ملف محاربة "داعش" في "لوفيغارو": خلاف أولويات أميركي فرنسي

ملف محاربة "داعش" في "لوفيغارو": خلاف أولويات أميركي فرنسي

20 يوليو 2016
فرنسا تنشر في العراق نحو 400 عسكري (Getty)
+ الخط -

 

تواصل صحيفة "لوفيغارو" اليمينية الفرنسية الحديث عن قضايا "الإرهاب" الداخلي في فرنسا، وخاصة بعد اعتداء نيس.

وفتحت الصحيفة صفحاتها لكلّ السياسيين والإعلاميين الفرنسيين الذين لم يتوانوا للحظة عن تحميل السلطات الفرنسية مسؤولية ما حدث ومسؤولية الـ"تقصير" الأمني.

وسمح هذا التقصير في نظر هؤلاء للشاحنة الضخمة أن تلج الساحة، بدل أن "تتصدّى لها قاذفة صواريخ وتفجّرها"، كما قال النائب البرلماني والمرشح اليميني للانتخابات الرئاسية القادمة والمقربّ السابق من نيكولا ساركوزي، هنري غينو.

ويأتي انشغال الصحيفة بهذا الملف، في وقت صوّتت فيه غالبية البرلمانيين، عدا ستة وعشرين نائباً، على تمديد حالة الطوارئ لستة أشهر قادمة، بعد أن كان الرئيس فرانسوا هولاند قد وعد الفرنسيين بوضع حد لها يوم 26 من الشهر الجاري.

وتحاول السلطات الأمنية والقضائية الفرنسية معرفة الروابط الحقيقية بين السائق التونسي الذي دَهس، عمْداً، جموعَ الفرنسيين والأجانب في نيس، أثناء الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي وبين تنظيم داعش أو غيره من التنظيمات الإرهابية، والتي أقسمت على جعل فرنسا تدفع ثمن مشاركتها العسكرية الواسعة في دول عربية وإسلامية عديدة.

وضمنت الصحيفة ملفاً واسعاً عن الفصل القادم في مكافحة الإرهاب، بعنوان: "معركة الموصل: الإعداد للهجوم على العاصمة العراقية لداعش".

وابتدأ الملفّ بافتتاحية عن الاستعدادات العراقية والغربية لاكتساح الموصل، "عاصمة داعش العراقية"، على حد زعم الصحيفة، ما يتناغم مع تصريحات فرنسية رسمية عن ضربات وجَّهها الطيران الفرنسي لتنظيم داعش في سورية والعراق، بعد اعتداء نيس.

افتتاحية الصحيفة، كانت باسم "معركة الشرق العربي الكبرى"، ومن توقيع أرنو دي لا غرانج، والذي كتب: "تعتبر الموصل معقلاً للأيديولوجيا"، حسب كلمات وزير الدفاع الفرنسي، جان- إيف لي دريان، وهو ما يريد الغربيون وضعه خارج الخدمة.

ولأن تنظيم "داعش" أسّس على هذه النجاحات، أي الأيديولوجيا، ومن هنا تأتي الأهمية الحاسمة في قَلب مجرى التاريخ، وكَسْر البروباغاندا.

ومن أجل الحدّ من خساراته للكثير من الأراضي، بعد خسران الفلوجة، تصَدَّرَ تنظيمُ داعش المشهد.

وحذّر الناطق باسم التنظيم، بلغة غنائية بالغة الخطورة، من أن الهزيمة لا تَكْمُنُ في خسارة أراضٍ ولكن في خسارة "إرادة القتال"، وهو ما تحاول صحيفة "لوفيغارو" التعبير عنه في هذا الملف.

وتتحدث الصحيفة عن وصول تعزيزات أميركية لمساعدة القوات العراقية إلى جانب مستشارين عسكريين فرنسيين، رغم بعض الإشكالات التي تطرحها مشاركة مليشيات شيعية وكردية في القتال لاكتساح مدينة معروفة بـ"روحها الاستقلالية".

وإضافة إلى 560 جندياً أميركياً، والمنتشرين في العراق لمساعدة القوات العراقية، فإنّ هيئة الأركان الأميركية تفكر في استجلاب المزيد. كما أن فرنسا أعلنت عن إرسال قوات إضافية إلى العراق.

وتجدر الإشارة إلى أن فرنسا تنشر في العراق نحو 400 عسكري من بينهم 320 من القوات الخاصة، وآخرين مكلفين بتكوين وتدريب الفرقة السادسة في الجيش العراقي بمنطقة أبو غريب. كما أن 160 جندياً فرنسياً يعملون مع القوات العراقية في بغداد، ونحو 160 جندياً، آخرين، يعملون مع البشمركة، و"إن كان التنسيق أكبر مع الأكراد، وهو ما يثير حفيظة النظام العراقي"، كما تعترف الصحيفة.

وتتحدث لوفيغارو عن "خلاف" في الأولويات بين الفرنسيين والأميركيين. ففرنسا، على الرغم من قصفها قبل يومين أهدافاً لـ"داعش" في تلعفر، إلا أن عيونها تبقى مسلَّطةً على الرقة، العاصمة السورية للتنظيم. وهو ما لا يتفق مع نوايا الأميركيين في الوقت الراهن، على الأقل.

وتعزو الصحيفة الأمر لغياب وجود أميركي على الأرض في سورية، خلافاً للوضع في العراق.

ومما يفسر اللَهفة الفرنسية في القتال ضد "داعش"، ليس ما حدث في نيس فقط، قبل أيام، بل، وأيضاً، تدفق "مئات من الأجانب، مع زوجاتهم، عبر تركيا، إلى سورية للالتحاق بتنظيم داعش"، حسب زعم إدارة الاستخبارات العسكرية في باريس.

ويأتي هذا على الرغم من فقدان التنظيم نحو 40 في المائة من الأراضي في العراق، وعلى الرغم، أيضاً، من النقص الحادّ في مصادره المالية.