"ممكن بكتيبتين أدخل على النت وأعملها دائرة مقفولة والإعلاميين ياخدوا أخبار وشغل منها"، بهذه الكلمات لوّح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال حديثه لممثلي المجتمع ورؤساء الهيئات البرلمانية في 13 إبريل/نيسان الحالي.
ويضيف المصدر، أنه "بالفعل حدث ذلك لأن السيسي لا يثق إلا بالجيش فقد تم تنفيذ ذلك، تحت اسم مركز الإعلام الوطني للقوات المسلحة، الذي قام بتعيين عدد من الشباب معظمهم من أبناء قيادات الجيش السابقين والحاليين، ليقوموا بدور اللجان الإلكترونية للرئيس".
ويشير المصدر إلى أن "معظم حملات الهجوم على الشخصيات السياسية والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية قادتها هذه المجموعات". ويوضح أن هذه المجموعات تعمل على مدار 24 ساعة بأحد المقرات التابعة لجهاز الاستخبارات الحربية بمصر الجديدة، مشيراً إلى أن "كل دوام عمل يتواجد فيه نحو 60 شاباً". كما يلفت إلى أنه "في معظم الأوقات يتم إمداد هؤلاء الشباب بمواد إعلامية مصوّرة وتسريبات صوتية، لترويجها ضد نشطاء وسياسيين ووسائل إعلام لكسر شوكتهم"، بحسب تعبير المصدر.
ويشير إلى أن "هذه المجموعات تعمل وفق آليتين، الأولى هي الانتشار على صفحات المشاهير من النشطاء والسياسيين وحتى الإعلاميين والفنانين والرياضيين، للوصول إلى أكبر عدد من الشرائح التي تنشط على مواقع التواصل".
ويلفت إلى "أن دور هذه النوعية من الصفحات يكون التعامل مع الشباب غير المسيّس، وترويج حملات إيجابية للرئيس وصورته الذهنية. أما الصفحات ذات الطابع السياسي فتكون مهمتها مهاجمة المعارضين، مثل صفحة جيش الاستخبارات الإلكتروني، والتي كان الإعلامي أحمد موسى، قد استضاف بعض القائمين عليها بأسماء مستعارة، من دون إظهار وجوههم".
كما يردف المصدر أن "أخطر ما في هذا الأمر ليس الحملات التي يقومون بها لتشويه معارضي وخصوم الرئيس، ولكن ما تمدّهم به أجهزة هامة في الدولة من معلومات وبيانات خاصة بالنشطاء والمعارضين، ما قد يعرّض حياة هؤلاء للخطر". ويشير إلى أن "السيسي بالفعل قد أسس كتيبتين على مواقع التواصل الاجتماعي ولم نكن نعلم، وهو لم يكن يلوّح فقط خلال حديثه مع ممثلي المجتمع المصري".