عودة التوتر بين إيران وأذربيجان: طهران تهاجم علييف

عودة التوتر بين إيران وأذربيجان: طهران تتهم علييف بإثارة "اتهامات باطلة"

15 أكتوبر 2021
خطيب زادة توعد بـ"رد مناسب" على تصريحات الرئيس الأذربيجاني (Getty)
+ الخط -

لم تمض فترة وجيزة على تراجع التوتر بين إيران وجمهورية أذربيجان، بعد اتصالات دبلوماسية، حتى عاد هذا التوتر مجددا ليرسم صورة قاتمة حول مستقبل العلاقات بين البلدين، وذلك على خلفية تصريحات جديدة للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، أثارت غضب الجانب الإيراني. 

فبعدما وجه علييف اتهامات لإيران بتهريب المخدرات إلى أوروبا عبر أرمينيا، علّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، مساء اليوم الجمعة، على هذه الاتهامات بوصفه لها بأنها "باطلة ومختلقة"، مؤكداً أن بلاده "تنفي بقوة صحتها". 

وأضاف خطيب زادة، في إفادة صحافية، أن "طرح هذه الاتهامات إعلامياً يأتي فقط في إطار مصالح الكيان الصهيوني الذي يسعى إلى التأثير على علاقات الأخوة بين الشعبين الإيراني والأذربيجاني". 

وأكد المتحدث الإيراني على "دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية المتقدم في مكافحة تهريب المخدرات"، مضيفاً أن "تقديم الآلاف بين شهيد وجريح خلال العقود الأربعة الماضية في مكافحة هذه الظاهرة المشؤومة، يمثل فقط جانبا من الجهود المستمرة للجمهورية الإسلامية على هذا الطريق".

وتوعد خطيب زادة بـ"رد مناسب" على تصريحات الرئيس الأذربيجاني، والتي قال إن هناك "تعمداً في طرحها على الرغم من رسائل إيجابية تصل من باكو بشكل خاص في اتصالات مختلفة". 

من جهته، انتقد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأميرال علي شمخاني، تصريحات الرئيس الأذربيجاني بشأن تهريب إيران المخدرات إلى أوروبا، واصفا إياها بأنها "كاذبة وغير بناءة"، محذرا أذربيجان "من المكائد باهظة الثمن للشياطين". 

واتهم شمخاني، في تغريدة باللغتين الفارسية والعربية، علييف بـ"التغافل عن مبادئ ومتطلبات الجوار"، مؤكدا أن "توجيه أصابع الاتهام نحو دولة يعدها المجتمع الدولي بطلا في مكافحة المخدرات ليس له أي تأثير سوى تجاهل كلام المدعي"، حسب قوله.  

وكان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف قد أعلن، اليوم الجمعة، في كلمة عبر الاتصال المرئي خلال اجتماع مجلس رؤساء الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة، أن باكو أغلقت طريق تهريب المخدرات من إيران إلى أرمينيا، ومن ثم إلى أوروبا، عبر محافظة جبرائيل الواقعة في منطقة كاراباخ، بعد سيطرة القوات الأذربيجانية عليها خلال المواجهات العسكرية العام الماضي. 

وأضاف علييف أن "حجم الهيرويين المضبوط في أجزاء أخرى من الحدود بين أذربيجان وإيران يشكل ضعف ما ضبط خلال العام الماضي، ما يعني أن أرمينيا وإيران استخدمتا منذ حوالي 30 عاما الأراضي الأذربيجانية التي كانت محتلة لتهريب المخدرات إلى أوروبا"، وفقا لما أوردته وكالة "ترند" الأذربيجانية.

لكن هذه الاتهامات ليست وحدها السبب الذي أغضب السلطات الإيرانية بعد تراجع منسوب التوتر منذ أكثر من أسبوع، فقد صدرت منه تصريحات أخرى، الأربعاء الماضي، خلال مقابلة مع صحيفة "لاريبوبليكا" (الجمهورية) الإيطالية، وجه فيها انتقادات حادة لإيران. 

وقال علييف للصحيفة بشأن التوترات الأخيرة مع إيران، إن غضبها من التقارب الأذربيجاني الإسرائيلي "ذريعة"، مضيفاً أن "سبب التوترات الأخيرة ليس علاقاتنا مع دول أخرى، لأن سياستنا الخارجية شفافة للغاية ومستقرة ومستقلة".

وأكد أنه "لا يمكن لأي دولة أن تؤثر على قرارات أذربيجان، ولا ينبغي أن تسعى لذلك، هنا أنا من يقرر في باكو على أساس المصالح الوطنية الأذربيجانية"، مضيفا أن "من يسعى من خلال اختلاق ذرائع إلى توجيه اتهامات لأذربيجان بسبب علاقاتها مع دولة أخرى، فجهوده لن تثمر، وهذا ليس طريقا صحيحا، وسيؤدي إلى المأزق". واعتبر أن سبب الحوادث الأخيرة مع إيران "بسيط للغاية"، عازيا إياه إلى أن "أذربيجان تريد معاملة حدودها باحترام". 

وتعود التوترات بين طهران وباكو مرة أخرى، فيما جرى، الثلاثاء الماضي، اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ونظيره الأذربيجاني جيحون بيراموف، لبحث التوترات الأخيرة وسبل إنهائها. 

ودعا الوزيران إلى التعاون والحوار بين البلدين، وقال وزير الخارجية الإيراني إن "للبلدين أعداء يجب ألا يجري منحهم فرصة لتوتير العلاقات بينهما"، داعياً إلى "إزالة القلق عبر الحوار"، فيما وصف وزير الخارجية الأذربيجاني علاقات بلاده مع طهران بأنها "علاقات صداقة"، حسب بيان الخارجية الإيرانية، مؤكداً "حل المشاكل عبر الحوار وفي أجواء هادئة وحميمية".  

وتمر العلاقات الإيرانية الأذربيجانية بتوتر منذ فترة، مدفوع بمخاوف إيرانية من تغييرات جيوسياسية في حدودها مع القوقاز، واتهامات لأذربيجان وتركيا بالسعي إلى إلغاء حدودها مع أرمينيا، وتصويب على العلاقات الإسرائيلية الأذربيجانية، وحديث إيراني عن وجود قوات إسرائيلية بالقرب من حدودها داخل الأراضي الأذربيجانية، وسط نفي متكرر من باكو لصحة هذه الاتهامات.  

وعرقلت باكو وصول الشاحنات الإيرانية المتجهة إلى أرمينيا، واعتقلت سائقين إيرانيين، مع فرض ضرائب على دخول الشاحنات الإيرانية.    

وفي ضوء هذه التوترات، تشهد المنطقة، منذ فترة، مناورات عدة، زادت من سخونة التطورات والمخاوف، منها ثلاث مناورات بين تركيا وأذربيجان، وبين تركيا وباكستان وأذربيجان، وبين تركيا وأذربيجان وجورجيا، فضلاً عن مناورتين نظمتهما القوات الإيرانية على الحدود مع أذربيجان.    

وأطلقت أذربيجان، الإثنين الماضي، مناورات أخرى على بحر قزوين ستستمر ليومين، وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن القطع البحرية والقوات البحرية الخاصة تشارك في هذه المناورات بهدف الدفاع عن البنى التحتية للطاقة في مياه جمهورية أذربيجان في بحر قزوين.

المساهمون