"جدار أمل" في لفيف يخلّد ذكرى ضحايا الحرب الروسية في أوكرانيا

"جدار أمل" في لفيف يخلّد ذكرى ضحايا الحرب الروسية في أوكرانيا

25 ابريل 2022
أقيم جدار الزهور لتخليد ذكرى قتلى الحرب الروسية(يوري دياشيشن/فرانس برس)
+ الخط -

في مدينة لفيف الواقعة في غرب أوكرانيا، توقفت تيتيانا كاسيان على الرصيف لتتأمل جدارا من الزهور أقيم بين ليلة وضحاها تخليداً لذكرى قتلى الحرب الروسية في البلاد.

فيما كانت تُحدّق في لمعة البتلات الاصطناعية، رأت الناشطة البالغة من العمر 32 عاما وجوهاً مبتسمة لرجال ونساء وأطفال، بمن فيهم أشخاص كانت تعرفهم.

وقالت: "إنه أمر مروّع. لم أعتقد مطلقا أن ذلك سيحدث في أوكرانيا في القرن الحادي والعشرين".

وأوضحت هذه المتطوعة أنها في الأصل من مدينة ماريوبول الساحلية في جنوب أوكرانيا، والتي أصبحت الآن تحت السيطرة الروسية بشكل شبه كامل.

الصورة
يقف المارة أمام النصب التذكاري(يوري دياشيشن/فرانس برس)

وتابعت بهدوء: "لا أعرف ما إذا كنت سأرى والدَي" مرة أخرى.

منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط، قُتل آلاف الأشخاص من بينهم 2224 مدنيا على الأقل، بحسب الأمم المتحدة.

لا تمثل الصور المعروضة على الجدار في وسط لفيف سوى جزء ضئيل منهم

ولا تمثل الصور المعروضة على الجدار في وسط لفيف سوى جزء ضئيل منهم.

ومن بين هؤلاء لاعبة الجمباز كاترينا دياتشنكو البالغة 11 عاما والتي تبدو في الصورة مبتسمة في زي خاص بهذه الرياضة، قبل أن تقتل في منزلها في ماريوبول بصاروخ روسي.

الصورة
لا تمثل الصور المعروضة على الجدار كل الضحايا (يوري دياشيشن/فرانس برس)

وهناك أيضا صورة المسعفة العسكرية فالنتينا بوشيتش التي لقيت حتفها فيما كانت تحاول المساعدة في عمليات إجلاء المدنيين قرب العاصمة، وصورة الطالبة الهندية نافين غياناغودار التي قتلت في مدينة خاركيف في شرق البلاد أثناء توجهها لشراء الطعام.

"جدار الأمل" 

بعد قداس لمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي، الأحد، توقف العشرات أمام هذا النصب التذكاري ومن بينهم، سيدة مسنة تضع وشاحا ورديا على شعرها راحت تتفحص العديد من الصور بعناية وتقرأ بتروٍ الأسماء المكتوبة أدناها.

قدم ليو سوتو، وهو أميركي مولود في فنزويلا، من ولاية فلوريدا الأميركية لإقامة هذا النصب من الزهور.

الصورة
الطالب ليو سوتو قدم من أميركا لإقامة هذا النصب (يوري دياشيشن/فرانس برس)

وقال هذا الطالب في مجال الضيافة البالغ 27 عاما: "إنه جدار الأمل".

وروى أنه أقام أول نصب تذكاري له في مدينة ميامي الأميركية بعد انهيار مبنى هناك الصيف الماضي أسفر عن مقتل 98 شخصا من بينهم زميل له في المدرسة الثانوية.

كانت ردة فعل الناس جيدة على ذلك النصب، وهو الآن يريد أن يوفر ما أمكن من الراحة للأوكرانيين.

في أحدث جدار من الزهور في لفيف، اختار سوتو أزهارا اصطناعية، تم التبرع بها كلها في بولندا، حتى لا يضطر الناس إلى استبدالها وهي أكثر استدامة من الأزهار الطبيعية.

وأشار سوتو إلى أن ردة الفعل كانت عارمة.

وفيما كان هو والمارة يربطون سيقان الأزهار بأربطة بلاستيكية لإقامة الجدار السبت، اقترب منه جندي يرتدي زيا عسكريا ليسأله عما إذا كان يمكنه إضافة صورة لشقيقه الراحل.

ورأى سوتو أيضا موكبا جنائزيا يمر قربه، وأمًّا تجهش بالبكاء خلف التابوت المغطى بالعلم الوطني.

وقال: "إن ذلك يحدث كل يوم، إنه الواقع".

(فرانس برس)

 

 

المساهمون