"حرية التعبير" تحمي الإسلاموفوبيا على حافلات نيويورك

"حرية التعبير" تحمي الإسلاموفوبيا على حافلات نيويورك

24 ابريل 2015
الدعايات وُضعت كذلك في عدة مدن أميركية
+ الخط -
"في أي حرب بين الهَمَج والمتحضّرين، عليك أن تدعم المتحضّرين"، "ادعموا إسرائيل واهزموا الجهاد"، هذه عيّنة من بعض العبارات التي من المتوقع أن يبدأ سكان مدينة نيويورك قريباً بمشاهدتها، كجزءٍ من دعايات مدفوعة على حافلاتهم العمومية، ولوحات الإعلانات في محطات المترو.

وأدت الدعايات المذكورة، والتي تم وضعها كذلك في عدة مدن أميركية، إلى جدلٍ واسع واستياء من قبل الكثير من المنظمات الأميركية الحقوقية والمدنية، ومن ضمنها العربية والإسلامية.

قاضي إحدى محاكم ولاية نيويورك، أصدر حكماً لصالح منظمة "المبادرة الأميركية للدفاع عن الحرية" (AFDI) وهي منظمة يمينية صهيونية، يجبر إدارة وسائل النقل العمومية (MTA) في نيويورك على نشر دعاية مدفوعة تحرض ضد الإسلام وضد فلسطين، بعدما كانت الادارة قد رفضت ذلك العام الماضي.

القاضي الذي أصدر الحكم، علّل قراره بأنّه "لا يوجد هناك أي دليل على أن هذه الدعايات، قد تؤدي إلى تحريض أو عنف ضد هذه المجموعة أو تلك نتيجة قراءتها".


اقرأ أيضاً: باصات أميركا تحرّض على المسلمين: "إنها حرية التعبير"!

وكانت إدارة وسائل النقل العمومية في المدينة، قد رفضت في العام الماضي قبول عرض هذه اللافتات حتى لو كانت مدفوعة، خوفاً من التحريض، وإثر ذلك رفعت المنظمة الصهيونية المذكورة، دعوى قضائية بحجة أن هذا الرفض يحد من حرية التعبير، فجاء الحكم القضائي لصالحها.

وفي رفضه لادعاء إدارة وسائل النقل العمومية في نيويورك، قال القاضي "إننا نستهين بالطبع المتسامح لسكان مدينة نيويورك، ونبالغ في التأثير المحتمل لهذه الدعايات العابرة"، مضيفاً "على الرغم من أنّ هذه الدعايات مهينة، إلا أنها تقع في نطاق حماية حرية التعبير"، والتي يضمنها الدستور الأميركي.

وكما هو الحال في مدينة نيويورك، فلم تتمكن شركات المواصلات العامة في مدن أخرى في الولايات المتحدة من منع عرضها. وتعتبر عدة منظمات أميركية أن منظمة (AFDI) مجموعة معادية للإسلام ومحرضة على الكراهية.

هذه الدعايات، ستعزز الأفكار والصور النمطية السائدة لدى عدد كبير من الأميركيين عن المسلمين عامة، وعن القضية الفلسطينية، وتختزلها إلى قضية حرب دينية. كما أنها ستشعر الكثير من الأميركيين المسلمين بأنهم متهمون بالاستعاضة، وتربطهم بالعدو.

وتأتي هذه الحملات في وقتٍ تشير فيه الاحصائيات، إلى أن نسبة الاعتداءات على المسلمين في الولايات المتحدة، تصل إلى ثمانية أضعاف ما كانت عليه قبل أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001.

وليست نيويورك هي المدينة الوحيدة التي نشرت فيها هذه المجموعة دعاياتها، فقد ظهرت دعايتها في تسع مدن أميركية، من بينها سان فرانسيسكو وفيلادلفيا وغيرها. ولم تذكر إدارة وسائل النقل العمومية في نيويورك ما إذا كانت ستقوم باستئناف الحكم القضائي، الذي يجبرها على نشر الدعايات.


اقرأ أيضاً: "الإسلاموفوبيا" حاضرة دائماً في العالم الإفتراضي

المساهمون