القوات العراقية تطوق عانة بالأنبار والقصف والجوع يهددان سكانها

القوات العراقية تطوق عانة بمحافظة الأنبار والقصف والجوع يهددان سكانها

20 سبتمبر 2017
المدنيون يواجهون ظروفا صعبة (فرانس برس)
+ الخط -



تفرض قوات عراقية مشتركة حصارا خانقا على بلدة عانة بمحافظة الأنبار (غرب العراق) تمهيدا لتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، فيما يواجه الآلاف من سكان البلدة خطر الموت بالقصف أو الجوع.

وأكد ضابط في قيادة عمليات الجزيرة والبادية للجيش، المسؤولة عن أمن غرب الأنبار، أن قوة مشتركة من الجيش العراقي والعشائر تطوق عانة غربي الأنبار من ثلاثة محاور تمهيدا لاقتحامها، موضحا لـ "العربي الجديد" أن الطيران العراقي ومدفعية الجيش نفذت الليلة الماضية قصفا مكثفا على معاقل "داعش" داخل البلدة.

وأشار إلى وصول وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، إلى محافظة الأنبار، مبينا أن الأخير التقى عددا من القادة الميدانيين وناقش معهم الاستعدادات الجارية لتحرير ما تبقى من مدن الأنبار تحت سيطرة "داعش".

إلى ذلك، أكد القيادي في تجمع العشائر المناهضة لـ "داعش" فاضل العيساوي أن العشائر ستقوم بعمليات مساندة للقوات العراقية أثناء تحرير عانة، مشيرا في حديث لـ "العربي الجديد" إلى أن القوات العراقية المشتركة طوقت البلدة من الجهات الجنوبية والشرقية والشمالية.

وأشار إلى وجود عدد كبير من المدنيين المحاصرين داخل عانة، مبينا أن هذا الأمر قد يؤخر حسم العمليات العسكرية هناك نتيجة للحرص على أرواح السكان.

وقال سكان محليون من عانة لـ "العربي الجديد" إن آلاف المدنيين المحاصرين في البلدة يواجهون خطر الموت بالقصف أو الجوع أو الإعدام على يد تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يمنع السكان المحليين من الهروب بعيدا عن مناطق القتال.

وسبق لعضو مجلس محافظة الأنبار، عيد عماش، أن أكد بأن الأسر التي تتمكن من الهروب من مناطق "داعش" تضطر لدفع مبالغ تصل إلى 300 دولار للمهربين، فضلا عن السير لمسافات طويلة، مشيرا خلال تصريح صحافي إلى تهريب الأسَر من خلال إخفائها في صهاريج مغلفة وهو أمر يعرض حياتهم للخطر.

وعلى الرغم من خطر الموت الذي يهدد عشرات الآلاف من السكان المحليين في مدن القائم وعانة وراوة التي ما تزال تحت سيطرة "داعش"، إلا أن الحكومتين المركزية في بغداد، والمحلية في الأنبار لم تتخذا موقفا واضحا من مسألة تحرير هذه المدن من سيطرة التنظيم.

ومع ذلك تتحدث مصادر عسكرية عن تحشيد الآلاف من القوات العراقية في قاعدة عين الأسد الجوية (غرب الأنبار) تمهيدا لانطلاق العمليات العسكرية هناك.

وأعلنت القوات العراقية العام الماضي عن تحرير مدن مهمة في محافظة الأنبار كالفلوجة والرمادي وهيت، إلا أن تنظيم "داعش" الإرهابي لا يزال يسيطر على مدن القائم وعانة وراوة التي تعاني بحسب مسؤولين وزعماء محليين من كارثة إنسانية وأمنية تفتك بسكانها بشكل يومي.