في لحظة تعقّل، أدرك الكوريون أن استمرار الخلافات والأزمة بينهما يصبّ في الصالح الأميركي ويجري لحساب الخزينة الأميركية والغربية أيضاً، ويمنح الرئيس دونالد ترامب ومعه فريق الحروب الذي يلتف حوله، وقتاً إضافياً لممارسة المزيد من الابتزاز ضد الكوريتين؛ الشمالية بمبرر برنامج التسلح النووي، والجنوبية بزعم حمايتها من تهديد جارتها الشمالية، تماماً مثلما يتسمرّ في ابتزاز الرياض ودول الخليج سياسياً، وإرهاقها مالياً عبر مزيد من صفقات التسلّح.
الوضع مختلف هنا في الجزائر والمغرب، في لحظات الجنون السياسي تمّ البحث عن خيط رفيع لربط قصة بقصة، قصة إيران و"حزب الله" بقصة البوليساريو في الجزائر. والحقيقة أنّ القصة بكل تفاصيلها لا تصبّ إلا في صالح الطرف الغربي الذي يستفيد ويخطط دائماً لأن تستمر الخلافات وإغلاق الحدود بين البلدين. له في ذلك صالح ومصالح ومتعة في الابتزاز المستمر للبلدين، طالما أنّ أموال الفوسفات المغربي وشحنات النفط الجزائري تتدفّق في المصب نفسه، عند مجموعات الضغط والنفوذ في أميركا وأوروبا والصين وموسكو، بهدف تعزيز موقف أو تعديل قرار في المحفل الدولي. وتلك خسارة سياسية وإرهاق مالي إضافي للبلدين، يُدفع من مقدراتهما وعمر شعوبهما.
كثير من الجزائريين والمغاربة لا يتماهون مع مواقف القصرَين إزاء العلاقات بين البلدين والشعبين، ويتمنون أن يحدث في "زوج بغال" -هو معبر حدودي شهير بين البلدين مغلق منذ ديسمبر/كانون الأول 1994ـ ما حدث في بلدة "بانمونجوم" على الحدود الكورية، هذا الممكن الذي لم يحدث، لكنه سيحدث بقدر التاريخ وحتمية الجغرافيا، ذلك أنه لا الجزائر سترحل، ولا المغرب سيغيّر موقعه من الخريطة ولو أراد.