حوار الدوحة الأفغاني يسعى للدفع باتجاه وقف إطلاق النار

حوار الدوحة الأفغاني يسعى للدفع باتجاه وقف إطلاق النار

24 يناير 2016
الحوار يحاول الوصول لوقف إطلاق نار بأفغانستان (العربي الجديد)
+ الخط -

يسعى الحوار الوطني الأفغاني الذي اختتم أعماله في الدوحة مساء اليوم الأحد، إلى الدفع باتجاه وقف إطلاق النار وتحقيق المصالحة في أفغانستان، وأن تستوعب مختلف الجماعات أنه لا يوجد احتكار للسلطة، وهذا ما قالته طالبان في المؤتمر، وهو ما عد خطوة إيجابية، باتجاه تحقيق الحل، حسب الأمين العام لمنظمة "باغواش" البروفيسور بولو كوتا رامسينو، الجهة المنظمة للمؤتمر.

ووفق بيان لوزارة الخارجية القطرية، صدر في ختام مؤتمر الحوار، فإن استضافة الدوحة هذا المؤتمر "تأتي انطلاقاً من حرص دولة قطر على تحقيق الأمن والاستقرار في أفغانستان"، وأنها تسعى من خلال تنظيم هذا الحوار إلى تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف الأفغانية حول كافة القضايا والموضوعات التي تحقق الأمن والسلام والاستقرار للشعب الأفغاني، وتحقيق المصالحة بين كافة الأطراف.

وكانت حركة طالبان "الإمارة الإسلامية"، قد أكدت سعيها إلى تحقيق السلام ووقف الحرب الدائرة في أفغانستان، في ختام جلسات الحوار الوطني الأفغاني.

ووفق الناطق الرسمي باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، فإن المكتب السياسي الذي جرى تفويضه من قبل حركة طالبان، للحوار مع مختلف الأطراف الأفغانية، تعهد باسم "الإمارة الإسلامية" بالسعي لتحقيق السلام في أفغانستان، استنادا إلى مجموعة من الشروط، أهمها "إنهاء الاحتلال وإقامة النظام الإسلامي في البلاد".

واتهم نعيم في تصريحات صحافية الحكومة الأفغانية بعرقلة حوار الدوحة، وقال إنه من المقرر أن يشارك في هذا الحوار ممثلون عن أكثر من 10 دول، إلا أن الحكومة الأفغانية اتصلت بهذه الدول وأقنعتها بعدم المشاركة، كما أنها منعت الكثير من القيادات الأفغانية من مغادرة البلاد للمشاركة في الحوار.

وكانت حركة طالبان قد طالبت في ورقة قدمتها إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي ضم شخصيات أفغانية محسوبة على الحكومة الأفغانية، شاركت بصفتها الشخصية منها وزير الداخلية الأفغاني الأسبق عمر داوود زاي، باتخاذ ما وصفته "بخطوات تحقيق الصلح" ومنها، الاعتراف أن العنوان الرسمي لـ"الإمارة الإسلامية" هو المكتب السياسي للحركة، وقيام الحكومة الأفغانية بشطب القوائم السوداء، وتحرير الأسرى، ووقف الدعايات السامة والمغرضة ضدها، وهي مطالب تراها طالبان ضروريات أولية لتحقيق الصلح.

واعتبرت الحركة في الورقة التي اطلع عليها مراسل "العربي الجديد " أن المشاكل المتعلقة بالقوات الأجنبية تجب مناقشتها مباشرة بين الإمارة الإسلامية والولايات المتحدة خاصة، أما النقاط المتعلقة بالأفغانيين أنفسهم فإن الإمارة الإسلامية على يقين من أن الأفغانيين يستطيعون تسويتها في ما بينهم.

وعكست الحركة في الورقة التي قدمت في مؤتمر الحوار الوطني رؤيتها للواقع الأفغاني، بتأكيدها "أن خدمة الشعب من واجباتها الإيمانية والوجدانية، وأنها تلزم نفسها القيام بالخدمات المدنية في ضوء الأصول الإسلامية والمصالح والقيمة الوطنية وحرية الرأي وحقوق المرأة، وتهيئة الأجواء للتعليم لأبناء الوطن وحماية المنشآت الوطنية والمصالح والمرافق المدنية العامة.

اقرأ أيضاً: قطر تقود جهود وساطة لتحقيق السلام بإقليم دارفور بالسودان

كما قدمت تطمينات إلى دول الجوار بتأكيدها "أن الهدف من الجهاد هو إنهاء الاحتلال وإقامة النظام الإٍسلامي، وأنها لا تتدخل في شؤون الآخرين ولن تستخدم الأراضي الأفغانية ضد الآخرين وأنها لن تسمح للآخرين بالتدخل في شؤون بلادها، وأنها تريد علاقات حسنة مع دول العالم، وهي لا تعارض القوانين الدولية التي لا تتعارض مع الأصول الإسلامية والمصالح والقيم الوطنية".

من جهته قال د. عبد القيوم كوجاري، أحد المشاركين في المؤتمر، عن مطالبة حركة طالبان برفع أسماء أعضائها من القوائم السوداء للمطلوبين "إن عليهم مناقشة ذلك مع ممثلي الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، وحكومة كابول لا يمكنها تنفيذ ذلك"، مضيفاً "على حد علمي فإن الحكومة أطلقت سراح العديد من سجناء طالبان من سجون أفغانستان وبعضهم ما يزال في غوانتانامو، وقد استطاعت طالبان تحرير بعض من سجنائها لدى الولايات المتحدة من خلال المحادثات والحوار".

وأضاف كوجاري الذي قال إنه لا يمثل الحكومة الأفغانية، أن كلا الطرفين، طالبان والحكومة، يريد السلام، وكابول على استعداد للحديث معهم مباشرة والاستماع إليهم، وأنه إن كان من الممكن تنفيذ مطالب طالبان فما المانع من تحقيق ذلك. وعن مسمى الإمارة الإسلامية الذي تطلقه طالبان قال "عندما كانوا في السلطة كانوا إمارة إسلامية ولكنهم الآن ليسوا في السلطة إنها حركة طالبان".

من جهته لم يخف البروفيسور بولو كوتا رامسينو الأمين العام لمنظمة "باغواش" المنظمة للمؤتمر، أن المنظمة تسعى للدفع بفكرة وقف إطلاق النار في أفغانستان. وقال في تصريحات صحافية على هامش المؤتمر "من المهم أن تكون لدينا رؤية يمكنها استيعاب كافة الآراء، وأنه لا يوجد حل عسكري للمشكلة في أفغانستان".

وعن المؤتمر الذي عقد في الدوحة على مدى يومين قال "إنها محادثات مبدئية وليست رسمية ونحن لا نتعامل مع أية وفود حكومية ولكننا نسهل التواصل على مستوى غير رسمي ونريد فقط أن نجمع الآراء ونقدمها إلى السلطات الأفغانية".

اقرأ أيضاً: الهجوم على جامعة بباكستان يعيد تسليط الضوء على طالبان

وحول موقف الحكومة الافغانية من هذا الحوار قال "إن الحكومة الأفغانية تنتظر ما سيتمخض عنه، ونحن نجمع كافة الآراء وسنقدمها الى كل من يهمه الأمر".

وعن الخطوات المطلوبة من كافة الأطراف لإنجاح هذا الحوار الذي يجري للمرة الثانية في الدوحة قال "إن هناك حاجة ماسة لوقف إطلاق النار وكافة الأعمال العسكرية التي تؤثر على الشعب الأفغاني، يجب أن تستوعب مختلف الجماعات أنه لا يوجد احتكار للسلطة وهذا ما قالته طالبان وهي خطوة إيجابية في اتجاه الحل".

وسبق لـ"منظمة باغواش" الكندية أن عقدت في مايو/ أيار الماضي حواراً وطنياً في الدوحة شارك فيه ثمانية من أعضاء المكتب السياسي للحركة فيه إضافة إلى ممثلي منظمات المجتمع المدني الأفغاني، لبحث تحقيق المصالحة الأفغانية.

اقرأ أيضاً: حوار أفغاني في الدوحة بمشاركة "طالبان"

دلالات