داخل مؤسسة تربوية في منطقة قسنطينة شرقيّ البلاد، بعد أن حاصرتهم المياه نتيجة فيضان نهر بحامة بوزيان في المنطقة.

كذلك أعلنت هذه المصالح أنّ وحداتها تدخّلت لإنقاذ عائلات وأفراد كانوا محاصرين بالمياه داخل سياراتهم في مناطق عدّة، بعد ارتفاع منسوب المياه. وأنقذت عائلة من أربعة أفراد في منطقة جسر قسنطينة في الضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية.

وقد سبّبت الأمطار المتساقطة بغزارة كذلك انهيارات جزئية طاولت مساكن متهالكة في منطقة بني مسوس، في أعالي العاصمة الجزائر.

ومن جهتها، أعلنت سلطات ولاية تيبازة، اليوم الخميس، تعليق الدراسة والامتحانات في المؤسسات التربوية المتضررة في ثلاث بلدات تأثّرت بالفيضانات، منذ مساء أمس الأربعاء.

وأتت هذه الأمطار الغزيرة مفاجئة نسبياً، بعد فترة جفاف طويلة أقلقت المزارعين، وذلك قبل وقت قصير من انطلاق موسم حصاد الحبوب. وفي هذا الإطار، دعت وزارة الشؤون الدينية في الجزائر قبل نحو أسبوعَين إلى رفع صلاة الاستسقاء في مناسبتَين مختلفتَين.

وأغلقت الفيضانات عدداً من الطرقات وعطّلت حركة المرور عند عدد من المحاور وعلى طرقات في العاصمة، مثل الطريق السيار المؤدّي إلى مطار الجزائر الدولي أو المنطقة الغربية إلى ولاية تيبازة، الأمر الذي استدعى نشر قوات من الدرك لتنظيم حركة السير وتدخّل السلطات المختصة لشفط المياه وفتح المجاري.

ووُضعت التجهيزات والمعدات في كلّ الولايات في جهوزية، إن استدعت الظروف إنقاذ ومساعدة المواطنين العالقين وشفط المياه، خصوصاً في الأحياء الشعبية.

وعطّلت الأمطار نسبياً حركة التنقّل بين بلدات وولايات عدّة، فقد تراجعت حركة سير المركبات بين ولايتَي ميلة وقسنطينة على سبيل المثال، وقد نشرت مصالح الدرك الوطني خريطة للطرقات المتضررة، الرئيسية والمحلية، التي تربط ما بين البلدات والولايات، سواء بسبب انهيارات أرضية أو فيضانات أنهر. وقد حذّرت من مخاطر القيادة عليها.

العثور على جثة طفلة مفقودة

وفي ما يتعلق بالعثور على جثة الطفلة المفقودة البالغة من العمر سبعة أعوام والتي جرفتها السيول الناجمة عن الأمطار الطوفانية، أفاد الدفاع المدني في بيان بأنّه عُثر عليها في نهر في بلدة بوحشانة بولاية قالمة، وقد انتُشلت بعد ساعات من البدء بعملية البحث عنها صباح اليوم الخميس.

وقد نجحت وحدات الدفاع المدني، بالمنطقة نفسها، في إنقاذ 27 شخصاً من جنسيات أفريقية، من بينهم 13 طفلاً ورضيعاً، حاصرتهم مياه نهر سيبوس بعد ارتفاع منسوبه.

وأظهرت صور نشرتها مواقع محلية انهيارات أرضية في منطقة فوكة الواقعة على بعد 60 كيلومتراً من غرب العاصمة الجزائرية.

تجدر الإشارة إلى أنّ المشهد نفسه يتكرّر في كلّ موسم تتساقط فيه الأمطار، من جرّاء تهالك البنى التحتية الخاصة بشبكات صرف المياه، إذ هي تمتلئ سريعاً بالمياه، خصوصاً في الأحياء الشعبية المأهولة بالسكان، بالإضافة إلى مشكلات في صيانة الطرقات وإصلاح المجاري.

المساهمون