مفاجأة ترودو لإيران

مفاجأة ترودو لإيران

18 يونيو 2018
ترودو يجاري خطوات ترامب التصعيدية ضد إيران (ليون نيل/Getty)
+ الخط -
عوّلت إيران كثيراً على رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو منذ وصوله إلى منصبه في العام 2015، وهو الذي أعرب سابقاً عن رغبته في ترميم العلاقات الإيرانية الكندية المقطوعة منذ العام 2012، والتي شهدت كذلك أزمات عدة منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979. إلا أنه فاجأ طهران أخيراً حين قرر مساندة مشروع لمحافظي البرلمان الكندي، يوقف محادثات استئناف العلاقات مع طهران، ويصنّف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية.
قرار استغربه المسؤولون الإيرانيون كثيراً، لا سيما أنهم كانوا يتوقعون أن يجاري ترودو بلادهم سياسياً واقتصادياً، وهو الذي رحب بعودة العلاقات معها إبان توصلها للاتفاق النووي مع السداسية الدولية قبل أقل من ثلاثة أعوام. وتبع ذلك تصاعد الحديث عن خلاف بين ترودو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ظهر جلياً حين انتقد المسؤول الكندي السياسات التجارية والاقتصادية الأميركية الأخيرة، وحين لم يوافق ترامب على البيان المشترك لقمة مجموعة السبع التي عُقدت أخيراً.

ومع ذلك، وصف البعض خطوة ترودو المؤيدة لمحافظي مجلس العموم الكندي، بالمسعى الذي يجاري رغبات ترامب المنسحب من الاتفاق النووي أخيراً، إذ طلب الرئيس الأميركي منه أن يصعّد موقف بلاده إزاء طهران، وقد أشادت الولايات المتحدة بالفعل بالخطوة الكندية الأخيرة.
من جهة ثانية، فإن في كندا لوبياً يهودياً مدعوماً من إسرائيل، قد يكون استطاع الضغط على الليبراليين الكنديين الذين يتزعمهم ترودو نفسه، ما جعله يعدّل قراره المتعلق بترميم العلاقات مع طهران بعد أن قطعتها الحكومة الكندية المحافظة التي كان يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق ستيفان هاربر، والذي طرد الدبلوماسيين الإيرانيين من بلاده وأعلن قطع علاقات أوتاوا مع طهران وأغلق سفارة كندا فيها.

إيرانياً، انتقد وزير خارجية البلاد محمد جواد ظريف الخطوة الأخيرة لمجلس العموم الكندي، ورأى أنها متأثرة بالدعاية المضادة لإيران، وأنها لن تصب لصالح كندا نفسها ولا لصالح الأمن الدولي، معتبراً أن ما حصل ناتج عن ضغوط سياسية. عسكرياً، أشار المتحدث باسم القوات المسلحة، أبو الفضل شكارجي، إلى مسألة تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية بشكل خاص، محذراً من تبعات هذه الخطوة التي وصفها بالتحريضية. ودعا كندا لعدم التناغم مع ألاعيب إسرائيل والولايات المتحدة.

بالنتيجة، فإن طهران تشعر في الوقت الحالي بارتفاع مستوى الضغوط التي تبعت انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وهو ما بدأ يؤثر على صفقاتها وعلى عقودها التجارية مع شركاء غربيين كثر. وخطوة ترودو الأخيرة تبدد أملاً جديداً لها بتطوير علاقاتها مع بعض الأطراف علّها تستفيد كذلك من خلافات هؤلاء مع ترامب نفسه.