أعداءٌ جدُد لقوات حفتر في بنغازي: أبناء الغرب والمصريون

أعداءٌ جدُد لقوات حفتر في بنغازي: أبناء الغرب والمصريون

27 أكتوبر 2014
مقاتلون من "فجر ليبيا" في طرابلس (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
تغير تكتيك الدعاية الإعلامية لعملية الكرامة بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، منذ الإعلان عن الانتفاضة المسلحة التي أعلن عنها في الخامس عشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري؛ فبدل أن يتم توجيه ما عُرف لاحقاً بـ "الصحوات" إلى الحرب ضد الإرهاب في بنغازي، لمقاتلة الجماعات المتشددة في منطقة بنينا، حيث تقع القاعدة الجوية، والمطار المدني، تم توجيهها، بحسب صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات إعلامية محلية موالية لـ "عملية الكرامة"، إلى الحرب على "الغرابة"، أي سكان مدينة بنغازي الذين تعود جذور انتمائهم القبلية والجهوية إلى مدن غرب ليبيا، وعلى الأخص مصراتة. بذلك، يدخل عنصر جديد على حرب عملية الكرامة، ويضاف إلى عنصر محاربة الإرهاب، وهو تطهير بنغازي عرقيا من سكانها من ذوي الأصول من مناطق غرب ليبيا، وذلك لتأجيج العنصرية من المحيط القبلي من أصول "برقاوية"، أي الذين ينتمون إلى قبائل شرق ليبيا، واستعماله في إضافة عناصر ومجموعات جديدة في القتال.

يرى المراقبون أن هذه الخطوة جاءت بعد أن أعلن مجلس النواب الليبي، المنعقد في طبرق، شرقي ليبيا، تبنّيه رسمياً عملية الكرامة في 21 أكتوبر الجاري. ومن المعروف أن مجلس النواب الليبي ينقسم بين تيارين كبيرين: الأول من المؤيدين للنظام الفيدرالي المتشدد، والثاني حزب تحالف القوى الوطنية بقيادة محمود جبريل. وبحسب مراقبين، استعمل فيدراليو مجلس النواب، تكتيك ضمّ المتعاطفين معهم إلى معركة بنغازي.

وحاولت قوات من الحزام القبلي البرقاوي المحيط ببنغازي، خصوصاً القرى الصغيرة الواقعة في شرقها، الدخول إلى بعض أحياء بنغازي الشرقية، بحجة تطهيرها من "الغرابة"، وهدمت وحرقت منازل بعض القادة الميدانيين والمقاتلين، إلى جانب قوات ما يُعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي. إلا أنها فشلت في السيطرة على هذه الأحياء، ولاقت مقاومة شديدة وسقط منها عدد كبير من القتلى، 15 منهم في منطقة الصابري في بنغازي وحدها، إضافة إلى عشرات الجرحى، ما اضطرها للانسحاب.

ويلاحظ متابعون أن معركة الصابري يوم الجمعة الماضية، دخل فيها، إلى جانب مقاتلي مجلس شورى الثوار، مقاتلون شباب رافضين للدعاية القائلة بتطهير بنغازي من كل من ينتمي إلى أصول مدن ومناطق غرب ليبيا. بذلك، يرى كثيرون أن عملية الكرامة استعْدَت طائفة جديدة لم تكن ضدها في السابق، إن لم تكن معها، وتغير عنوان الحرب، من "الحرب على الإرهاب" إلى "حرب عنصرية جهوية"، ستخسر فيها عملية الكرامة مؤيدين إن لم يكن مقاتلين معها، خاصة أولئك الذين تعود أصولهم إلى غرب ليبيا.

أيضا ثمة دعوات في بنغازي لطرد كل المصريين منها، خاصة في أول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إذ أعلنت مجموعات عن نيتها إلقاء القبض على أي مصري الجنسية يوجد في المدينة بعد هذا التاريخ، وسط معلومات عن وجود مقاتلين مصريين بجوار القوات الموالية لحفتر.
وبحسب المعلومات الواردة من بنغازي، فإن مقاتلي حفتر من المدنيين والعسكريين، أو ما يعرف بظاهرة الصحوات، يتركزون في أحياء "الماجوري" و"حي السلام" و"بوهديمة"، إذ يغلقون في ساعات الليل مداخل هذه الأحياء تحسباً لعمليات انتحارية تطالهم. إلا أن مقاتلي ما يعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي، يستهدفونهم بطريقة فردية وجماعية، وسقط العديد منهم بين قتيل وجريح، في حين ما زالت المناطق والأحياء داخل وعلى مشارف بنغازي الغربية ومدخل منطقة بنينا تحت سيطرة مجلس شورى الثوار.

في غرب ليبيا، ورغم التسريبات الكثيرة حول قصف جوي قامت به قوات ما يعرف بفجر ليبيا على مخازن ذخيرة واقعة في مدينة الزنتان في الجبل الغربي، أول من أمس السبت، إلا أنه لم تعلن قيادة فجر ليبيا هذه العملية أو تتبناها بشكل رسمي، وخصوصاً أن أيا من القوى الغربية القادرة على مراقبة حركة الطيران العسكري داخل ليبيا، لم تعلن هي الأخرى عن قصف جوي طال هذه المخازن.

وتدور الترجيحات المختلفة حول هذه العملية، بين قصف صاروخي دقيق على مواقع هذه المخازن، أو قيام خلايا نائمة داخل الزنتان مؤيدة لـ "فجر ليبيا" بتنفيذ هذه العملية، خصوصاً أن محللين عسكريين يرون أن قوات فجر ليبيا كان الأجدر بها استعمال هذا القصف إبان حربها على مليشيات القعقاع والصواعق والمدني في مناطق نفوذها وهيمنتها في العاصمة طرابلس، كمعسكر النقلية وصلاح الدين، وذلك على الأقل رداً على القصف الجوي الذي تعرضت له مواقعها بطرابلس مرتين، واتهم فيه مسؤولون أميركيون، مصر والإمارات القيام بهما.

قد يقلب قصف مخازن الذخيرة والأسلحة بالزنتان، موازين المعادلة العسكرية بين قوات فجر ليبيا، وقوات الزنتان المتحالفة مع ما يعرف بجيش القبائل التي خسرت مناطق نفوذها في ورشفانة غربي العاصمة طرابلس.