أمطار غزيرة في الأردن: تعطيل الدراسة وتحذيرات من السيول

29 مايو 2023
شهد الأردن أمطاراً غزيرة غير متوقعة (Getty)
+ الخط -

تسببت الأمطار الغزيرة، غير المعتادة في هذا الوقت من العام، والتي شهدتها محافظات جنوب ووسط الأردن بوفاة شخص وتعليق الدراسة في بعض المناطق وإغلاق مؤقت للعديد من الشوارع الرئيسية والفرعية.

وقالت مديرية الأمن العام الأردنية في بيان، صباح اليوم الإثنين، إن كوادر الإنقاذ في الدفاع المدني وشرطة العقبة تعاملوا، مساء أمس الأحد، مع بلاغ يفيد بانجراف إحدى المركبات وبداخلها شخصان بعدما داهمتها السيول في منطقة الشامية بمحافظة العقبة، أقصى جنوب البلاد.

وبينت مديرية الأمن العام أن فرق الدفاع المدني وشرطة العقبة استجابت للحادثة وعملت على إنقاذ أحد الأشخاص، فيما واصلت البحث طوال الليلة الماضية عن الشخص الآخر ضمن عملية تمشيط واسعة لمجرى السيل حتى تم العثور عليه فجر اليوم الاثنين ميتاً.

وأنقذت فرق الدفاع المدني وشرطة البادية الملكية شخصين حاصرت مياه السيول مركبتهما في منطقة الرويشد (شرق البلاد)، في ظل الأحوال الجوية غير المستقرة.

وأكدت مديرية الأمن العام أنها استجابت لمعلومات بشأن وجود شخصين محاصرين، انجرفت مركبتهما بفعل السيول في منطقة الرويشد، فتحركت كوادر الدفاع المدني بالتعاون والتنسيق مع شرطة البادية الملكية، وتمكنت فرق الإنقاذ المختصة من إخلاء المحاصرين إلى منطقة آمنة، وحالتهما حسنة.

وجددت مديرية الأمن العام تحذيراتها بعدم الاقتراب من مجاري السيول والأودية وعدم قطعها سواء سيراً على الأقدام أو بالمركبات. وشهدت مناطق واسعة من شمال العاصمة عمان، صباح اليوم الاثنين، هطول أمطار رعدية غزيرة مصحوبة بحبات البرد، تحولت إلى سيول في الشوارع.

ونظرا لسوء الأحوال الجوية تم تعطيل الدراسة حرصا على سلامة الطلاب والمعلمين في قضاء أم الرصاص، جنوبي عمان، ومدارس لواء الرويشد بمنطقة البادية الشمالية الشرقية، ومدرسة الموجب الأساسية للبنين ومدرسة الموجب الأساسية للبنات في لواء ذيبان في محافظة مأدبا.

وحذّرت وزارة الأشغال العامة والإسكان من الظروف الجوية السائدة تزامنًا مع الحالة الجوية التي تشهدها معظم مناطق الجنوب، وفق المعلومات الواردة من إدارة الأرصاد الجوية، مطالبة بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن مجاري السيول والأودية.
 ودعت سالكي الطرق الخارجية إلى توخي الحيطة والحذر من احتمال تدني مدى الرؤية الأفقية بسبب الهطولات المطرية الكثيفة التي قد تشهدها بعض مناطق المملكة في الجنوب.

وتعليقا على هطول هذه الأمطار الغزيرة في هذا التوقيت من العام، قال رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة أحمد الشريدة، لـ"العربي الجديد"، إن الأمطار الغزيرة التي شهدتها المملكة هي نتيجة  للتطرف المناخي وليس التغير المناخي، وهو نتيجة العبث الذي قام به الإنسان في الطبيعة، ما أدى لتداخل بين الفصول، مشيرا إلى تقرير صدر أخيرا عن البنك الدولي، حذر من أن منطقة شرق المتوسط ستكون الأكثر تأثرا بالتغير المناخي مقارنة بباقي دول العالم.


ووفق الشريدة، فإن المملكة شهدت سابقاً أمطاراً بمثل هذا التوقيت في أعوام 1985، 1994، 2013، لكن لم تكن بهذه الغزارة والكثافة، منبها إلى ارتباط هذه الأمطار بالتطرف المناخي، وعوامل مباشرة، منها تأخر سقوط الأمطار في الموسم الحالي وتذبذب مواعيد وكميات سقوط الأمطار، إضافة إلى وجود فترات حمل حراري خلال فصل الشتاء ووصولها أحيانا إلى ما يزيد عن 30 درجة مئوية.

وحول التكيف مع الظاهرة، يؤكد أهمية أن تكون عند الحكومة استراتيجية واضحة للتعامل مع مثل هذه الظروف، داعيا إلى زراعة الأشجار المثمرة والحرجية، وعمل الحفائر والسدود، والاستفادة من المياه الرمادية.

وأوضح أن فائدة مثل هذه الأمطار محدودة، والأشجار الحرجية وبعض الأشجار المثمرة هي الأكثر استفادة بينما قد تتأثر العديد من المحاصيل سلبا خاصة بيادر القمح والشعير والقطانة، كالعدس والحمص، مضيفا أنه بسبب درجة الحرارة العالية تتبخر هذه المياه سريعا ولا أثر كبيرا لها على مخزون المياه الجوفية.

وتوقع أن يكون طقس يونيو/ حزيران لطيفا في الأردن، مشيرا إلى أن هناك إمكانية لسقوط أمطار غزيرة مجددا في بداية يونيو المقبل.

وتابع أن التغيرات المناخية أصبحت حقيقة واقعة نلمسها جميعاً، وهناك الكثير من المظاهر التي تدل على التغير المناخي في مجالات البيئة والاقتصاد والزراعة وعلوم الأرض، ومنها التصحر ونضوب الكثير من مصادر المياه، والاهتمام بها ليس ترفا ويتطلب وضع خطط واضحة للتكيف والتأقلم.

ووفق تقرير إدارة الأرصاد الجوية، تبقى البلاد، اليوم الإثنين، تحت تأثير حالة من عدم الاستقرار الجوي، وتكون الأجواء معتدلة الحرارة في معظم المناطق وحارة نسبياً في الأغوار والبحر الميت والعقبة، مع ظهور كميات من الغيوم على ارتفاعات مختلفة.

وتسقط زخات متفرقة من المطر في مناطق مختلفة من المملكة، لا سيما في المناطق الشرقية والجنوبية بما فيها مدينة العقبة، قد تكون غزيرة أحيانا ومصحوبة بالرعد وتساقط البرد، ما يؤدي إلى تشكل السيول في الأودية والمناطق المنخفضة، وتكون الرياح جنوبية شرقية إلى جنوبية غربية معتدلة السرعة تنشط على فترات مع هبات قوية أحيانا، وتكون مثيرة للغبار في العديد من المناطق، ما يؤدي إلى تدني مدى الرؤية الأفقية، تتحول مساء إلى شمالية غربية.

وحذرت إدارة الأرصاد الجوية في تقريرها من خطر تشكل السيول في الأودية والمناطق المنخفضة بما فيها مدينة العقبة، ومن خطر تدني مدى الرؤية الأفقية بسبب الغبار في العديد من المناطق، ومن خطر الانزلاق على الطرقات التي تشهد هطولا مطريا.

المساهمون