عيّنت الولايات المتحدة الأميركية الجنرال جون آلن، منسّقاً للتحالف الدولي في الحرب ضد "داعش". وكان الجنرال آلن قائداً للقوات الأميركية في أفغانستان قبل أن يعلن تقاعده في فبراير/ شباط من العام الماضي. وفي وقت سابق، رفض آلن عرضاً من الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بتعيينه قائداً أعلى لحلف "الأطلسي"، وعزا حينها الرفض إلى أسباب عائلية وصحية جعلته يقرر التقاعد.
وقالت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية، لـ"العربي الجديد"، إن ترشيح آلن ليكون منسّقاً للتحالف الدولي ضد "داعش"، جاء من وزارة الخارجية وليس من وزارة الدفاع، ليقوم بدور سياسي وليس عسكرياً.
وأوضحت المصادر أن آلن يتمتع بعلاقات جيدة مع العشائر السنية في الأنبار ومناطق أخرى من العراق تعود إلى سنوات خدمته في العراق في الأعوام من 2006 إلى 2008، وربما أن هذه العلاقات الودية تقف وراء اختياره لهذه المهمة.
كما أشارت مصادر أميركية أخرى إلى أن آلن يحظى كذلك بعلاقات وثيقة وحسنة مع الإسرائيليين، وقد أرسله وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في مهام سرية وعلنية إلى تل أبيب أثناء العدوان الأخير على غزة كمستشار أمني لكيري.
ورغم أن السيرة الذاتية لآلن تقدمه كضابط في القوات المسلحة الأميركية، إلا أن اهتمامه وخبراته السياسية والأمنية واهتمامه بالشؤون الخارجية فاقت اهتمامه بالعمل العسكري الميداني.
وولد جون آلن في ولاية فرجينيا عام 1953 وتخرج من أكاديمية البحرية الأميركية في 1976، وهو حاصل على بكالوريوس في تحليل وإدارة العمليات العسكرية، وماجستير في علم الدراسات الأمنية من جامعة جورج تاون.
كما حصل على ماجستير من جامعة وزارة الدفاع الأميركية في استراتيجية الاستخبارات وماجستير ثالث في استراتيجية الأمن القومي من الكلية الحربية الوطنية.
وبدأ حياته المهنية ضابطاً في إحدى كتائب المارينز، قبل أن يطوّر قدراته عن طريق الالتحاق بدورات استخبارية ثم كان أول عضو من المارينز في مجلس العلاقات الخارجية.
وفي 1988، تفرّغ آلن للتدريس في الأكاديمية البحرية الأميركية، وحصل عام 1990 على جوائز كأفضل محاضري العلوم السياسية في الأكاديمية.
وفي عام 1992، اختير للخدمة في قيادة سلاح المارينز، وتنقّل بين وحدات من المارينز شاركت في حروب البلقان في 1995 و1996 قبل أن يعود، في 2001، إلى الأكاديمية البحرية كنائب لمديرها، ليجري تعيينه لاحقاً كمدير للعلاقات العامة في مكتب وزير الدفاع عام 2006.
وأتاح له منصبه السفر إلى العراق ضمن كتائب المارينز التي انتشرت في الأنبار. وفي 2008، أعلن وزير الدفاع حينها، روبرت غيتس، عن تعيين آلن نائباً لقائد القيادة المركزية. وفي 2010، اختير لقيادة القيادة المركزية للعمليات العسكرية الأميركية، نيابة عن الجنرال ديفيد بترايوس.
وتزامن الإعلان الأميركي عن تعيين آلن مع رفع أجهزة الاستخبارات الأميركية بشدة تقديراتها لأعداد مقاتلي "داعش" إلى ما بين 20 ألفاً و31500 قياساً بتقديراتها السابقة في يونيو/ حزيران التي كانت تشير إلى أن عددهم يبلغ نحو عشرة آلاف مقاتل، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
وقال المتحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، إن التقدير الجديد يعكس زيادة نشاط التجنيد من قبل الجماعة منذ يونيو "في أعقاب نجاحات في ساحة القتال وإعلان دولة الخلافة والزيادة الكبيرة في النشاط في ميدان المعركة وجمع المعلومات".
واستندت التقديرات إلى تقارير استخباراتية من مايو/ أيار حتى أغسطس/ آب وعرضت هذا الأسبوع على الكونغرس ومسؤولين أميركيين كبار.