العراق: تحركات مبكرة لاختيار رئيس الوزراء المقبل وإيران تدخل على الخط

06 ابريل 2018
العبادي مرشح للاستمرار في منصبه بعد الانتخابات(حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -
يشهد "البيت العربي الشيعي" في بغداد حراكا سياسيا مكثفا بشأن منصب رئيس الوزراء المقبل عقب الانتخابات المقبلة، إذ يجري عقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات بين أقطاب الأحزاب السياسية، فيما دخلت إيران على خط المناقشات والخلافات.

وبات طرح اسم رئيس الوزراء الحالي، حيدر العبادي، من بين عدة أسماء أخرى مرشحة لمنصب رئيس الوزراء، أبرزهم زعيم مليشيا "بدر" هادي العامري، ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي، ووزير العمل الحالي محمد شياع السوداني، ووزير الداخلية قاسم الأعرجي، وجعفر الصدر، المقيم منذ سنوات طويلة في بيروت.

وأكدت مصادر أن "إيران حاضرة مبكرا في هذه المباحثات"، التي تكاد تتحول لمناوشات بين حزب "الدعوة الإسلامية" الذي يحتكر المنصب منذ 12 عاما، وباقي أحزاب التحالف الحاكم بالعراق.

وفي هذا السياق، قال عضو بارز في التحالف الوطني ببغداد، اليوم الجمعة، لـ"العربي الجديد"، إن "الجانب الإيراني دخل على الخط مبكرا، والموضوع الآن أشبه بتصفيات تمهيدية ستسفر عن اختيار اثنين أو ثلاثة أسماء، وتستبعد نحو 8 أسماء مطروحة اليوم".

وأضاف المصدر أن "قوى التحالف التي دخلت الانتخابات بخمسة تحالفات غير مستعدة للتنازل عن المنصب"، متحدثا عن "وجود تشنج بينها"، متابعا أن أحزاب التحالف الوطني دخلت الانتخابات بخمس قوائم كبيرة، هي "النصر" و"الفتح" و"ائتلاف دولة القانون" و"سائرون" و"الحكمة"، مرجحا أن يتسبب هذا التعدد في "خلافات كبيرة بشأن المناصب".

وتابع: "هذا الأمر دفع بأحزاب وقيادات شيعية للاستعانة بالإيرانيين لحسم مسألة المناصب"، مؤكدا أن "التجارب الانتخابية السابقة أثبتت أن لإيران دورا مهما في حسم الخلافات داخل التحالف الوطني حين تصل مسألة توزيع المناصب إلى مراحلها الأخيرة"، مبينا أن "حظوظ رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي جيدة انتخابيا، لكن هناك تحفّظا من قبل أطراف معينة داخل إيران عليه، خاصة الحرس الثوري"، وفقا لقوله.

وأمس، الخميس، التقى رئيس "هيئة الحشد الشعبي"، فالح الفياض، بالسفير الايراني في بغداد، أيرج مسجدي، لـ"بحث عدد من القضايا السياسية وإزالة العقبات التي تواجهها".

يشار إلى أن "الحشد الشعبي" يدخل الانتخابات المقبلة بتحالف سماه "الفتح"، ضم عددا من فصائل المليشيا وقياداتها.

ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية عن الفياض قوله عقب اللقاء إنه "تم الحديث عن تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات"، مشيدا بـ"جهود السفارة الإيرانية في بغداد"، ولفت إلى أن بلاده "تدعم أي إجراء من شأنه أن يؤدي إلى توطيد العلاقات بين العراق وإيران، ونشر الاستقرار في المنطقة وترسيخ الأمن والسلام".

وأيضا، التقى رئيس "التحالف الوطني"، عمار الحكيم، بالسفير الإيراني في بغداد.


وقال مكتب رئيس التحالف الوطني، في بيان، إن "اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين"، ونقل عن الحكيم تأكيده على "ضرورة الحفاظ على المصالح المشتركة بين العراق وإيران، وأهمية تطويرها"، مبينا أن "العراق قادر على لعب دور محوري في المنطقة".

وتأتي هذه اللقاءات متزامنة مع حديث عن وجود خلافات داخل صفوف مليشيا "الحشد الشعبي" بسبب التنافس الانتخابي.

وبحسب مسؤول في "الحشد"، فإن الخلافات داخل قائمة "الفتح" التابعة للمليشيات ترجع إلى "أسباب سياسية ومالية وفقهية".

وأوضح أحد أعضاء التيار المدني العراقي في بغداد أن دخول السفارة الإيرانية على خط السجال الحالي "رسالة سلبية للغاية للناخب العراقي".

وقال الدكتور حسين الكاظمي، لـ"العربي الجديد"، إن "التسريبات التي تخرج من داخل التحالف تؤكد وجود خلافات، رغم أن هناك أمرا إيجابيا في بدء المباحثات مبكرة بخصوص رئيس الوزراء المقبل، لأن ذلك سيقلل من عمر تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات"، مستدركا بالقول إن ذلك "يؤكد أن صانع العراق ليس في العراق، ولا داخل صناديق الاقتراع".