اشتباك بالأسلحة بين فصائل تابعة للنظام السوري بعد خسائر في ريف حماة

08 يونيو 2019
خسائر فادحة منيت بها قوات النظام (جورج أورفالي/فرانس برس)
+ الخط -
شهدت جبهات ريف حماة الشمالي الغربي توتراً بين عناصر فصائل "المصالحة" وعناصر مليشيات "الدفاع الوطني" التابعة لقوات النظام السوري، وذلك إثر خسائر بشرية فادحة مُنيت بها الأخيرة، عقب هجوم من فصائل المعارضة السورية المسلحة.

وتحدثت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، عن وقوع إطلاق نار وعراك بين عناصر "المصالحة" وعناصر مليشيات "الدفاع الوطني"، بعد اتهامات بـ"الخيانة" وُجهت لعناصر "المصالحة".

وعناصر "المصالحة" هم عناصر ومقاتلون سابقون كانوا ضمن فصائل المعارضة السورية المسلحة، وانضموا إلى قوات النظام إثر عمليات "التسوية" التي تمت في درعا وريف دمشق وريف حمص ومناطق أخرى.

وبيّنت المصادر أن حدة الخلاف بين الطرفين بدأت عقب تفجير المعارضة السورية سيارة مفخخة على محور بلدة كرناز، أمس الجمعة، ما أسفر عن مقتل وجرح ما يقارب الأربعين عنصراً من عناصر مليشيات "الدفاع الوطني".



وأضافت أن عناصر "الدفاع الوطني" وجّهوا اتهاماً لعناصر "المصالحة" بـ"الخيانة والتخاذل والسماح للسيارة المفخخة بالوصول إلى نقاطهم وعدم استهدافها"، ما أدى إلى وقوع اشتباك بين الطرفين بعد الانسحاب من كرناز إلى محيطها.

وبحسب مصادر من مدينة حماة، فقد وصل إلى المستشفى الوطني في المدينة، أمس، قرابة مائتي عنصر من قوات النظام، ما بين جريح وقتيل، معظمهم من المنتسبين إلى مليشيات "الدفاع الوطني".

وأشارت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إلى أن عناصر فصائل "المصالحة" تشارك في العمليات العسكرية في ريف حماة تحت راية "الفيلق الخامس"، بقيادة ضباط يتلقون الأوامر من القواعد الروسية في ريفي حماة واللاذقية.

وتضم مليشيات "الدفاع الوطني" في ريف حماة آلاف العناصر، ومعظمهم ينحدرون من القرى والبلدات الموالية للنظام السوري، على رأسها مدينتا محردة والسقيلبية، ويتولون في معظم الأحيان مسؤولية الوقوف على الحواجز ونقاط الحراسة التابعة للنظام.

ويأتي ذلك الخلاف في ظل استمرار الهجمات من قبل فصائل المعارضة؛ حيث اندلعت معارك، اليوم، في جبهات قرية كفرهود، تمكنت خلالها المعارضة من تدمير آليتين لقوات النظام بعد استهدافهما بصواريخ مضادة للدروع.



وأعلن فصيل "جيش العزة" التابع للمعارضة السورية، وتنظيم "هيئة تحرير الشام" عن تدمير دبابتين من طراز تي 72 وسيارة عسكرية، وقتل عشرة عناصر من قوات النظام، باستهدافهم بصواريخ مضادة للدروع، على محور بلدة كفرهود بريف حماة الشمالي الغربي.

وجاء ذلك خلال محاولة قوات النظام والمليشيات التابعة لها التقدم في المحور، بهدف استعادة السيطرة على موقع تل الملح الاستراتيجي الذي يطل على الطريق الواصل بين مدينتي السقيلبية ومحردة.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن عناصر من قوات النظام قُتلوا نتيجة قصف من المعارضة بصواريخ الغراد، طاولت موقعاً في محور قرية الجديدة شمال غرب حماة، كما أسرت المعارضة عنصراً للنظام بعد حصاره في محور بلدة الجبين أثناء تمشيط الحقول.

وأضافت المصادر أن مطار حماة العسكري تعرّض لقصف بصواريخ الغراد من قوات المعارضة، فيما لم تؤكد المصادر وقوع إصابات أو أضرار ناتجة عن القصف في المطار.

في غضون ذلك، شن الطيران الحربي الروسي غارات استهدفت الطرقات ومنازل المدنيين في قرى وبلدات ومدن مورك وكفرزيتا والجبين وتل ملح والأربعين والزكاة وحصرايا في ريف حماة الشمالي، أسفرت عن أضرار مادية.

وكانت المعارضة السورية المسلحة بالتعاون مع "هيئة تحرير الشام"، قد بدأت، مساء الخميس الماضي، بعملية عسكرية ضد مواقع قوات النظام في ريف حماة الشمالي الغربي، وسيطرت عقب الهجوم على قرى ومواقع استراتيجية.

وفي انعكاس لحجم المعارك المحتدمة في إدلب وحماة، تجاوز عدد القتلى الـ80، إذ قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ 83 شخصاً قُتلوا في الساعات الـ24 الماضية، خلال المعارك بين قوات النظام والفصائل، قرب محافظة إدلب.

وأوضح المرصد أنه منذ أول من أمس الخميس، قُتل 44 من قوات الأسد و39 مقاتلاً من الفصائل. لكن، بحسب النقيب ناجي مصطفى، الناطق الرسمي باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، التابعة لـ"الجيش السوري الحر"، فإنّ عدد قتلى النظام زاد عن الـ80، خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما أعلنت الغرف التابعة للفصائل أنّ عدد قتلاها بلغ نحو 10 عناصر.