"حرب شوارع" ضد تجار المخدرات في العراق

"حرب شوارع" ضد تجار المخدرات في العراق

11 يوليو 2022
القبض على 8200 متهم بتجارة المخدرات وتعاطبها منذ مطلع العام (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

تواجه السلطات العراقية تحديات متواصلة في مواجهة عصابات وشبكات تجارة المخدرات وتصل إلى درجة يصفها البعض بأنها "حرب شوارع"، وخلال الأشهر الماضية لقي العديد من الضباط والمنتسبين في الأجهزة الأمنية حتفهم بسبب رصاص أسلحة العصابات المتاجرة بالمخدرات.

وقالت مصادر أمنية من محافظات البصرة وذي قار وميسان لـ"العربي الجديد" إن "الخطط الأمنية الخاصة باعتقال تجار ومروجي المخدرات تبدلت خلال الفترة الأخيرة، وتم تعزيزها من حيث العدة وزيادة عدد العناصر، وذلك بأوامر من قيادات العمليات العسكرية".

واضافت المصادر الأمنية أن "حالات الاعتقال التي حصلت في بعض مناطق جنوب العراق لتجار المخدرات، كانت أقرب إلى حرب الشوارع وسقط فيها جرحى من جانب قوات الأمن، إلى أن تمكنت من تحقيق عملية الاعتقال".

ووفقاً للمصادر ذاتها فإن "الكثير من تجار المخدرات لديهم جماعات مسلحة ترقى إلى وصفها بمليشيات صغيرة تواجه قوات الأمن في كل تحرك ضدها، كما أن بعضهم ينتمون أصلاً إلى جماعات مسلحة معروفة في البلاد".

مؤكدة أن "هناك حربا فعلية على المخدرات في العراق، وأن القوات الأمنية تتقدم في القبض على التجار وضبط كميات كبيرة من المواد المخدرات، لكن هناك مشكلة في عدم ضبط الحدود مع إيران، ما يؤدي إلى استمرار تسرب المخدرات".

وكان مدير إعلام مكافحة المخدرات، العقيد بلال صبحي، كشف، السبت الماضي، عن القبض على  8200 متهم بالتجارة والتعاطي، بينهم 200 امرأة وأكثر من 200 حدث من الذكور والإناث، في الشهور الستة الماضية، وأضاف صبحي أن "أنواع المخدرات الأكثر انتشاراً في العراق تشمل مواد الكريستال والحشيشة التي تنتشر في الوسط والجنوب، إضافة إلى حبوب الكبتاغون التي تنتشر في غرب وشمال العراق، والتي تعد الأكثر انتشاراً ومرغوبية لدى الشباب".

من جانبه، قال عضو البرلمان العراقي هادي السلامي لـ"العربي الجديد": "كثيراً من تجار المخدرات على علاقات مع مسؤولين وجهات مسلحة في العراق، وهناك تبادل منفعة بين هذه الأطراف، لكن لا يمكن السكوت عن هذه العلاقات التي تضر بالمجتمع العراقي" مؤكداً أن "محافظات مثل ذي قار والمثنى وبغداد، شهدت خلال الفترات الماضية مواجهات مسلحة بين تجار المخدرات وقوات الأمن، ما يعني أن السلاح والمخدرات وفساد العصابات بات تحديات كبيرة للدولة".

وكانت القوات العراقية أعلنت في مارس/ آذار الماضي، مقتل ضابط برتبة نقيب وإصابة منتسب آخر خلال عملية للإطاحة بتاجر مخدرات في العاصمة بغداد، بعد مواجهة مسلحة بين الطرفين. وقبلها قُتل منتسب من مديرية الجرائم وأصيب ضابط ومنتسب آخر في الاستخبارات، خلال علمية لاعتقال عصابة تتاجر بالمخدرات أيضاً.

وشهد فبراير/ شباط الماضي، إصابة ضابط برتبة رائد بطلق نار في منطقة الصدر بمحافظة النجف خلال عملية للإطاحة بتاجر مخدرات، بعد اشتباك مسلح دام 20 دقيقة، وقبلها أيضاً قتل عنصر وأصيب ضابط ومنتسب آخر في مديرية مكافحة إجرام بغداد، خلال عملية اشتباك مسلح مع تاجر مخدرات كان يستخدم عجلة حكومية.

واتسعت في السنوات الأخيرة تجارة وتعاطي المخدرات في العراق، الذي أصبح ممراً للمخدرات القادمة من إيران باتجاه عدد من الدول العربية، في ظلّ عدم ضبط الحدود.

وكان مجلس القضاء الأعلى، أعلن في مايو/أيار الماضي، اعتقال 277 متهماً في جانب الرصافة من بغداد منذ انطلاق حملة، مطلع إبريل/نيسان، للقضاء على مروجي ومتعاطي المخدرات وحتى الآن.

وفي السنوات الأخيرة، صار العراق من بين البلدان التي تنتشر فيها المخدرات بشكل واسع، وتُهرَّب عبر الحدود من إيران، وفي الأشهر الماضية نفّذت القوات العراقية حملات واسعة ومتلاحقة ضد عصابات وتجار المخدرات في البلاد، أدّت إلى اعتقال عشرات من تجار المخدرات ومتعاطيها وساهمت بمحاصرة شبكات توريد المخدرات.

المساهمون