دراسة إسرائيلية: التقارب الروسي اللبناني لن يضر بمصالحنا

دراسة إسرائيلية: التقارب الروسي اللبناني لن يضر بمصالحنا

24 مارس 2018
روسيا عن موطئ قدم في المنطقة (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

استنتجت دراسة إسرائيلية، أن المظاهر التي تدلل على بدء تشكّل تحالف بين روسيا ولبنان، لن تؤثر سلبا على العلاقة بين موسكو وتل أبيب. ونوهت الدراسة الصادرة عن "مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية"، التابع لجامعة "بار إيلان"، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية، ونشرها موقعه أمس، إلى أن وجود عدد كبير من الأطراف التي تنافس موسكو داخل سورية، يجعل الكرملين يرى في الحفاظ على العلاقة مع إسرائيل مصدرا لضمان المصالح الروسية هناك، على اعتبار أنه يدرك أن تل أبيب قادرة على المسّ بهذه المصالح.

وحسب الدراسة التي أعدها إيميل فلداني، فإن روسيا اتجهت إلى تعزيز علاقاتها مع لبنان، في مسعى لحماية مصالحها المهمة على الساحل السوري، بسبب موقع لبنان الجغرافي، وطبيعة انتشار منشآته العسكرية.

ونوهت الدراسة إلى التوطئة لعقد التحالف بين موسكو وبيروت، تَمثّل في الزيارات التي تقوم بها القطع العسكرية الروسية للموانئ اللبنانية، إلى جانب تأكيد وسائل الإعلام في موسكو على أن روسيا معنية بتدشين تواجد عسكري دائم في لبنان.
وحسب الدراسة، فقد وجّه الكرملين وزارة الدفاع الروسية، في الثالث من فبراير/شباط الماضي، للعمل على التوصل إلى اتفاق مع لبنان يُفضي إلى تعزيز التعاون العسكري الثنائي بين الجانبين، وضِمن ذلك ضمان الحصول على موافقة حكومة بيروت على استخدام المنشآت العسكرية اللبنانية من قبل الجيش الروسي.

وأعادت الورقة إلى الأذهان حقيقة أن الروس واللبنانيين اتفقوا بالفعل على توسيع تبادل المعلومات الاستخبارية، وتكثيف التعاون الثنائي في مواجهة الإرهاب. ولاحظ معد الدراسة، أن مسودة الاتفاق اللبناني الروسي تنص على قيام روسيا بتدريب العسكريين اللبنانيين، ومنح الجيش اللبناني "دعما هندسيا، ومده بالعلوم الطبية العسكرية، والطبوغرافيا والهيدروغرافيا"، كما ورد في الدراسة. وتقترح مسودة الاتفاق أن يستمر العمل بالاتفاق لمدة 5 سنوات قابلة للتجديد.

وأوضحت الدراسة أن التوقيع على الاتفاق سيمثل نقطة تحوّل فارقة في التوجهات العسكرية اللبنانية، مشيرة إلى أن الجيش اللبناني اتجه تقليديا نحو الغرب.

وأشارت إلى أن ما يدلل على أن مظاهر التعاون اللبناني الروسي الأخيرة تعكس انقلابا على التوجهات اللبنانية السابقة، حقيقة أن لبنان رفض، عام 2008، عرضا روسيا بالتزود بقاذفات "ميغ 29"، منوهة إلى أن التسليح والعتاد العسكري اللبناني يتم استيراده من الولايات المتحدة وأوروبا. وأوضحت الدراسة أن لبنان حصل من الإدارتين الأميركيتين السابقتين على عتاد عسكري بقيمة 357 مليون دولار.

وشددت الدراسة على أن موقع لبنان الجغرافي ومشاطئته البحر المتوسط وطابع منشآته العسكرية وانتشارها وقربه من سورية، يغري الروس بتكثيف الجهود للتحالف معه، بهدف ضمان مراكمة القدرة على التأثير في المنطقة.

ونوهت الدراسة إلى أن بعض الساسة المؤثرين في الساحة اللبنانية أعربوا عن رهانهم على دور روسيا في تحقيق تسوية سياسية للصراع الدائر في سورية، بشكل يضمن إعادة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين من لبنان إلى بلدهم، كما عبّر عن ذلك رئيس البرلمان اللبناني، نبيه البري.

وشددت الدراسة على أن العامل الاقتصادي يلعب دورا في تحفيز موسكو لتعزيز علاقاتها مع لبنان، مشيرة إلى أن موسكو معنية بأن تحصل على حصة من سوق الطاقة اللبناني، حيث إنها تبدي حرصا على أن تستأثر الشركات الروسية الحكومية، وتحديدا "Novatek" بحصة من العطاءات التي ستطرحها الحكومة اللبنانية للتنقيب عن الغاز في قاع البحر الأبيض المتوسط في أعقاب الكشف عن احتياطات كبيرة على الساحل اللبناني.

واستدركت الدراسة، أنه على الرغم من تزامن الكشف عن الحرص الروسي على التقارب مع لبنان مع التوتر بين موسكو وتل أبيب في أعقاب التصعيد الأخير على الجبهة السورية بين تل أبيب وطهران، فإن الكرملين يرى في الحفاظ على العلاقة مع إسرائيل مصلحة استراتيجية لروسيا. واستنتجت الدراسة أن الروس يعون تماما أنه في حال أثرت العلاقة اللبنانية الروسية سلبا على مصالح إسرائيل، فإن الأخيرة لن تتردد في تصميم جهدها العسكري في سورية بشكل يمس بالمصالح الروسية هناك، بحيث يقلص من قدرة موسكو على إدارة الأمور في سورية.