"مواطنون بلا قيود" المعارضة السعودية... أهدافها وتشكيلها وخطواتها القادمة

"مواطنون بلا قيود" المعارضة السعودية... أهدافها وتشكيلها وخطواتها القادمة

02 أكتوبر 2017
أشار المؤيد إلى الصعوبات التي تواجه الحركة (تويتر)
+ الخط -
يستعرض أحد مؤسسي حركة "مواطنون بلا قيود" التي أعلن معارضون سعوديون، الأسبوع الماضي، تشكيلها، في مقابلة خاصة مع "العربي الجديد"، أهداف الحركة، ومسارات تشكيلها وأهم التحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى خطواتها القادمة.

ويقول عبد العزيز المؤيد، من مؤسسي الحركة، إن "مواطنون بلا قيود" هي حركة سعودية مهتمة بحرية التعبير، والتي لا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق التمثيل الشعبي، وإن هذا التمثيل يجيء عن طريق التحول الديمقراطي في البلاد.

وأضاف المؤيد، الذي عرّف عن نفسه كرجل أعمال وناشط حقوقي يدافع عن ضحايا العنف الأسري، أن الحركة سياسية غير أيديولوجية، وأن التغيير الديمقراطي الذي تطالب به يهدف لبناء قاعدة قانونية تحمي حرية التعبير والتفكير في البلاد، بغض النظر عن نوع نظام الحكم سواء كان ملكياً أم جمهورياً. كما أنها تسعى لتحقيق العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع السعودي.

وعلّق المؤيد على بدايات المشروع بأن الخطوات الأولى، والتي كانت عبارة عن مشاورات فردية، كانت صعبة نظراً لحالة الخوف التي تنتاب النشطاء من الحراك السياسي في المرحلة الحالية، في إشارة إلى حملة الاعتقالات التي طاولت العديد من المفكرين والناشطين السياسيين ورجال الدين المعارضين.

ورغم صعوبة التواصل المبدئي، نجح المؤيد في الوصول لبعض الأسماء المعارضة المهمة التي أبدت تأييدها للمشروع، مثل مضاوي الرشيد ويحيى العسيري، بينما تجنب بعض المشاركين في الحركة ذكر أسمائهم قبل إطلاقها.

ولكن حركة "مواطنون بلا قيود" بعد إطلاقها ستكون حركة علنية، يحق لجميع أعضائها الترشح لأي من مناصبها، كما أنها تلتزم حسب مؤسسيها بمبادئ حرية التعبير والتفكير.

وتهدف الحركة بعد إطلاقها، إلى العمل مع السعوديين في المهجر مثل المعنّفات أو مسلوبي الحقوق أو رجال الدين المخالفين للخط الحكومي أو الناشطين الحقوقيين والقانونيين.

وبين المؤيد أنه يخشى على مصير الشباب اليافع داخل المملكة في حال الانضمام للحركة، ولذلك يتجنب حثهم على الانضمام إليها. ولكن "إذا أراد أحدهم الانضمام فهو مرحب به". ولكن "مواطنون بلا قيود" تستهدف بشكل أساسي المفكرين والناشطين في الخارج، والذين يمتلكون حرية الانتقاد والتفكير والتعبير بعيداً عن يد السلطات الحكومية. وضرب المؤيد مثالاً بجمال خاشقجي، الذي تغير خطابه، منذ أن غادر البلاد قبل أسبوعين، نتيجة حالة القمع التي استشرت في السعودية.

ورغم عدم تشجيع الحركة للشباب المقيم في السعودية للانضمام إلى صفوفها، إلا أنها ستوجه خطابها إلى الشباب السعودي غير الراضي عن الأوضاع في البلاد. فالمؤيد يرى أن الشباب السعودي مغيب بسبب سياسات حكومية تتعمد تهميشه أو دفعه نحو التطرف في أفكاره.

وستقدم الحركة خطاباً يطالب بالنضال السلمي ويرفع من سقف المطالب، موجهاً لجمهور الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف تحقيق التحول الاجتماعي والسياسي المطلوبين.

بينما تتمثل الخطوة التالية في مساعدة الناس على التخاطب مع المنظمات الدولية، والتي كانت المملكة قد وقعت على مواثيقها وتعمل معها مسبقاً. وبناء على ذلك فقد أطلقت الحركة عريضة موجهة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وتطالب فيها بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين في السجون السعودية.

ويأتي هذا الحراك المعارض السعودي بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها المملكة السعودية الشهر الماضي، والتي شملت حملة اعتقالات طاولت العديد من المفكرين ورجال الدين والناشطين السعوديين بهدف إسكات الأصوات المعارضة.

إضافة إلى تورط المملكة في الحرب الإعلامية ضد قطر، والحرب الميدانية في اليمن، والتي تعرضت بسببها لسيل من الاتهامات من قبل منظمات حقوق الإنسان، على إثر الخروقات وجرائم الحرب المرتكبة في حملات القصف الجوي.

وكانت مجموعة من الناشطين السعوديين في المهجر، قد عقدت، يوم الجمعة الماضي، حفلاً أعلنت فيه انطلاق حركة "مواطنون بلا قيود" في العاصمة الإيرلندية، دبلن، بحضور عدد من المعارضين السعوديين، مثل مضاوي الرشيد ويحيى العسيري.

وكانت مضاوي الرشيد قد أكّدت خلال مقابلة مع "العربي الجديد"، أن السلطات السعودية أرادت عبر حملة الاعتقالات التي شنّتها أخيراً، بحق عدد من رجال الدين والإعلاميين والدعاة، توجيه رسالة إلى قطر بعد فشلها في تركيعها، مشيرة إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان لم ينجح سياسياً واقتصادياً وفشل في حربه في اليمن وضد قطر وهو يقف اليوم وحيداً. ورأت أن المعارضة السعودية متفككة، وهناك اتجاهات وتيارات مختلفة لا تتفق مع بعضها بعضاً، مشيرة إلى الضغوط والقمع في الداخل.