أوباما يعلن نيته تصنيف تونس "حليفاً استراتيجياً" لبلاده

أوباما يعلن نيته تصنيف تونس "حليفاً استراتيجياً" لبلاده

21 مايو 2015
استحوذت الملفات الأمنية والعسكرية على اهتمام الجانبين (Getty)
+ الخط -


أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس الخميس، عن نيته إعلان تونس "حليفاً استراتيجياً" لبلاده خارج عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي الباجي قايد السبسي، قال أوباما: "من المهم إعلان أن المكان الذي انطلق منه الربيع العربي (يقصد تونس) هو المكان نفسه الذي شهد أروع تقدم عبر السماح لجميع الأطراف وكل شرائح السكان، بما في ذلك النساء، بالمشاركة الكاملة في الحياة المدنية والسياسية للبلد".

وأضاف، عقب اجتماع مع السبسي في البيت الأبيض، نشرت وكالة (الأناضول) تفاصيله أنه ينوي إعلان تونس "حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة خارج عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)"، وذلك "اعترافاً بالأهمية التي نعلقها على العلاقات الأمنية والدبلوماسية مع تونس".

وأشار أوباما إلى أنه "بينما تواصل تونس الشروع في إصلاحات هيكلية مهمة للاقتصاد، أتعهد بأننا لن نقدم لها معونات قصيرة الأمد فحسب، لكننا أيضا سنحاول تقديم نوعاً من الامداد والدعم الضروريين لانجاز تلك الإصلاحات، والتأكد من فعاليتها وخدمتها للشعب التونسي".

ولفت إلى أنه اتفق مع نظيره التونسي على "ضرورة استمرار شراكتنا الفاعلة ليس في جهود محاربة الارهاب فحسب، ولكن أيضاً في جهودنا لتعزيز الاستقرار في ليبيا وجمع الاطراف سويا لكي لا يصبح هناك دولة متهالكة وفراغ في السلطة يمكن، في النهاية، أن يؤثر على الوضع في تونس كذلك".

وكان الرئيسان الأميركي التونسي، قد أكدا أن اجتماعهما  أمس في البيت الأبيض ركز على "دعم الديمقراطية التونسية وإطلاق ثورة اقتصادية تواكب ثورة الربيع السياسي في تونس، فضلاً عن تعميق التعاون الأمني لحماية البلدين".

واستحوذت الملفات الأمنية والعسكرية، وفق ما علم "العربي الجديد"، على "اهتمام الجانب الأميركي خلال الزيارة، في حين أبدى الوفد التونسي تركيزاً أكبر على قضايا اقتصادية تؤرق تونس".

وأكد الزعيمان أن "تونس أثبتت للعالم أن الديمقراطية ليست متاحة فقط بل وضرورية"، مشيرين إلى أن "حكومة الوحدة الوطنية التونسية اليوم تضم العلمانيين والإسلاميين، مما يثبت أنه يمكن للديمقراطية والإسلام أن يزدهرا معاً".

ولفت الرئيسان إلى أنّ "الأمر لن يكون سهلاً للتونسيين وهم يؤسسون لأحدث ديمقراطية في العالم العربي، ولكنهم يستطيعون الاستناد إلى صديق وشريك قوي في أقدم ديمقراطية في العالم، وهي الولايات المتحدة الأميركية".

اقرأ أيضاً: تبدلات الدبلوماسية التونسية: السبسي يبدأ التغيير من ليبيا

ويأتي لقاء الطرفين، عقب توقيع معاهدة تونسية أميركية مشتركة، خلال لقاء آخر جمع السبسي مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، يوم الأربعاء في مستهل زيارة الرئيس التونسي لواشنطن.​

وقبل اللقاء، أدلى الرئيس التونسي، بتصريحات هاجم فيها الإسلاميين في دول غير تونس، متهماً إياهم بـ"تسخير العنف والإسلام للوصول إلى السلطة". كما شكى من الليبيين المقيمين في تونس، معتبراً أنهم "يمثلون لبلاده وجعاً اقتصادياً وتحدياً أمنياً وسياسياً خطيراً"، مطالباً "الولايات المتحدة مساعدة تونس على مواجهة هذا التحدي".

وقال السبسي، خلال ندوة في معهد السلام الأميركي، إن "بلاده استثناء، وإنها تميزت بقبول الإسلاميين وبالقدرة على استيعابهم كجزء من مكونات البلاد السياسية في مجتمع مسلم في الأساس، وهم يعملون على نهضة هذا المجتمع".

وخلافاً لما ذكرته بعض المصادر الإخبارية العربية عن تجاهل الرئيس التونسي للربيع العربي أو تعمده الإساءة للثورة التونسية، عبّر الرئيس التونسي عن فخره بما جرى في بلاده منذ 2011، وأشار أكثر من مرة إلى تضحية الشاب محمد البوعزيزي بإطلاق شرارة التغيير من سيدي بوزيد.

 اقرأ أيضاً: صورة للسبسي في واشنطن تخلق الجدل بتونس

المساهمون