اللاجئون و"الأونروا" في غزّة... توجّس تغذّيه التقليصات

اللاجئون و"الأونروا" في غزّة... توجّس تغذّيه التقليصات

15 مايو 2014
من التحركات المعترضة على التقليصات في غزة (محمد عبد/getty)
+ الخط -

يشعر سامي المقيد، اللاجئ من قرية نعليا إلى مخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة، أن أيادٍ خفيّة تسعى لتفريغ قضية اللاجئين من محتواها، لتضمن بقاء إسرائيل على الأرض الفلسطينية من دون منازع.

يغذي هذا الشعور، لدى سامي والكثير من اللاجئين الفلسطينيين، تقليصات وسياسات انتهجتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في الأشهر الأخيرة، خصوصاً في قطاع غزة، استهدفت المساعدات الإنسانية والإغاثية التي كانت تقدم للاجئين.

ومنذ نحو عام، أثارت تقليصات وتغييرات أجرتها "الأونروا" في قطاع غزة، مخاوف اللاجئين وممثليهم ومسؤولي اللجان الشعبية في المخيمات، ووجهت أصابع الاتهام أكثر من مرة للمنظمة الدولية لغيابها عن ملفات تخص اللاجئين.

وأنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 ديسمبر/ كانون الأول 1948، منظمة "الأونروا" لتقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين، التي بدأت عملياتها رسمياً في مايو/ أيار 1950.

ويقول المقيد، لـ"العربي الجديد"، إن "إسرائيل وأميركا وغيرهم يسعون لإنهاء تفويض الأونروا، والمشكلة أننا نشعر بذلك الأمر عبر التقليصات التي نقرأها كلاجئين على أنها تأتي في سياق التدرّج لإنهاء قضيتنا وسلب حقوقنا".

ويوضح أن المشكلة القائمة لا يمكن أن تُحَلّ من دون تدخل عربي وإسلامي واسع لإجبار "الأونروا" على إعادة الخدمات المقطوعة عن اللاجئين "لأننا كلاجئين أُنشئت الأونروا من أجل أن تقدم لنا العون والمساعدة".

بدوره، يشدد عضو الهيئة التنسيقية لإحياء ذكرى النكبة الـ66، وسام أبو شمالة، على أنّ الشعب الفلسطيني المتمسك بحق العودة "يخشى من ضياع وذوبان قضيته مع البعد الزمني والمؤامرات التي تحاك من بعض الجهات والدول الكبرى".

ويشير، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن مخاوف اللاجئين من إنهاء عمل "الأونروا" تنبع من زجها في بعض القضايا والمشاكل، لافتاً إلى حساسية تعامل اللاجئين الفلسطينيين مع المنظمة الدولية وريبتهم بكثير من التصرفات.

ولفت أبو شمالة إلى أن السلبيات والإشكاليات التي شابت عمل "الأونروا"، كتقليص الخدمات وغيرها في العام الأخير، عمّقت لدى اللاجئين مخاوفهم، وزادت من الريبة التي تعتريهم، مؤكداً أن اللاجئ ينظر إلى الأونروا على أنها "جسم يخبئ في جنباته الذاكرة الفلسطينية".

ويذكّر أبو شمالة بضرورة التنبّه إلى عدم ارتياح إسرائيل لـ"الأونروا"، ورغبتها في ألا تبقى تعمل.

في المقابل، يشير المستشار الإعلامي لـ"الأونروا"، عدنان أبو حسنة، إلى أنه "من حق اللاجئين أن يتخوّفوا في ظلّ أوضاعهم الإنسانية الآخذة بالتدهور، وغياب الأفق السياسي والاجتماعي والاقتصادي".

ويطمئن أبو حسنة إلى أن "الأونروا سوف تبقى مستمرة في عملها بحكم التفويض الممنوح لها من الأمم المتحدة"، جازماً بأن أحداً لا يمكنه إنهاء عملها، بما أن الوكالة "لن تحل نفسها إلا بحل قضية اللاجئين حلاً عادلاً وفق القرارات الدولية". ويبرر أبو حسنة بعض التقليصات التي اضطرت إليها "الأونروا" في غزة، إلى الأزمات المالية المتلاحقة التي تعيشها، فضلاً عن أن الدعم والتمويل "ليسا بالشكل المطلوب، وخصوصاً من بعض الدول العربية، التي لا تدفع حصتها من ميزانية الوكالة، والتي أقرتها الجامعة العربية".

وينبّه المسؤول الدولي إلى أن "الأونروا غير قادرة على مواجهة أعباء قطاع غزة بأكمله في ظل تزايد حاجات اللاجئين، وخصوصاً في سورية"، مشيراً إلى تحوّل الكثير من المانحين منذ الأزمة السورية إلى ذاك البلد، "وهو ما أثّر سلباً على ميزانية الأونروا ومشاريعها".

المساهمون