"الخوف من طالبان" يضبط أمن كابول

08 يناير 2022
الأفغان راضون عن الجهود الأمنية لـ"طالبان" (وكيل كوشار/ فرانس برس)
+ الخط -

قبل أن تسيطر حركة "طالبان" مجدداً على أفغانستان في أغسطس/ آب الماضي، عانى المواطنون، خصوصاً سكان العاصمة كابول، من الجرائم الكثيرة التي ترتكب في الشوارع، وفي مقدمها السرقة التي كانت تحصل عشرات منها يومياً، وتترافق بعضها مع قتل الجناة مواطنين أو جرحهم. 
وقد قل عدد السرقات إلى حد كبير في مرحلة الحكم المتجدد لـ"طالبان"، ولم يحدث إلا عدد قليل منها، بحسب ما ينقله المواطنون، في حين تعلن أجهزة أمن الحركة يومياً عن اعتقال عدد من الضالعين في أعمال مخالفة للقانون.
في 6 يناير/ كانون الثاني الجاري، أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية عن اعتقال خلية تضم سبعة أشخاص اتهمتهم بالتورط بأعمال سرقة وخطف أشخاص من أجل الحصول على فدى مالية، وقالت في بيان: "خطفت الخلية شاباً من الضاحية رقم 15 بالعاصمة كابول، فتحركت الأجهزة ونجحت خلال ساعات قليلة في كشف أفرادها واعتقالهم في الضاحية رقم 4. وجرى تحرير الشاب المخطوف من قبضتهم، وصودرت أنواع مختلفة من الأسلحة في حوزتهم، علماً أن التحقيقيات الأولية كشفت ضلوع الخلية أيضاً في أعمال سرقة مختلفة، تشمل ما يعرف بعمليات الشوارع، وأعترف أفرادها المعتقلون بارتكاب جرائم".

ورغم تراكم المشاكل المعيشية والاقتصادية التي حلّت بالأفغان بعد سيطرة "طالبان" على البلاد، وبينها تلك المرتبطة بتجميد الأصول، وتدهور قيمة العملة وانتشار الفقر، يؤكد سكان كابول سعادتهم بتحسن الوضع الأمني، ويقدرون الجهود التي تبذلها "طالبان" في هذا الشأن.
يعلق أحد وجهاء العاصمة كابول، يدعى عبد الستار بوبل، على موضوع تحسن الوضع الأمني بالقول لـ"العربي الجديد": "رغم كل المشاكل التي نواجهها في هذه الفترة العصيبة من بطالة وغلاء وفقر، لكننا نقدر الجهود التي تبذلها طالبان في توفير الأمن، والتي جعلت أعمال السرقة تقل كثيراً لدرجة أنها باتت شبه معدومة، خصوصاً في كابول، وموجودة بوتيرة منخفضة جداً في مناطق أخرى. والحقيقة أننا لم نكن نجسر على الخروج من المنازل بعد صلاة المغرب، وهو ما نفعله حالياً من دون خوف أو قلق، علماً أن مقاتلي طالبان ينصبون حواجز أمنية مكثفة في أنحاء المدينة، ويفتشون بدقة كل سيارة عابرة، ما يجعلنا نشيد بهذا العمل".
لكن حبيب الله حبيبي، الذي يسكن في منطقة جهار قلا، وسط العاصمة، يرى أن أعمال السرقة موجودة بنسب متفاوتة في كابول، "فهي قليلة نسبياً في المناطق المحصنة أمنياً، ويقوم بها شبان بلا عمل ينتمون إلى المنطقة ذاتها، ويسرقون هواتف خلوية ونقوداً بقوة السلاح من الناس قبل أن يختفوا في أحيائها لأنهم من سكانها. أما في المناطق النائية التي لا تظهر الحركة اهتماماً كبيراً بها، مثل منطقة جهار، فتنشط فيها خلايا تقوم بأعمال سرقة وخطف، لكنها أيضاً خائفة من قوات طالبان".

مقاتلو "طالبان" في مقهى بكابول (مهد رسفان/ فرانس برس)
مقاتلو "طالبان" في مقهى بكابول (مهد رسفان/ فرانس برس)

لم تقتصر جهود أجهزة الأمن في حكومة طالبان على العاصمة كابول، بل طاولت مدناً رئيسة أخرى، خصوصاً تلك التي تشهد حركة تجارية نشطة، مثل مدينة جلال أباد، عاصمة ولاية ننغرهار (شرق). وفي الأول من يناير/ كانون الثاني الجاري، اعتقلت الشرطة 194 مشبوهاً في ضلوعهم بأعمال سرقة ونهب وخطف خلال الأشهر الماضية.
وقال حافظ بلال أحمد، نائب مسؤول أمن ولاية ننغرهار، في مؤتمر صحافي عقده في الأول من يناير/ كانون الثاني الجاري: "تعمل أجهزة الأمن ليلاً نهاراً من دون كلل لتوفير الأمن وحماية سكان مدينة جلال أباد. وقد أوقفت أشخاصاً ضالعين في أعمال سرقة ونهب وخطف، وفي حوزتهم أنواعاً مختلفة من السلاح استخدموها في تنفيذ سرقات".
كما أكد بلال أحمد أن "أنشطة أجهزة الأمن لا تقتصر على مدينة جلال أباد، عاصمة ولاية ننغرهار، بل تمتد إلى مناطق أخرى. وهناك تحسن ملحوظ في حالة الأمن". 
ولا تعيش كل المدن الأفغانية على وتيرة أمنية وحدة، فما زالت مدينة ترينكوت، عاصمة ولاية أورزجان (جنوب)، مثلاً، تعاني من وجود أعمال سرقة ونهب وخطف. ويقول بعض سكانها إن أعمال السرقة ارتفعت كثيراً خلال الأيام الأخيرة.

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويقول ندا محمد، وهو أحد سكان مدينة ترينكوت، الذي تعرض أخيراً لعملية سرقة، لـ"العربي الجديد": "أعمال السرقة متواصلة في المدنية كما كانت في السابق وأصبحت أكثر. وقوات طالبان تبذل كل جهودها للقضاء على أعمال السرقة والنهب، وهو ما لم تستطع تحقيقه حتى الآن".
إلى ذلك، أكد الناطق باسم أجهزة الأمن في الولاية قاري آغا ولي قريشي، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الأمن تعمل ليلاً نهاراً لحماية جميع المواطنين، مشيراً إلى أن "أحداثاً مماثلة تحصل، لكن لا صحة للحديث عن أن عددها مرتفع".

المساهمون