بعد ساعات من إعلان دوائر عسكرية عراقية عن مشاركة مليشيات "الحشد الشعبي" في المعركة المرتقبة بمدينة الفلوجة غرب البلاد، كشفت مصادر برلمانية ومحلية عراقية لـ"العربي الجديد"، وجود وعد من رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بعدم دخول المليشيات المدينة وبقائها في الخارج للإسناد من بعيد فقط.
ويعكس ذلك حالة من التضارب في التصريحات والغموض حول من سيهاجم المدينة، في وقت تتصاعد المخاوف من تنفيذ مليشيات الحشد جرائم قتل طائفية على غرار ما فعلته بتكريت وبيجي وجرف الصخر.
وقال النائب عن محافظة الأنبار، خالد العلواني لـ"العربي الجديد": "حضرت مساء أمس مع مسؤولي محافظة الأنبار اجتماعاً مع العبادي في بغداد"، لافتاً إلى أنّ "الاجتماع حضره أيضاً وزير التخطيط سلمان الجميلي ومحافظ الأنبار صهيب الراوي وعدد من نواب المحافظة وأعضاء مجلسها، بالإضافة الى قائممقام الفلوجة والقادة الأمنيين".
وأوضح أنّ "الاجتماع ناقش معركة الفلوجة تحديداً، والاستعدادات الجارية لها وتم رسم الخطوط العريضة للمعركة من ناحية دخول القوات الأمنيّة والعشائريّة، وأهميّة ساعة الصفر، فضلاً عن مشكلة وجود المدنيين الذين يزيد عددهم عن 50 ألف مدني وكيفيّة الحفاظ على أمنهم وتأمين إخراجهم".
وبين أنّ "العبادي أبلغنا خلال الاجتماع أنّه اتخذ قراراً بعدم مشاركة الحشد الشعبي في المعركة، وأن تبقى خارج المدينة كقوة ساندة للقوات العراقيّة فقط"، مشيراً إلى أنّه "أبلغ قادة الحشد بقراره ومنهم هادي العامري وأبو مهدي المهندس".
وبحسب المصدر، فقد "تم تحديد القوات التي ستشارك في المعركة، وهي قوات الجيش ومكافحة الإرهاب وقوات العشائر حصرا".
وشدّد العلواني على أنّ "قضية تحرير الفلوجة هي قضية مهمة جدّاً، وأنّ العبادي مهتم بموضوع تحريرها بشكل كبير".
وأكّد النائب عن محافظة الأنبار أنّ "القوات الأمنيّة والعشائريّة التي حرّرت مناطق الأنبار لها القدرة الكاملة على تحرير المدينة دون الحاجة لقوات أخرى"، مشيراً إلى "الاتفاق أيضاً على أنّ تسلّم المدينة إلى القوات العشائريّة من أهلها بعد التحرير لتوفير الحماية اللازمة لها".
وأشار إلى أنّه "تم أيضاً بحث ساعة الصفر وأهميتها، لكنّ هذه المعلومات تعدّ معلومات عسكرية لا نستطيع الحديث عنها"، مشيرا إلى أنّ "تحرير الفلوجة بات وشيكاً، وما يجري الآن هو محاولات لإعطاء الفرصة لإخراج المدنيين".
يشار إلى أنّ مليشيا "الحشد الشعبي" تتجمّع قرب مدينة الفلوجة، وتحاول المشاركة في معركة تحريرها، في وقت يرفض فيه أهالي الأنبار وحكومتها المحليّة أي وجود للحشد في المعركة، لما عرف عنها من ارتكاب الانتهاكات ضدّ المدنيين
في موازاة ذلك، أشارت خلية الإعلام الحربي التابعة لوزارة الدفاع إلى أن "التحشيدات حول الفلوجة ستحظى بغطاء صاروخي ومدفعي فضلاً عن قوات التحالف".
ووصف بيان الخلية أن "المعركة ستشارك بها قطعات الجيش والشرطة والحشد الشعبي".
من جهته، أشار القيادي بمليشيا الحشد، هادي العامري، إلى أن "مهمة المليشيات ستكون بمحيط المدينة ولن تدخل إلى أحيائها حيث ستكون المهمة على عاتق الجيش ومقاتلي العشائر".
ويتخوف السكان من مشاركة المليشيات المعروفة بتاريخ مسبق من جرائم القتل والسرقة والتفجير للمدن والبلدات التي تدخلها، وهو ما دفع بقيادات سياسية وعشائرية مختلفة إلى التحذير من دخول تلك المليشيات إلى الفلوجة.
في هذه الأثناء، قال عضو مجلس محافظة الأنبار، محمد الدليمي، لـ"العربي الجديد"، إن "القوات التي ستشارك هي الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب، فضلاً عن مقاتلي العشائر فقط"، مضيفاً أن "التحالف الدولي سيكون حاضراً وبقوة في هذه المعركة".
وأضاف أن "المعركة ستكون على شكل مراحل والمليشيات ستبقى بمناطق خارجية خلف قطعات الجيش والقوات النظامية وأبناء العشائر لخصوصية المدينة".