أزمة لاجئي السودان في ليبيا

14 يوليو 2023
عائلات كثيرة هربت من المعارك في السودان (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أنّ أكثر من ثلاثة ملايين شخص اضطروا إلى مغادرة ديارهم بسبب النزاع في السودان إن من خلال النزوح داخل البلاد أو الفرار إلى خارجها. ووفقاً لقاعدة البيانات المنشورة إلكترونياً من قبل المنظمة، فإنّ عدد الأشخاص الذين فرّوا من القتال في السودان في الخارج يقترب من 724 ألفاً بينما يتجاوز عدد النازحين داخل البلاد 2.4 مليوناً.
وقدرت أعداد اللاجئين من السودان إلى ليبيا بحوالي ثلاثة آلاف، في وقت تشكو سلطات أمنية بالجنوب الليبي عدم امتلاكها أية إمكانيات لمواجهة تدفق القادمين من السودان في ظل استمرار الحرب الدائرة منذ حوالي ثلاثة أشهر. وأظهرت التقديرات أن حوالي 2800 لاجئ من السودان وصلوا إلى مناطق الكفرة (جنوب شرق) وأم الأرانب وغيرها بالجنوب الليبي، منهم أكثر من 2300 سوداني بالإضافة إلى حوالي 500 آخرين من دول أخرى كانوا مقيمين في السودان ومنها دخلوا إلى ليبيا.   
وجاءت هذه التقديرات بعد تضارب في الأرقام مطلع مايو/ أيار الماضي حيال نزوح 700 سوداني إلى الكفرة في الفترة من 15 إبريل/ نيسان إلى 3 مايو/ أيار الماضي، على الرغم من نفي بلدية الكفرة. وفي ذلك الوقت، أعلنت بلدية الكفرة عن تشكيل غرفة طوارئ للتواصل مع الحكومة في طرابلس والمنظمات الدولية، كما شكّلت فرقاً لـ "تسجيل أعداد النازحين والتعامل معهم بطريقة تتماشى مع العادات الليبية والمواثيق الدولية". 

والتزمت السلطات في ليبيا الصمت حيال وصول لاجئين من السودان، إلا أن تصريحات جديدة لمسؤولين أمنيين في الجنوب الليبي مؤخراً أعادت القضية إلى الواجهة مجدداً. وقال مدير أمن منطقة ربيانة المحاذية للكفرة، جابر عبد الرحمن، في تصريحات صحافية، إن سلطات المنطقة "لا تملك القدرة أو الأموال أو المأوى لمواجهة تدفق النازحين الوافدين من السودان". 
واتهم المسؤول الأمني حكومتي البلاد بعدم صرف الأموال اللازمة لاستعداد السلطات المحلية في الجنوب لمواجهة تحدي المهاجرين، وأكد أن تدفق المهاجرين إلى الجنوب الليبي "زاد بشكل كبير في الآونة الأخيرة". وأشار إلى وصول أسر نازحة من السودان إلى منطقة ربيانة خلال الأسابيع القليلة الماضية. 
من جهتها، كشفت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا عن رصدها وصول 130 عائلة سودانية إلى الجنوب الليبي ظهر الاثنين الماضي، بينهم نساء وأطفال وكبار سن إلى منطقة أم الأرانب. أضافت أن المعلومات الأولية تفيد بأن بلدية أم الأرانب تعاني نقصاً شديداً في توفير الاحتياجات والمستلزمات الإنسانية والطبية الطارئة التي تقدم للنازحين مثل الأغطية وغيرها، مشيرة إلى توقع وصول موجات أخرى من القادمين من السودان إلى الحدود الجنوبية لليبيا. 

وتُطالب اللجنة السلطات الليبية بضرورة وضع "خطة طوارئ إنسانية متكاملة للتعامل مع تطورات الأوضاع الإنسانية وتدفق النازحين واللاجئين المتوقع قدومهم من السودان إلى الحدود الجنوبية لليبيا". في المقابل، حذرعضو مجلس النواب عن مدينة الكفرة جبريل أوحيدة، مما وصفه بـ"مؤامرة اختلاق نزوح من السودان إلى ليبيا"، قائلاً إنه بدأ تنفيذ هذه المؤامرة رغم صعوبتها وتكاليفها العالية، بحسب تدوينة له على حسابه على "فيسبوك". وكتب: "مَن وراء هذه المؤامرة وما الهدف منها ومن يدفع تكاليف نقل من يسمون بالنازحين وبعضهم من مناطق لم تشهد أي توترات أمنية في السودان مثل ولاية دنقلة؟". أضاف: "أكدنا سابقاً أنه لا إمكانية لنزوح عائلات من السودان إلى ليبيا بسبب صعوبة الوصول عبر صحراء قاحلة تفوق مسافتها ألف كيلومتر مربع لا حياة فيها". 
وكشف أوحيدة أن بعض العاملين مع مؤسسة تابعة للأمم المتحدة تتواصل مع سائقين ومكاتب نقل في مدينة الكفرة يقدمون عروضاً مغرية لنقل عائلات من الحدود الليبية السودانية إلى مدينة الكفرة في مقابل 2000 دينار للفرد، ومنها عائلات قادمة من ولاية دنقله الآمنة. وتساءل: "هل يعتبر ذلك أمراً طبيعياً كما هو الحال بالنسبة لتهريب الهجرة غير القانونية من أفريقيا إلى شمال ليبيا على ضفاف المتوسط، وأن تصل كلفة الفرد فيها إلى عشرين ألف دولار أميركي؟ هل المهاجر أو النازح البائس يمتلك أجرة النقل الباهظة هذه؟".  

المساهمون