روسيا تتعهد لإسرائيل بمغادرة حزب الله سورية بانتهاء الحرب

21 فبراير 2017
تعاون يومي بين البلدين في قضايا "مواجهة الإرهاب"(ميخائيل سفيتلوف/Getty)
+ الخط -
في الوقت الذي تعهدت فيه روسيا بأن يغادر "حزب الله" و"الحرس الثوري الإيراني" سورية بعد انتهاء المواجهة، احترامًا للمخاوف الإسرائيلية، شرعت موسكو، أمس الاثنين، في اتصالات مع تل أبيب للتباحث حول سبل التعاون في "مواجهة عالمية ضد الإرهاب".

وكشفت صحيفة "جيروزلم بوست"، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، النقاب عن أن نائب وزير الخارجية الروسي، أولغ سيرمولوتوف، المكلف بملف مواجهة الإرهاب في الوزارة، يقوم حاليًّا بزيارة لتل أبيب لمناقشة هذه القضية مع عدد من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين الإسرائيليين. وأعادت "الصحيفة الإسرائيلية" للأذهان حقيقة أن سيرمولوتوف تولّى في السابق منصب قائد "استخبارات مكافحة الإرهاب" في جهاز الأمن الروسي الفيدرالي.

وفي مقابلة مع "جيروزلم بوست" قال سيرمولوتوف: "كل من الاتحاد الروسي وإسرائيل تملكان تجربة في القتال ضد الإرهاب، وهذه الخبرة تستند إلى عمل شاق يعتمد على مصادر استخبارية بشرية، إلى جانب مواجهتهما عمليات إرهابية حدثت في الماضي وتواصل الحدوث حاليًّا".


وأوضح سيرمولوتوف أن روسيا راكمت تجربتها في مواجهة الإرهاب منذ تسعينيات القرن الماضي، تحديدًا من خلال التصدي لـ"الجماعات الإرهابية" جنوب القوفاز، مشيراً إلى أن التجربة الروسية في هذا المجال تشبه التجربة الإسرائيلية، "وهذا ما يوجب دمج التجربتين وإيجاد تصور عالمي واسع لمواجهة الإرهاب".


وأوضح المسؤول الروسي أن بإمكان روسيا وإسرائيل اتباع عدة طرق للتعاون في مواجهة الإرهاب، وعلى رأسها تبادل المعلومات الاستخبارية، لافتاً إلى أن هناك تعاونًا بين الجانبين، ولا سيما عبر القنوات الدولية. واعتبر أن التعاون الدولي في مواجهة الإرهاب هو "أكبر وأهم جزء من العمل" في هذه المواجهة التي تتعاون إسرائيل وروسيا فيها.


وأشار إلى أن التعاون الثنائي في المواجهة العالمية ضد الإرهاب، ولا سيما ضد "الإرهابيين الأجانب"، يهدف إلى إيجاد "قاعدة بيانات تتضمن قائمة بأسماء الإرهابيين الأجانب"، مشيرًا إلى أن قاعدة البيانات "تسهم في بلورة نظام لمراقبة تحركات الإرهابيين الأجانب، علاوة على أنها تسهل عملية تسليم هؤلاء الإرهابيين من دولة إلى أخرى".



من ناحيته، قال مدير عام دائرة آسيا وأوروبا في وزارة الخارجية الإسرائيلية، يعكوف ليفين، إن زيارة سيرمولوتوف تعكس طابع "العلاقات الجيدة مع روسيا"، مشيرًا إلى أن "مستويات حكومية مختلفة في روسيا وإسرائيل تتعاون يوميًّا في معالجة عدد هائل من القضايا، وضمنها قضايا متعلقة بمواجهة الإرهاب". ونقلت "جيروزلم بوست" عن ليفين قوله إن هناك "فهمًا قريبًا وجيدًا حول قائمة من القضايا المتعددة"، معربًا عن أمله في أن تسهم زيارة سيرمولوتوف في "تحسين الفهم المشترك".

وفي سياق آخر، تعهد سيرمولوتوف، باسم روسيا، بأن يغادر حزب الله والحرس الثوري الإيراني الأراضي السورية بمجرد انتهاء المواجهة هناك. وحسب سيرمولوتوف، فإن الحكومة السورية دعت كلًا من إيران و"حزب الله" لمساعدتها في "الحرب الأهلية" الدائرة هناك، وبمجرد أن ينتهي القتال سيغادران سورية إلى جانب كل التشكيلات المقاتلة التي قدمت من الخارج".


وأشار نائب وزير الخارجية الروسي إلى أن روسيا تتفهم مخاوف إسرائيل من تواجد إيران و"حزب الله" في سورية، قائلًا "نتفهم بشكل خاص المخاوف الإسرائيلية من إمكانية بقاء حزب الله والحرس الثوري بعد انتهاء الحرب في سورية". وفي مقابل ذلك، رفض سيرمولوتوف الموقف الإسرائيلي الذي يعتبر "حزب الله" والحرس الثوي تشكيلات "إرهابية"، على اعتبار أن "حزب الله" تشكيل سياسي يشارك في الحكومة اللبنانية، في حين أن الحرس الثوري "منظومة شرعية" داخل الجيش الإيراني.


وفي سياق متصل، قال وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إن "حزب الله" وحركة "حماس" يشكلان "تهديدًا جديًّا على إسرائيل، بسبب تحول الذراع العسكري لكل منهما إلى جيش". وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، قال ليبرمان: "عند مقارنة تنظيم (داعش) في سيناء بكل من حزب الله وحماس، فإنه يمكن القول إن (داعش سيناء) لا يشكل تهديدًا على إسرائيل، هذا التنظيم يزعج ويشوش".


إلى ذلك حث سكرتير الحكومة الإسرائيلية السابق، تسفي هاوزر، على التوصل لتفاهم مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يقوم على تسليم إسرائيل بالاتفاق النووي الذي وقعته الدول العظمى مع إيران؛ مقابل اعتراف المجتمع الدولي بضم إسرائيل لهضبة الجولان.


وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، اعتبر هاوزر، الذي يعد من قادة حزب "الليكود" الحاكم، أن انتخاب ترامب يمثل "فرصة مهمة لإسرائيل تمكنها من إعادة فتح النقاش حول التعويض الذي يمكن أن تحصل عليه مقابل الاتفاق النووي مع إيران". وحسب هاوزر، فإن لدى ترامب من أدوات الضغط ما يمكنه من إقناع الروس بدعم الطلب الإسرائيلي.