هجوم "فلاي دبي" في بغداد: انتقام من الإمارات؟

28 يناير 2015
لم يتضح بعد المعتدي الفعلي (صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -
تنتظر شركات الطيران الإماراتية أجوبة عراقية كافية وشافية، لمعاودة استئناف رحلاتها إلى مطار بغداد، وكذلك الشركات الأخرى التي علّقت، أو ألغت رحلاتها إلى العاصمة العراقية، إثر الهجوم الذي استهدف طائرة إماراتية تابعة لشركة "فلاي دبي"، وتقلّ على متنها نحو 200 مسافر. أسفر الهجوم عن إصابة اثنين من المسافرين، أحدهما طفل، وتضرّر أجزاء من جسم الطائرة وجناحها الأيمن.

وعلى الرغم من مسارعة مسؤولين عراقيين إلى اتهام جماعات "إرهابية" تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بـ"الوقوف وراء الاعتداء الذي كاد أن يؤدي إلى كارثة حقيقية تودي بحياة العشرات من المسافرين"، وفقاً لمسؤول في سلطة الطيران المدني، إلا أن تحقيقات عراقية سرّبها برلمانيون لـ"العربي الجديد"، أكدت "وجود شكوك في تورط المليشيات بالاعتداء، بعد انتهاء مهلة الشهر، التي قدّمتها لأبوظبي من أجل رفع أسمائها من لائحة الإرهاب، وإلا سيتم استهداف المصالح الإماراتية".

أشار أحد أعضاء لجنة الأمن والدفاع البرلمانية العراقية، والذي رفض الكشف عن اسمه، في حديث مع "العربي الجديد"، في اتصال هاتفي أجري معه خلال وجوده في مطار بغداد الدولي لمعاينة الحادثة، إلى أن "الطائرة تعرّضت لنيران بندقية قنّاص أميركي، من عيار 7.62 ملم. فقد أصابت ثماني رصاصات بدن الطائرة من الأسفل، واستقرّت في حقائب وأمتعة، وأصابت رصاصات أخرى جناح الطائرة وغطاء المحرك، إضافة إلى إصابة المسافرين الاثنين".

وكشف أن "أكثر من شخص استهدف الطائرة ومن اتجاهين على ما يبدو، وكانت هناك نيّة مبيّتة لإسقاطها". ولفت إلى أن "الطائرة نجت بأعجوبة"، مضيفاً أن "الرصاص أُطلق من أعلى منطقة في بلدة الرضوانية (15 كيلومتراً) عن مطار بغداد الدولي، ويقع فيها قصر نجل الرئيس السابق صدام حسين، وتخضع لنفوذ المليشيات والجيش، بعد انسحاب داعش منها منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي". ولفت إلى أن "أي تواجد لداعش بالمنطقة غير صحيح، كما أن نوعية السلاح المستخدم في الهجوم، تُبعد فرضية إطلاق سكان محليين النار عبثاً على الطائرة لحظة انخفاضها، استعداداً للهبوط في المطار".

ولمّح إلى "تورّط جهة أخرى غير تنظيم داعش بالهجوم، وأن الحادث لا يحمل بصمات جماعة إرهابية، قد تكون من تنفيذ مليشيات أدرجتها الإمارات ضمن قائمة الإرهاب لديها". وقال المتحدث باسم المليشيا، حسن سالم، في مؤتمر صحافي في بغداد، مخاطباً الحكومة الإماراتية، إنه "إذا وضعتم فصائلنا الشريفة على لائحة الإرهاب، فسيتم وضعكم على لائحة جهنم".

في السياق، أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد سعد معن، في بيان عاجل ومقتضب، بأن "الحادث الذي تعرضت له طائرة تابعة لشركة فلاي دبي هو حادث عرضي"، مشيراً إلى أنه "كان على خط الطيران للطائرة 72 رحلة قبلها، وسبع رحلات بعدها، وهذا دليل على أن الحادث عرضي، ولم يقصد به الطائرة". من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

ويشكو مطار بغداد الدولي من سيطرة واضحة للمليشيات على جميع مفاصله، وذلك خلال تولّي زعيم مليشيا "بدر"، حقيبة وزارة النقل، وقيامه بتنصيب أعضاء وقيادات بارزة في المليشيا ضمن منشآت المطار الحيوية. وقال العقيد حسين الساعدي من اللواء 24، الفرقة السادسة، المكلفة بحماية محيط مطار بغداد، في حديث إلى "العربي الجديد"، إن "العملية تقف خلفها داعش". وأوضح أن "الهجوم كان عبارة عن عملية تسلل ناجحة لعناصر العملية، إلى محيط المنطقة الحساسة في المطار، مطلقين النار، قبل مغادرتهم سريعاً". وذكر الساعدي، لـ"العربي الجديد"، أن "المهاجمين ربما، يريدون الانتقام من الإمارات لمشاركتها في التحالف الدولي". كما أكد مصدر عسكري عراقي، لـ"العربي الجديد"، "وجود تحقيقات أولية تجريها السلطات العراقية حول الحادث"، وصفها بـ"غير المهنية".

وأضاف أن "الحادث سينتهي في رداء داعش، لكن الحقيقة أن هناك شكوكا قوية حول تورط أفراد المليشيات، في مهاجمة الطائرة الإماراتية، ومن الأدلّة، أن داعش لا يمكنه تمييز نوع الطائرة أو هويتها، كونه يقع في مسافة بعيدة نسبياً عن المطار، ما يعني أن المليشيات الموجودة بالمطار هي من سرّبت معلومات وصول الطائرة، واستهدافها بهذا الشكل".

وكانت الحكومة الإماراتية قد أعلنت أواخر العام الماضي، عن لائحتها لـ"الجماعات الإرهابية"، وضمّت 83 جماعة، من بينها منظمات عراقية أهمها، "حزب الله العراقي" و"عصائب الحق" و"منظمة بدر" و"لواء أبو الفضل العباس". وهددت على إثرها مليشيات "العصائب"، المموّلة إيرانياً، بـ"الردّ على وضعها في قائمة الإرهاب".

المساهمون