الداخل الفلسطيني يُضرب ضد سياسة هدم المنازل الإسرائيلية

الداخل الفلسطيني يُضرب ضد سياسة هدم المنازل الإسرائيلية

15 ابريل 2015
قرارات الهدم تشمل 50 ألف بيت في الداخل(العربي الجديد)
+ الخط -
تتجه الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، يوم 28 أبريل/نيسان الجاري نحو ما وصفته قياداتها بـ"أضخم إضراب" منذ يوم الأرض عام 1976، احتجاجاً على هجمة الهدم الشرسة التي تشنها المؤسسة الإسرائيلية على البيوت العربية.

وشهد فجر اليوم الأربعاء هدم ثلاثة بيوت في قرية دهمش، قرب اللد، سبقها بيوم واحد هدم ثلاثة بيوت في النقب، وقبلها بيومين بيت في كفر كنا، علماً أن هناك قرارات هدم بحق نحو 50 ألف بيت في سائر الداخل الفلسطيني.

وأعلن القائم بأعمال رئيس اللجنة القُطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية وممثل لجنة المتابعة، جريس مطر، عن قرار الإضراب، خلال اجتماع طارئ عقدته لجنة المتابعة في قرية دهمش.

وبررت القيادات العربية تأخير الإضراب بنحو أسبوعين، بـ"حاجتها إلى بذل جهد كبير لتعبئة الجماهير العربية وشحذ الهمم، وجعله أكبر إضراب عام وشامل منذ يوم الأرض عام 1976، ولمنع العمال والموظفين الذين يعملون في المؤسسات العامة من التوجه إلى العمل، خاصة من يعملون في البلدات الإسرائيلية، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ عقود، حيث اقتصرت الإضرابات السابقة على إغلاق المؤسسات والمحال التجارية في البلدات العربية فقط".

ومن المفترض، أن يسبق الإضراب العام، إضراب محلي في منطقة اللد- الرملة- دهمش، يوم الأحد القادم. كما تقرر تنظيم مظاهرة ضخمة، يتم تحديد مكانها وموعدها لاحقاً، وسط مطالبة الكثيرين بأن تكون في تل أبيب، حيث يجري خلالها التصعيد وإغلاق شوارع.

ومن بين القرارات أيضاً، إقامة صلاة جمعة حاشدة على أرض دهمش بعد غد، والمبادرة للقاءات مع سفراء الدول لشرح القضية، والتوجه إلى المحافل الدولية بفيلم وثائقي ورسالة خطية، تتحدث عن مأساة فلسطينيي الداخل ومعاناتهم بسبب الهدم.

وشدد المتحدثون، خلال الاجتماع، على أهمية تصعيد الخطوات الاحتجاجية لترتقي إلى مستوى الحدث، في ظل استمرار عمليات الهدم، ومنهم من طالب بإغلاق الشوارع وحرق الإطارات وإشعار المؤسسة الإسرائيلية بتهديد حقيقي.

 صندوق لتمويل البيوت المهدّمة

وأعلنت اللجنة الشعبية في اللد- الرملة- دهمش عن إقامة صندوق خاص لتمويل إعادة البيوت التي يتم هدمها، ودعمه بعشرات آلاف الشواكل، معتبرة أن "إعادة البناء تشكل صفعة للمؤسسة الإسرائيلية، وردا عمليا على عمليات الهدم، وإجابة واضحة بأن كل هدم سيتبعه بناء جديد".

وقال النائب باسل غطاس، في حديث لـ"العربي الجديد" إن فلسطينيي الداخل "في حالة حرب حقيقية تشنها المؤسسة الإسرائيلية، ولا نعرف أين سيكون الهدم غدا وماذا ينتظرنا، فالمؤسسة ترى على ما يبدو أن الوقت ملائم لتنفيذ عقاب جماعي بحقنا وتكسير عظامنا وإرادتنا، وإشعارنا بأننا لسنا أصحاب الأرض. سكوتنا سيقود إلى هدم آخر، ورفع سقف الهجوم علينا يتطلب منا رفع سقف نضالنا".

وأضاف: "إذا استمر الهدم، فعلى المؤسسة الإسرائيلية أن تفهم أن أحداث أكتوبر 2000 كانت لعبة أطفال مقابل رد فعلنا الذي سيكون".

وفي السياق ذاته، اعتبر النائب مسعود غنايم لـ"العربي الجديد"، أن "دهمش باتت رمزا للصمود ما بعد نكبة عام 1948"، مستدركاً "واضح أننا ما زلنا في مرحلة الهزات المرتدة منذ النكبة. نحتاج إلى خطوات طويلة المدى، لأننا إزاء معركة طويلة. على طول العقود السابقة، كنا ولا نزال نتسلح بكوننا أصحاب حق وبأن قضيتنا عادلة، ومن هنا تفاءلنا بالانتصار في نهاية المطاف. نحتاج لمأسسة نضالنا، ليتواصل ولا يقتصر على قضايا عينية".

المساهمون