مخاوف من إصابة السجناء السياسيين في البحرين بفيروس كورونا

09 ابريل 2020
انتقادات للوضع الحقوقي بالبحرين (Getty)
+ الخط -

عندما أصيب الناشط البحريني عبد الله حبيب سوار، أثناء سجنه، بسعال شديد استمر عدة أيام، خشي رفاقه الأربعة عشر في الزنزانة من أن يكون مصابا بفيروس كورونا، وأن ينشر العدوى في جناحهم المكتظ بالسجناء.

ويتقاسم هؤلاء زنزانة مخصصة لنوم ثمانية أفراد في واحد من ثلاثة أجنحة مخصصة للمتهمين في قضايا مرتبطة بالأمن في سجن جاو بالمنامة.

وقال سوار، لوكالة "رويترز"، عبر الهاتف: "يمكنكم تخيل مدى الذعر الذي شعروا به"، في إشارة إلى نوبة السعال التي أصابته في الشهر الماضي.

وسوار واحد من مئات المعارضين السياسيين والناشطين والصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين أدينوا في محاكمات جماعية. وسُجن، في العام الماضي، بعدما ظل مختبئاً ستة أعوام وهو يقضي عقوبة السجن لمدة 40 عاما. وقال إنه لم يعرض على طبيب.

وتتعرض البحرين لضغوط من منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان بسبب الأوضاع في السجون بما في ذلك التكدس وقلة النظافة ونقص الرعاية الصحية. ومثل بلدان أخرى، أطلقت البحرين سراح بعض السجناء المعرضين للخطر، مثل النساء الحوامل، بسبب تفشي الوباء. وسجلت البحرين أكثر من 800 إصابة بـ"كوفيد-19" وخمس وفيات.

لكن ليس بين نحو 1500 سجين أطلق سراحهم أي أفراد سُجنوا لأسباب تتصل بالأمن القومي. ودعت جماعات مدافعة عن الحقوق، منها "منظمة العفو الدولية"، السلطات البحرينية، في الأسبوع الماضي، لإطلاق سراح "من مارسوا حقهم في حرية التعبير على نحو سلمي"، خاصة المسجونين الكبار في السن أو الذين يعانون من متاعب صحية.

وقال مارك أوين جونز، من معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إكستر: "لا تريد السلطات أن تبدو كما لو أنها تذعن للضغط السياسي". وأصبحت المحاكمات الجماعية شائعة في البحرين بعد إحباط انتفاضة في 2011 قادها بعض أفراد الأغلبية الشيعية. ومنذ ذلك الحين شهد البلد اشتباكات متفرقة بين محتجين وقوات الأمن التي تعرضت لهجمات.

قيادات المعارضة

عبرت الجماعات الحقوقية عن قلقها على وجه الخصوص بشأن المعتقلين الكبار في السن أو الذين يعانون من متاعب صحية، ومنهم الزعيم المعارض حسن مشيمع والناشط عبد الهادي الخواجة. وقال علاء شهابي، الباحث في كلية لندن الجامعية: "بلغ الخواجة الستين هذا الأسبوع، وهو الأصغر سنا".

ومن بين المعتقلين السياسيين الأصغر سناً الشيخ علي سلمان، رئيس "جماعة الوفاق" المعارضة التي تم حلها، ونبيل رجب، المدافع عن حقوق الإنسان. وقالت الحكومة إنها "ملتزمة تماما" بحماية السجناء. وأضافت هذه الجماعات، في بيان أرسل إلى "رويترز": "يجري فحص نزلاء السجون بانتظام. وحتى الآن لا توجد حالات إصابة مؤكدة بكوفيد-19 في سجون البحرين".

وقال سجين يدعى علي حسين الحاج، لـ"رويترز"، عبر الهاتف، إن سلطات السجن منعت الزيارات العائلية كتدبير وقائي. لكنه وغيره من السجناء ومعظم حراس السجن وغيرهم من العاملين لا يرتدون أي وسائل وقاية.

وقال مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية ومقره لندن، سيد أحمد الوداعي: "إذا انتشر فيروس كورونا في سجن البحرين المكتظ فستكون النتيجة كارثية".

(رويترز)