ملك الأردن يلتقي أوباما وخطّة كيري محور المباحثات

15 فبراير 2014
أبرز ملفات عبد الله في اللقاء رفض خطة كيري
+ الخط -

يعقد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، لقاء قمة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما فجر اليوم (بتوقيت لندن) في كاليفورنيا، حاملاً في جعبته أكثر من ملف ثقيل. وستكون التهديدات الاستراتيجية التي فرضتها الثورة السورية على طاولة البحث، لكن أكثر ما يشغل بال القصر الملكي مستقبل بلاده في سياق مشروع الدولة الفلسطينية.

ومنذ ظهور التسريبات عن خطة وزير الخارجية الأميركية جون كيري، أو ما يُعرف بـ "اتفاقية إطار"، تسود حالة من الاستنفار أروقة القصر الملكي، ترجمتها مواقف رئيس الديوان الملكي، فايز الطراونة، ومدير الاستخبارات العامة فيصل الشوبكي. حتى إن المسألة احتلت أولوية قصوى بوصفها "قضية أمن قومي"، وبعض التسريبات أخذ منحى مبالغاً مفاده أن "مستقبل الأردن في خطر". وقد تُرجم الخوف الأردني بسحب الملف من وزير الخارجية ناصر جودة، ووضعه بيد الطراونة، ودائرة المستشارين المقربين، ومسؤولين في الاستخبارات والجيش.

وبحسب الديوان الملكي الأردني، "تهدف الزيارة إلى حشد الدعم داخل الإدارة والكونغرس الأميركيين للجهود الجارية لدفع عملية السلام، وإعادة التأكيد على المصالح الأردنية العليا في قضايا الوضع النهائي".

وسبقت القمة، لقاءات بين العاهل الأردني ونائب الرئيس جو بايدن، وكيري، ووزير الدفاع تشاك هاغل، وقيادات مجلسي الشيوخ والنواب من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، فضلاً عن ممثلي المنظمات اليهودية الرئيسية، وفي مقدمتها "أيباك".

ويرى مراقبون أن عبد الله الثاني سيطرح أمام مضيفه الأميركي رؤيته بشأن فلسطين بوضوح، وستجيب الأفكار عن مخاوف أردنية، ليس أولها "الوطن البديل"، ولا آخرها دور الأردن في القدس.

ولا تزال خطة كيري في طور الصياغة، في شقيها السياسي والأمني، وهي موكلة في جانب منها إلى ترتيبات يعدها قائد القوات الأميركية السابق في أفغانستان، الجنرال جون ألين. ويدور الحديث عن خطة موسعة أكثر من تلك التي طرحها أنتوني زيني وكينث دايتون، إذ يدور الحديث عن احتمال استقدام قوات من حلف شمال الأطلسي لنشرها غربي نهر الأردن. وقد أيد الفكرة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في حين لا يزال الرفض الإسرائيلي سيد الموقف. أما الرفض الأردني، فكان مبرره "رفض كشف الأمن القومي الأردني أمام رادارات الولايات المتحدة".

ولا يعتبر المراقبون أن هذا سبب مقنع، في ظل ما يُحكى عن وجود مكتب لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، "سي آي إيه"، في قلب العاصمة عمَان، وقاعدة عسكرية أميركية بالقرب من الحدود العراقية منذ العام 2003.

وأعرب رئيس الوزراء الأردني، عبد الله النسور، الشهر الماضي، أمام برلمان بلاده، عن رفض حكومته لأي تسوية سياسية لا تكون الأردن طرفاً فيها، معبراً عن خشيته من مفاوضات سرية فلسطينية – إسرائيلية.

خطة كيري غير المصوغة حتى اللحظة بشكل رسمي، أعادت إلى الأردن نقاشاً متكرراً عن "الوطن البديل"، ورفض توطين اللاجئين الذين يحملون أصلاً جنسية أردنية، بحكم ما عرف بالضم في اجتماع أريحا 1948. كما أعادت النقاش عن دور أردني مستقبلي في الضفة الغربية، الشرط القاضي بأن يتم اعلان دولة فلسطينية مستقلة على أراضي الرابع من يونيو/حزيران 1967.