صفقة روسية - إسرائيلية: سجينة مقابل كنيسة في القدس المحتلة

22 يناير 2020
الصفقة تمنح نتنياهو مكاسب انتخابية(Getty)
+ الخط -
أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، بأنها حصلت على وثيقة تكشف موافقة إسرائيل على طلب روسي يقضي بالسيطرة على كنيسة روسية، يعرف مجمعها القائم بجوار كنيسة القيامة في البلدة القديمة من القدس المحتلة، باسم ساحة إسكندر، مقابل الإفراج عن الإسرائيلية نعاما يساخار.

وأكدت الصحيفة العبرية، أن الحكومة الإسرائيلية قامت عملياً بنقل ملكية العقار المذكور إلى الفدرالية الروسية في الثلاثين من ديسمبر/كانون الأول الماضي، في إطار المفاوضات والاتصالات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو والرئيس فلاديمير بوتين، للإفراج عن الإسرائيلية نعاما يساخار، التي دانتها محكمة روسية الشهر المضي بحيازة المخدرات، بعد ضبط كمية من المخدرات بحوزتها أثناء مرورها في موسكو عائدة إلى إسرائيل.

وبحسب موقع "معاريف"، فإن الساحة المعروفة بساحة إسكندر تشمل في الواقع كنيسة ألكسندر نيفسكي وفندقاً ومنشآت أخرى، وهي تقع إلى جوار كنيسة القيامة. وكانت ملكية العقار محل نزاع بين جمعيتين روسيتين تحملان تقريباً الاسم ذاته، هما "الجمعية الفلسطينية القيصرية الأرثدوكسية التاريخية"، التي تدير المجمع المذكور فعلياً ويرأسها مواطن ألماني يدعى نيقولاي غوفمان فرانتسوف وله جذور يهودية، عُيّن رئيساً للجمعية عام 2004.

أما الجمعية الثانية فتطلق على نفسها اسم "الجمعية الفلسطينية القيصرية البروفسلافية" المقربة من الكرملين والرئيس بوتين ويديرها منذ العام 2007 سيرغي ستيباشين، رئيس الحكومة الروسية السابق، الذي شغل منصب رئاسة الحكومة لفترة قصيرة حتى العام 1999 وخلفه في المنصب فلاديمير بوتين.

وكشفت الصحيفة أن "روسيا كانت طالبت بتسجيل مجمع ميدان اسكندر على اسم الفدرالية الروسية منذ العام 2015، وأن طلبها كان قوبل في حينه بالرفض، لكن بعد الحكم على الإسرائيلية نعاما يساخار بالسجن لسبع سنوات بعد إدانتها بحيازة المخدرات والاتصالات بين إسرائيل وروسيا تقرر الاستجابة للطلب الروسي".

وأشارت إلى أن "نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف انخرط في هذه المساعي". والمعلوم أن إحدى المهام التي يتولاها بوغدانوف هي الإشراف على الأملاك الروسية في إسرائيل، حيث التقى قبل عشرة أيام في موسكو بالوزيرة الإسرائيلية غيلا جملئيل التي طرحت مطلب الإفراج عن الإسرائيلية المذكورة لأسباب إنسانية، بحسب الصحيفة.

ووفقاً للصحيفة، فقد وصل بوغدانوف إلى إسرائيل، أمس الثلاثاء، قبل يومين من وصول بوتين للمشاركة في مؤتمر منتدى "المحرقة النازية".
ونقل موقع "معاريف" عن مصدر في الخارجية الروسية قوله إنه "بعد أن كانت إسرائيل قد رفضت طلب رئيس الوزراء الروسي السابق ديمتري ميدفيديف عام 2015، إلا أنها اتخذت أخيراً في 30 ديسمبر/كانون الأول قراراً رسمياً بنقل الملكية على ميدان اسكندر للشركة الفلسطينية القيصرية البروفسلافية، المقربة من الكرملين، وعملياً لروسيا، ونشرت وثيقة تؤكد ذلك".

وكانت تقارير إسرائيلية سابقة تحدثت عن أن نتنياهو، وفي سياق مسألة الإفراج عن الإسرائيلية المذكورة، التي تضمن له مكاسب انتخابية، قد وافق أيضاً على تنظيم مراسم رسمية في القدس المحتلة لتأكيد دور روسيا وجنودها في الانتصار على النازية.

ومن شأن إتمام الصفقة نهائياً أن يمنح نتنياهو مكاسب انتخابية كبيرة، للدلالة على علاقاته المتينة مع الرئيس بوتين، والتنسيق الكبير بين الرجلين.

دلالات