نواب من اليمين المتطرف بألمانيا ينوون زيارة الأسد الأسبوع المقبل

15 نوفمبر 2019
النواب همهم التخلص من اللاجئين (غوخان شاهين/ Getty)
+ الخط -
أفادت شبكتا "ان دي ار" و"في دي ار" في ألمانيا، اليوم الجمعة، بأن نوابا من حزب "البديل من أجل ألمانيا"، اليميني المتطرف، ينوون زيارة سورية الأسبوع المقبل، للقاء نظام بشار الأسد، ضمن محاولة منهم لتسويق سورية كبلد آمن يمكن إعادة اللاجئين إليه، دون تحديد أي طريق سفر محدد سيسلكه هؤلاء النواب نحو دمشق.

وأكد النائب أودو هيملغارن، المنتمي للحزب المذكور، أنه وثلاثة من زملائه سيكونون في سورية، يوم الاثنين المقبل، وسيتم عقد اجتماعات بممثلي النظام السوري وعدد من البرلمانيين ورجال الدين، دون أن يحدد المدة التي ستستغرقها هذه الزيارة.
ولفت تقرير الشبكتين إلى أنه من المتوقع أن يبدأ "البديل"، اليوم، حملة بخصوص سورية، تضم تقديم مقترحات داخل البرلمان الألماني، تهدف لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، تصل إلى رفع العقوبات المفروضة عليه كي يتمكن من إعادة الإعمار وتأمين السلام والاستقرار.
وتتضمن مقترحات الحزب اليميني المتطرف أيضا مشاركة الحكومة الألمانية مع روسيا، المتحالفة مع نظام الأسد، في إنشاء منطقة آمنة، بذريعة أنه بات من واجب برلين تمكين اللاجئين من العودة الآمنة.
وبينت "إيه آر دي" أن "البديل" الشعبوي ذهب بعيداً في مقترحاته بأن ربط بقاء أطفال اللاجئين في المدارس الألمانية بقدرتهم على مسايرة مستوى الأطفال الألمان، فضلا عن مسودة تطالب بالاعتراف بسورية بشار الأسد باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، وهو ما يخالف اعتراف الاتحاد الأوروبي العام 2012 بكون المعارضة هي ممثل شرعي للشعب السوري.
وكان نائب الحزب داخل البرلمان، فرانك باسيمان، قد قال أخيرا إنه يمكن الآن حجز العطلات عبر الإنترنت إلى اللاذقية، فجاءه رد وزير الخارجية هايكو ماس، بأنه وعلى حد علمه فإن السياح السوريين، الذين يعرفهم، هم أعضاء في "البديل من أجل ألمانيا".
وتساءل ماس كيف توصل النائب إلى استنتاج أن سورية آمنة، قائلا: "لا يمكن أن أفهمه"، ومتحدثا عن الاعتقالات وحرمان اللاجئين من ممتلكاتهم، قال بلهجة شديدة: "لن تكون هناك مساعدات لإعادة الإعمار من ألمانيا قبل وجود حل سياسي لسورية، وهذا يشمل إجراء انتخابات ديمقراطية".
وطالب حزب "البديل" مراراً بإعادة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين لبلادهم، بعدما استقرت الأوضاع هناك، فيما تقول الحكومة الألمانية إن سورية ما زالت تشهد حربا تهدد حياة هؤلاء اللاجئين.
تجدر الإشارة إلى أنه عام 2018 زار عدد من نواب "البديل" سورية والتقوا عددا من المسؤولين ورجال الدين، في مقدمتهم مفتي سورية أحمد بدر الدين حسون، وأعلنوا حينها أنهم أرادوا من الزيارة أن يظهروا أن سورية آمنة وعودة اللاجئين ستكون ممكنة قريبا، دون أن يتحقق شيء من ذلك.



وكان خبير الاستخبارات باتريك سينسبيرغ، المؤيد لحزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والذي ينتمي إلى هيئة الرقابة البرلمانية في البوندستاغ، التي تشرف على عمل أجهزة الاستخبارات الفيدرالية، قد شجع حينها جهاز الاستخبارات الفيدرالي بمراقبة الاتصالات الخارجية لحزب "البديل"، بعدما تبين أن الأخير أصبح أحد أذرع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف أنه بعد الزيارة سيكون من مهمة الاستخبارات الألمانية التعاون مع أجهزة دول أخرى، معتبرا أن أجزاء من بنية "البديل" يمكن اعتبارها مناهضة للدستور وتصرفاته يجب أن تكون لها عواقب.