مستشرق إسرائيلي: السيسي تجاوز مبارك في العلاقة بتل أبيب

مستشرق إسرائيلي: السيسي تجاوز مبارك في العلاقة بتل أبيب

25 فبراير 2018
حدوث تحوّلات بمصر قد يجعل تطبيق صفقة الغاز مستحيلاً(تويتر)
+ الخط -
امتدح مستشرق إسرائيلي بارز طابع تعاطي الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مع صفقة شراء الغاز من إسرائيل، بينما حذرت صحيفة اقتصادية إسرائيلية من مغبة أن تفضي تحولات داخلية في مصر إلى جعل تطبيق الصفقة مستحيلاً. 

وقال المستشرق إيلي زيسر، أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة "تل أبيب"، إن "سلوك السيسي إزاء صفقة شراء الغاز من إسرائيل يعكس الفروق الكبيرة بينه وبين سلفه (الرئيس المخلوع حسني) مبارك في كل ما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل". 

وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً في عددها الصادر اليوم الأحد، أوضح زيسر أنه "بخلاف مبارك، فإن السيسي لا يتردد في الإفصاح، بدون أن يعتذر، عن وجود تعاون اقتصادي وأمني بين نظامه وإسرائيل".

وأضاف أنه "في الوقت الذي حرص فيه مبارك على الحفاظ على الطابع "البارد" للسلام مع إسرائيل، فإن السيسي يتجه بقوة، ليس فقط نحو ترجمة تطابق المصالح بين الجانبين إلى واقع عملي، بل يحرص أيضاً على تسخين السلام بكل قوة".

واعتبر زيسر أن الصفقة تدل على طابع تطابق المصالح السياسية والأمنية بين إسرائيل ونظام السيسي، على اعتبار أن الجانبين يواجهان "خطر الإسلام المتشدد". 

ولفت الأنظار إلى ما كشفته التقارير التي صدرت مؤخراً، والتي أكدت قيام إسرائيل بمساعدة نظام السيسي من خلال المشاركة في شن هجمات في قلب سيناء ضد عناصر تنظيم "ولاية سيناء"، وشدد على أنه "لم يكن في الماضي للمرء أن يتصور أن يصل التعاون الأمني مع القاهرة إلى هذه المستويات غير المسبوقة". 

وحسب زيسر، فإن "صفقة الغاز لا تعكس تعاظم العلاقة بين إسرائيل ونظام السيسي فحسب، بل تمثل رسالة مصرية لتركيا، والتي على خلاف مع نظام السيسي، بشأن حقول الغاز في حوض البحر الأبيض المتوسط"، مضيفاً أن "السيسي تجاوز مبارك أيضاً في أنه يحاول إقناع الشعب المصري بأهمية العلاقة الاقتصادية والأمنية مع إسرائيل"، مشيراً إلى أن "الرئيس المصري يحاول أن يواجه المصريون الواقع كما هو". 

وحسب المستشرق فإن إبرام صفقتي الغاز مع مصر والأردن يعزز من مكانة إسرائيل في العلاقة مع الدولتين، مستدركاً أن "ارتباط الأردن بإسرائيل بات أكبر، بسبب اعتماده أيضاً على حصة من الماء الذي تحصل عليه من إسرائيل".

وللتدليل على تمسكه بأهدافه، أشار زيسر إلى أن السيسي لم يتردد بالتهديد مؤخراً بأنه يمكن أن "يضحي بنفسه" فقط من أجل ضمان ألا تحدث ثورة جديدة على غرار ثورة 25 يناير. 

ودعا زيسر، المعروف بتوجهاته اليمينية، الحكام العرب إلى "التعلم من السيسي واقتفاء أثره والعمل على عدم عودة ثورات الربيع العربي".

من ناحيتها، حذرت صحيفة "كالكيلست" من أن التحولات المتلاحقة التي تحدث في العالم العربي قد تؤثر على فرص تطبيق الصفقة مع مصر، مشيرة إلى أن "تفجر ثورات الربيع العربي وضع نهاية لتصدير الغاز المصري لإسرائيل". 

 

وأعادت الصحيفة، أول من أمس، إلى الأذهان حقيقة أن توقف تصدير الغاز المصري عام 2011 أدى إلى ارتفاع أسعار الكهرباء في إسرائيل بشكل كبير، إذ إن محطات توليد الطاقة كانت تعتمد بشكل أساس على الغاز المصري. 

وأشارت إلى أن "مستقبل تطبيق الصفقة يعتمد على هوية الطرف الذي يدير الحكم في الجانب المصري"، محذرة من أنه "يمكن أن تحدث تحولات داخلية في مصر قد تفضي إلى تغيير تركيبة الحكم بشكل يؤدي إلى تفجر العلاقات بين الجانبين من جديد". 

وتساءلت الصحيفة عن مصير تطبيق التحكيم الدولي، الذي يلزم مصر بدفع أكثر من مليار دولار بسبب تخلفها عن مواصلة إمداد إسرائيل بالغاز بعد قرار القاهرة عام 2011 وقف تصدير الغاز إليها.