وعقد رئيسا البرلمان (القيادي في تحالف القوى) سليم الجبوري والوزراء حيدر العبادي بحضور أعضاء كتلة تحالف القوى اجتماعاً بمنزل الأول في بغداد، بحثا فيه بشكل مفصّل طبيعة الأوضاع على الساحتين السياسية والأمنية بالإضافة الى التطورات الأخيرة التي يشهدها الشارع العراقي.
اقرأ أيضاً: تحالف القوى العراقيّة يهدد بالانسحاب من الحكومة والبرلمان
وذكر بيان صحافي لرئيس البرلمان، أنّ "الجانبين استعرضا ملف وثيقة الاتفاق السياسي وضرورة متابعة القوانين التي تم الاتفاق عليها بموجب الوثيقة، وأهمية التزام الكتل السياسية بتلك القوانين من خلال دعم تشريعها في البرلمان".
من جهته، قال نائب في تحالف القوى لـ"العربي الجديد"، إنّه "تم التركيز خلال الاجتماع على قانون الحرس الوطني وضرورة التصويت عليه في البرلمان".
وأضاف أنّ "هناك شبه اتفاق حصل خلال الاجتماع على تمرير القانون على الرغم من اعتراض التحالف على بعض فقراته، التي لم تتوافق مع بنود الاتفاق السياسي"، مشيراً إلى أنّ "العبادي ألقى وعوداً جديدة لتحالف القوى لتنفيذ كافة بنود الاتفاق السياسي، بعد إقرار قانون الحرس الوطني وتجاوز الأزمات السياسية التي يمر بها البلد".
وأكّد أنّ "العبادي لم يحدّد سقفاً زمنياً لتنفيذ الاتفاق، الأمر الذي يثير ريبة وشكوك تحالف القوى من عدم الجديّة بتنفيذ الوعود"، مشيراً إلى أنّ "العبادي دعا تحالف القوى إلى تدعيم مواقف الحكومة أمنياً وسياسياً وأن يسد كافة الثغرات التي ينفذ من خلالها المحرّضون، ومن يريدون السوء بالبلد وبالعمليّة السياسيّة".
بدوره، استغرب الخبير السياسي محمود القيسي "الموقف الضعيف لتحالف القوى العراقية".
وقال القيسي لـ"العربي الجديد"، إنّ "التحالف موقن بأنّ العبادي لن ينفّذ بنود الاتفاق وأنّه تملّص من الإيفاء بها، وأنّ التحالف الوطني والمليشيات المرتبطة به لن يسمحوا له باتخاذ أيّ خطوة بهذا الاتجاه"، مستدركاً بالقول "لكنّ الغريب هو استمرار تحالف القوى بالحديث والمطالبة بتنفيذ الاتفاق الذي أصبح شيئاً من الماضي".
اقرأ أيضاً: العراق: مساعٍ لإطلاق مسؤولين سابقين تصطدم بغياب تجاوب الحكومة
وأكّد أنّ "نواب وقادة تحالف القوى متمسكون بمصالحهم الشخصية، من خلال المكاسب والامتيازات التي يحصلون عليها من مناصبهم، فيما يتحدّثون عن الوثيقة والاتفاق السياسي وحقوق المكوّن فقط لإرضاء منتخبيهم، لا رغبة منهم بتنفيذها".
وشدّد بالقول إنّ "العملية السياسية في العراق اليوم، لا تعدو كونها عملية مصالح شخصية، فكل السياسيين يبحثون عن مصالحهم الخاصة ويتجاوزون مصالح الشعب".
يرى مراقبون أنّ "سياسة العبادي تجاه المكون السنّي من جانب والحرب التي يواجهونها من قبل تنظيم "داعش" من جانب آخر، أفقدتهم الأمل في الحصول على استحقاقاتهم وفقاً للاتفاقات التي أبرموها مع العبادي، الأمر الذي دفعهم للقبول بأقل ما يمكن خشية من فقدان كل شيء".