الحوثيون يتهمون التحالف السعودي الإماراتي بـ"توسيع دائرة إطلاق النار"

الحوثيون يتهمون التحالف السعودي الإماراتي بـ"توسيع دائرة إطلاق النار"

03 مايو 2020
تتواصل المعارك رغم الهدنة (محمد حويس/ فرانس برس)
+ الخط -
اتهمت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، التحالف السعودي الإماراتي، بتوسيع دائرة إطلاق النار في اليمن لتشمل مواقع غير عسكرية رغم الهدنة "المزعومة"، فيما شهدت محافظة البيضاء وسط البلاد، معارك عنيفة، لليوم الثالث على التوالي. 

وندد المتحدث الرسمي للجماعة، محمد عبد السلام، بالضربات الجوية التي شنّها التحالف السعودي، فجر السبت، على منفذ جمركي مستحدث بمنطقة عفار في محافظة البيضاء (وسط اليمن)، ووصفها بـ"الجريمة الكبيرة".
واعتبر المسؤول الحوثي، في تغريدة على موقع "تويتر"، الاستهداف السعودي لمصالح الناس ووسائل نقلهم وسبل عيشهم في منطقة عفار، بأنه "واحدةٌ من فظائع وفضائح وقف إطلاق النار المزعوم"، في إشارة إلى الهدنة الإنسانية التي أعلن التحالف السعودي تمديدها حتى أواخر شهر رمضان استجابة للدعوات الأممية.
وذكر أن تلك الفضائح تتمثل في "توسيع دائرة إطلاق النار وتكثيف الغارات على الجبهات وغير الجبهات وبتواطؤ وصمت مخز من قبل الأمم المتحدة".

وأكدت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أن الضربات الجوية التي استهدفت مركز جمارك عفار، أسفرت عن احتراق عدد من شاحنات نقل البضائع كانت في طريقها إلى صنعاء، من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية في حضرموت، فيما أصيب 3 أشخاص فقط بجروح.
واستحدث الحوثيون المنفذ، أواخر العام الماضي، وذلك من أجل فرض جمارك إضافية على البضائع الواصلة إلى مناطق سيطرتهم، خلافاً للرسوم الجمركية التي يتم دفعها في منفذ الوديعة الخاضع للشرعية، ويقولون إنهم أبلغوا الأمم المتحدة بإحداثياته، باعتباره مقراً اقتصادياً ومنفذاً رئيسياً لتدفق الغذاء والدواء.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من التحالف السعودي الإماراتي، رداً على ما ذكره متحدث الحوثيين، وما إذا كان هناك أهداف عسكرية جراء شن الضربات أم لا.
وتشهد محافظة البيضاء معارك عنيفة بين الجيش الوطني الموالي للشرعية والحوثيين، لليوم الثالث على التوالي، خصوصاً في جبهات قانية، وهو ما جعل الطيران السعودي يكثف من غاراته الجوية فيها.

وأعلن الجيش الوطني، ليل السبت، في بيان صحافي، أن قواته مسنودة بالمقاومة الشعبية، كسرت هجوماً عنيفاً للحوثيين في جبهة قانية شمالي البيضاء.
ووفقاً للبيان "فقد أسفرت المعارك عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر المليشيا الحوثية، فضلاً عن تدمير 3 دوريات كانت تحمل مقاتلين".

كما أعلن الجيش اليمني، إفشال هجوم حوثي مماثل في جبهة نهم شرقي صنعاء، رغم التزامه بوقف إطلاق النار، استجابة للدعوات الأممية لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا الجديد.
وكان التحالف السعودي الإماراتي قد أعلن، في التاسع من إبريل/نيسان الماضي، وقفاً أحادياً لإطلاق النار لمدة أسبوعين، استجابة للدعوات الأممية، قبل أن يمدده لمدة شهر إضافي، إلا أن جماعة الحوثي رفضت الاعتراف به، ووصفه بأنه "مناورة إعلامية وسياسية".

تحليق نادر لطيران حربي في سقطرى
في سياق متصل، نفذت مقاتلات حربية، في وقت متأخر من مساء السبت، طلعات جوية نادرة فوق سماء جزيرة سقطرى اليمنية التي تشهد اضطرابات منذ أيام بين القوات الحكومية التابعة للشرعية وقوات انفصالية تابعة لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا.
وقال سكان محليون لـ"العربي الجديد" إن مقاتلات يعتقد أنها سعودية، نفذت تحليقا هو الأول من نوعه منذ عقود في سماء أرخبيل سقطرى، والتي لم تطاولها الحرب الدائرة منذ 2015.
وأكدت مصادر متطابقة، أن الطيران الحربي ألقى "قنابل ضوئية" فوق وحدات عسكرية تابعة لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" تمردت على الشرعية، وترفض تسليم مقرات "اللواء الأول مشاة بحري" لقائد جديد عينه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وأشارت المصادر إلى أن القنابل الضوئية كانت بمثابة رسالة تحذيرية للقوات المتمردة، بهدف تسليم مقر اللواء للعميد علي سالمين أحمد، المعين بقرار جمهوري، عقب تمرد القائم بالأعمال السابق، ناصر باقيس، على الشرعية، وإعلان ولائه لـ "الانتقالي الجنوبي"، وتمكينه لهم من مخازن السلاح القريبة من مطار سقطرى.
ويرفض حلفاء الإمارات تمكين القائد الجديد الموالي للشرعية من استلام مهامه، ويقولون إن "اللواء الأول مشاة بحري" يتبع القوات الجنوبية التابعة لـ "المجلس الانتقالي".
وشهدت سقطرى، صباح الجمعة الماضي، معارك بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بعد محاولة القوات الانفصالية اجتياح مدينة حديبو عاصمة سقطرى، قبل أن تتدخل القوات السعودية المرابطة بالجزيرة، وتتولى مهام حواجز التفتيش في مداخل المدينة بعد دعوتها لقوات الشرعية و"الانتقالي" للعودة إلى الثكنات.